"البث" الإسرائيلية: المستهدف في الضاحية الجنوبية قيادي عسكري بارز في حزب الله

logo
العالم العربي

"الحصاد المر".. هل كشفت الحرب السورية حزب الله أمنياً؟

"الحصاد المر".. هل كشفت الحرب السورية حزب الله أمنياً؟
عناصر من حزب الله في سورياالمصدر: رويترز
24 سبتمبر 2024، 9:18 ص

يجادل خبراء عسكريون ومحللون بأن الحرب السورية شكلت مفصلا مهما ومؤثرا في مسيرة حزب الله، من باب أن مشاركة "الحزب" في الحرب السورية قد كشفته أمنيا أمام إسرائيل، ما تسبب للحزب بأضرار كبيرة يحصد ثمارها "المرّة" اليوم عبر عمليات الاغتيال التي طالت الصف الأول من قيادييه، الذين لقوا مصرعهم في ضربات إسرائيلية دقيقة، بدءا من فؤاد شكر وصولا إلى إبراهيم عقيل وما بينهما. 

مصادر قريبة من الحزب اعترفت مؤخرا أن أغلب مصائب الحزب كانت بسبب الحرب في سوريا، وكشفت أن دوائر الحزب على المستويات كلها تناقش الأمر فيما بينها.

 ووفقا لمراقبين، لا يبدو من قبيل المصادفة أن معظم القياديين في حزب الله الذين شاركوا في الحرب السورية، بدءا من معركة القصير عام 2013، مرورا بمعارك الغوطة الشرقية والغربية قرب دمشق، وصولا إلى معركة القلمون وحلب وإدلب، لقوا مصرعهم اغتيالا على يد إسرائيل.

من السرية إلى "الانكشاف"

لطالما كانت الصفة الأبرز التي صبغت عمل حزب الله منذ تأسيسه وحتى انخراطه في الحرب السورية هي السرية، حيث حرص الحزب طيلة مسيرته الممتدة منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي وحتى اندلاع الحرب السورية، على العمل بمفرده وبأسلوب حرب العصابات، وانتهاج عمل الذئاب المنفردة في كثير من الأحيان.

لكن حزب الله، اضطر منذ دخوله الحرب السورية للتحول إلى جيش شبه نظامي، بهدف قتال المجموعات المسلحة التي كانت تنتهج حرب العصابات في قتالها للجيش السوري.

مثل هذه الحرب، قد تكون السبب في تلقي الحزب ضربات قاسية اليوم وفقا لمراقبين، بعدما اضطر العديد من قيادييه إلى قيادة المعركة على الأرض، في ظل غياب البنى التحتية التي اعتاد الحزب عليها في لبنان، كالأنفاق والمنشآت المحصنة التي يستخدمها في جبهة جنوب لبنان.

إلا أن العامل الأكثر أهمية في هذا الأمر، جاء من خلال المسيرات الإسرائيلية والأميركية وغيرها، التي كانت "تسرح وتمرح" فوق الأراضي السورية، ترصد وتصور وتستطلع وتجمع المعلومات والصور عن عناصر الحزب وقياداته. 

الاختراق مستمر..

لم تقتصر عمليات الاغتيال على قيادي أو اثنين، ولم تتوقف الاختراقات منذ أشهر بدءا بالضربة القاصمة التي تمثلت باغتيال فؤاد شكر وما بعدها من تفجيرات البيجر واللاسلكي؛ ومن ثم اغتيال قادة الرضوان وأخيرا اغتيال إبراهيم عقيل.

مرد هذا الاختراق المستمر، وفقا للمراقبين، يعود إلى الجبهة السورية، نتاج سنوات استمرار تواجد حزب الله في قتال شبه منظم داخل سوريا، والذي ساهم في إخراج العديد من قياداته وعناصره تحت أضواء المسرح العملياتي، وجعل قياداته وخططه وعناصره منكشفة أمام الرصد الإسرائيلي،

ويعتقد خبراء أن حزب الله يدفع بالفعل الآن "الفواتير" لأسباب عديدة، واحدة منها "تقنية"، وتتعلق بقتاله في سوريا،و دوره فيها على صعيد الزج بالعناصر والقادة الكبار؛ ما أسفر عن انكشاف كبير، وجعل الجانب الإسرائيلي يعرف من يقاتل أكثر ومن يقود العمليات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تمكنت إسرائيل من "إجراء مسح دقيق لقيادة الجماعة المدعومة من إيران"، وفقا للعديد من الخبراء.

سبب آخر لانكشاف حزب الله يمكن تصنيفه ضمن "عثرات" حزب الله التي تكلفه اليوم كثيرا، حيث "كان الحزب ينظر لمقاتلي المعارضة السورية بنوع من دونية معينة؛ ما دفعه في السنوات السابقة، لاستخدام هواتفه بطريقة عادية؛ الأمر الذي يورطه الآن، وفقا لمصادر عسكرية.

وعلى أساس ذلك، فإنه يدفع بالفعل الفاتورة المرتبطة بـمشاركته في سوريا، وعلى صعيد نشاطاته الأخرى في مختلف الجبهات.

عامل ثانوي

في مقابل تأكيدات العديد من المراقبين، بمن فيهم أوساط مقربة من حزب الله، على الاختراقات التي تسببت فيها مشاركة الحزب في الحرب السورية، ثمة من يرى أن الحرب السورية عامل ثانوي في الاغتيالات التي يتعرض لها قادة الميليشيا.

ويشير هؤلاء إلى أن "الحرب السورية ليس لها أي تأثير أمني على حزب الله"، مشيرين إلى أن "الموساد والاستخبارات المركزية الأميركية تعملان على اختراقه قبل عام 2006 من باب تفكيك شبكة التوريد وحركة الأموال".

 ويضيفون أن "تدخل الحزب في سوريا كان عسكريا بامتياز، وكان يهدف لأمرين": الأمر الأول هو اكتساب خبرة في القتال بالمناطق المفتوحة مع التشكيلات المدرعة، والثاني هو نقل خبرته في حروب المدن والعصابات للتشكيلات الرديفة للجيش السوري، والتي تم تشكيلها على عجالة، ومن ثم لم يكن على احتكاك قوي بالسوريين من الناحية الأمنية" وفقا للخبير.

ويخلص هؤلاء إلى أن"الفاتورة التي يدفعها حزب الله الآن تتعلق بارتباطه بإيران ومشروعها، إضافة لوجود رغبة عارمة في الإقليم بالتخلص من إيران وأذرعها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC