"دويتو غنائي أوبرالي" ينظم حياة قرود "التارسير" في إندونيسيا

توصل باحثون إلى أن قرود "التارسير" في مقاطعة سولاوسي الإندونيسية لديها "طابع فريد" بخلاف الموجودة في دول آسيوية أخرى مثل الفلبين.

ولاحظ فريق بحثي مشترك لجامعتي "سام راتولانجي" في المقاطعة و"كورنيل" في مدينة نيويورك الأمريكية، أن "هذه القرود تنظم حياتها اجتماعيا عبر أداء (دويتو غنائي) على طريقة مطربي الأوبرا"، حسبما أورد موقع "لايف ساينس".

و"التارسير" حيوانات صغيرة ذات آذان كبيرة تشبه الوطواط، ويبلغ طولها 3.5 إلى 6 بوصات (9 إلى 15 سم) ولا يزيد وزنها على 200 غرام فقط.

كما أنها تملك عيونا تشبه عيون البوم، واصطُلح على تسميتها بالقرود لوجه الشبه الكبير بينهما.

لكنها مصنفة علميا ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وفق الموقع.

ويعيش 13 نوعًا من "التارسير" في جزر بجنوب شرق آسيا، وأشهرها ذلك الذي يعيش في سولاسي بإندونيسيا، حيث تأخذ حياة القرود هناك "طابعا أوبراليا".

ووفق التقرير، فإن الباحثين بإشراف "دينا كلينك"، البروفيسورة بجامعة "كورنيل"، لاحظوا أن قرود التارسير تغني معًا بأسلوب "الدويتو" مع كل غرض اجتماعي تقريبا.

ولاحظوا أيضا أن "القرود التي تفشل في أداء الدويتو عالي النغمات قد تفشل أيضًا في جذب زملائها نحو الغرض الذي تريده".

ومن هذه الأغراض "الدعوة إلى المصاحبة الجنسية أو تجميع عدد كبير من القرود أو الإشارة إلى موعد النوم، أو الاستنفار للدفاع عن الأرض، أو لتقوية الروابط الاجتماعية"، وفق الدراسة.

واعتمدت الدراسة على تسجيل أصوات قرود "التارسير" في متنزه تانغكوكو الوطني في سولاسي، وسجلوا 50 تسجيلًا لـ 14 زوجًا منها وهي تؤدي "الدويتو" في أوقات مختلفة.

وأشارت إلى أن "قرود التارسير تبدو مرهقة للغاية أثناء أداء الدويتو، بحيث لا يمكنها الوصول إلى النغمات السريعة والعالية معا بسهولة".

وأوضحت أنها في مجموعها "ليست خائفة من البشر، ولذلك تمكن الباحثون من الحصول على تسجيلات عالية الجودة بسهولة نسبية".

وعندما حلل الباحثون مقطوعات الدويتو المعقدة، التي أدتها ثنائيات من الذكور والإناث، وجدوا أن العروض تشبه (كولوراتورا)، وهو أسلوب غنائي مشهور، ينتج العديد من النغمات العالية بسرعة كبيرة ويستخدمه مطربو الأوبرا لإبراز براعتهم.

وغالبا ما تتغذى "التارسير" ليلاً على الحشرات، بعكس القرود التقليدية، ثم تجتمع في الصباح للنوم، بعكس باقي الحيوانات، ولها سلوك فريد في عديد المواقف، لأنها شديدة الحساسية ضد الإزعاج خلال فترة نومها.

وتصل هذه الحساسية، التي تمتد طوال النهار، إلى حد "الانتحار" في إزعاج "التارسير" أو وضعها داخل أقفاص.

ولذا لم يتمكن علماء الدراسة من القيام بمهامهم سوى عبر الذهاب إلى موطن التارسير وتسجيل عروضها الأوبرالية الفريدة.