سلسلة غارات أمريكية تستهدف مواقع للحوثيين في جزيرة كمران
هيمن نموذج "الشخصية الشريرة" على الموسم الحالي من دراما رمضان، لكن الملاحظ أنه رغم تنوع القصص والحكايات من مسلسل إلى آخر، فإن هذا النموذج جاء وفق مفردات مكررة وملامح تكاد تكون تكون معادة بنسبة تطابق كبرى.
لدينا طوال الوقت شخصية شريرة لا تجد وسيلة تعبر بها عن نفسها غير الصوت العالي والصراخ والتهديدات الجوفاء وملامح الغضب المصطنعة، فضلا عن ارتداء السلاسل الغليظة بالعنق والخواتم الضخمة، غريبة الشكل، بالأصابع.
من هنا تبرز أهمية نموذج الشر الذي أجاد في تقديمه الفنان محمود حميدة عبر أحداث مسلسل "ولاد الشمس" فقد قدم شخصية "بابا ماجد" بحرفية وهدوء دون صراخ أو تشنج، وإنما بنعومة وتعبيرات وجه منضبطة لا تعرف المبالغة.
يتجلى "الشر الناعم" الذي يقدمه "بابا ماجد" على طريقة دس السم في العسل، فهو صاحب دار أيتام " الشمس" ويبدو أمام المجتمع والكاميرات إنسان كبير القلب، محسن، يسهم في تنشئة الأجيال الجديدة على أسس قويمة ويحظى بإشادة الجميع.
وراء هذا القناع الاجتماعي الزائف، تصدم المتفرج حقيقة الوجه الآخر للشخصية، فقد اعتاد توريط مراهقي الأيتام في أنشطة غير مشروعة مثل السرقة والنشل والتزوير والاختطاف، كما أنه يتابعهم بمرور الوقت حتى بعد أن يتخرجوا في الدار، ويظل يجبرهم على العمل لخدمة أهدافه الإجرامية وهم شبان.
تتجلى تعقيدات الشخصية، من الناحية الدرامية، في قدرته على إقناع الضحايا من الأيتام بأنه يفعل ذلك من أجل مصلحتهم وحرصا على مستقبلهم، انطلاقا من شعوره بـ"الأبوة" تجاههم.
يقدم محمود حميدة الشخصية من خلال مفردات مختلفة، فهو شخص هادىء، رزين، بالغ الأناقة والحرص على المظاهر والسلوكيات العامة، يرتاد عروض الأزياء ويحرص على الإسهام في الأنشطة الخيرية.
ويشارك محمود حميدة بطولة المسلسل أحمد مالك، طه دسوقي، معتز هشام، فرح يوسف، تأليف مهاب طارق، إخراج شادي عبد السلام.