والا: الوفد الإسرائيلي للمفاوضات سيتجه إلى مصر غدا لبحث إدخال البيوت المتنقلة لقطاع غزة
في ولاية بنجشير الجبلية شمال شرق أفغانستان، تتلألأ أكوام من الزمرد الأخضر تحت مصابيح طاولات المزاد الأسبوعي الذي تقيمه حركة طالبان، في محاولة لاستغلال الثروات المعدنية الهائلة التي تختزنها البلاد لإنعاش اقتصاد يواجه انهيارًا غير مسبوق.
منذ سيطرتها على السلطة في أغسطس/آب 2021، تسعى طالبان لإيجاد بدائل اقتصادية تعوض خسارة المساعدات الدولية التي كانت تشكل العمود الفقري لاقتصاد أفغانستان.
تقدر الحكومة الأمريكية أن البلاد تحتوي على موارد معدنية تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار، تشمل النحاس والذهب والليثيوم والمعادن النادرة، بالإضافة إلى الأحجار الكريمة مثل الزمرد والياقوت والزفير، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
مزاد الزمرد
تحت إشراف طالبان، أصبح الزمرد من الموارد المهمة التي تعتمد عليها الحركة لجمع الإيرادات. تُفرض ضرائب بنسبة 10% على مبيعات الزمرد في المزادات الأسبوعية، وهي خطوة تهدف إلى تنظيم تجارة كانت سابقًا عرضة للفساد وهيمنة أمراء الحرب.
يقول تاجر الأحجار الكريمة رحمة الله شريفي: "الحكومة بحاجة إلى المال لتنمية البلاد، لكن يبقى السؤال: هل ستُستخدم هذه الأموال لتحسين حياة الشعب الأفغاني؟"
الصين في المقدمة
وقعت طالبان اتفاقيات مع مستثمرين لا سيما من الصين وروسيا وإيران، ضمن جهودها لجذب رؤوس الأموال إلى قطاع التعدين.
تُعتبر الصين أبرز المستثمرين في إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث تهدف إلى استغلال الموارد الأفغانية لتوسيع نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي.
رغم الطموحات الكبيرة، تواجه حركة طالبان تحديات ضخمة تعرقل جهودها، منها ضعف البنية التحتية فالمناجم تفتقر للتجهيزات الأساسية، إضافة إلى نقص الخبرة والاقتصاد المنكمش.
الثروات المدفونة
رغم التحديات، يشهد سوق الأحجار الكريمة الأفغاني نشاطًا ملحوظًا. تُباع الأحجار المستخرجة في المزادات الأسبوعية لتجار محليين ودوليين.
يقول التاجر عزيز الله نيازي، الذي يبيع الأحجار الكريمة محليًا ودوليًا: "السوق تغير كثيرًا منذ استيلاء طالبان، إذ لم يعد المشترون الدوليون من الولايات المتحدة وأوروبا يتوافدون كما كانوا سابقًا".
بينما تراهن طالبان على الثروات المدفونة في الأرض، تبقى المخاوف من الفساد وسوء الإدارة حاضرة.
ورغم تنظيم المزادات وتحصيل الضرائب، فإن مستقبل هذه الموارد يعتمد على مدى قدرة الحركة على إدارة الإيرادات بشفافية واستخدامها لتنمية البلاد بدلًا من تعزيز قبضتها على السلطة.