بسبب تغير المناخ ... ظهور دودة الحشد الخريفية في الفلبين

تسببت ظاهرة انتشار ديدان الحشد الخريفي بتحول حقول الأرز لدى المزارعين الفلبينيين إلى ساحات معركة مع هذه الآفة الغازية، حيث واجهوا تحديات جسيمة في مواجهة انتشارها غير المسبوق.

وبحسب تقرير نشره موقع Philstar، تفاجأ المزارعون من هذه الآفة، حيث اعتادوا سابقا على مكافحة آفات الأرز المعروفة مثل ثقوب الساق وحشرات الأرز، لكن هذه الديدان الخريفية، التي توجد عادة في جنوب شرق الولايات المتحدة، قد اجتاحت الحقول، متحدية تدابير مكافحة الآفات التقليدية وتركت الأراضي قاحلة على الرغم من الري الدائم واستخدام المبيدات الحشرية.

وأدى الانتشار السريع لهذه الديدان في جميع أنحاء الفلبين إلى إطلاق إنذارات بين المزارعين والباحثين والوكالات الحكومية، وإجراء تحقيقات عاجلة في أصولها وسلوكياتها.

وقد كشفت دراسة أجراها معهد أبحاث الأرز الفلبيني، والمركز الإقليمي لحماية المحاصيل التابع لوزارة الزراعة الفلبينية، والمركز الدولي للزراعة والعلوم البيولوجية في جنوب شرق آسيا، عن وجود دودة الحشد الخريفية في 14 بلدة زراعية في الفلبين. بالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى حدوث أضرار في مخزن حبوب الأرز في البلاد.

وأكدت إيفلين فالديز، الباحثة في معهد أبحاث الأرز، على العلاقة المحتملة بين تغير المناخ وهجرة هذه الآفات، مشيرة إلى أن "ديدان الحشد الخريفية قد تبحث عن ظروف بيئية أكثر ملاءمة بسبب الظروف المناخية القاسية. ويمكن للمناخ الأكثر دفئًا أن يسهّل تطورها وتوسعها"، وذلك استنادًا إلى الدراسات التي تظهر النمو المتسارع للآفة في درجات الحرارة المرتفعة.

وسارعت الوكالات الحكومية إلى توفير عوامل المكافحة البيولوجية والمبيدات الحشرية للمزارعين المتضررين، إلى جانب حملات إعلامية واسعة النطاق.

وشددت فالديز على ضرورة اتباع استراتيجيات شاملة لإدارة الآفات تتجاوز نطاق السيطرة الكيميائية، مسلطة الضوء على مخاطر الاعتماد المفرط على المبيدات الحشرية، ودعت إلى البدائل المستدامة.

وأكد التقرير أنه مع استمرار ظاهرة النينيو حتى منتصف عام 2024، وهي ظاهرة مناخية طبيعية تحدث في المحيط الهادئ الاستوائي وتتميز بارتفاع درجات حرارة سطح المياه وتترافق مع تغيرات في الأنماط الجوية والمناخية حول العالم، فإن احتمال حدوث جفاف طويل الأمد يشكل المزيد من المخاطر، مما يؤدي إلى انتشار دودة الحشد الخريفية. 

ويكثّف فريق فالديز الجهود البحثية لتحديد المسبّبات وراء انتشار الآفة، مع التركيز على أهمية المراقبة المستمرة وأخذ التدابير الوقائية، والحث على التحول نحو ممارسات زراعية مرنة وسبل عيش متنوعة وسط تصاعد التحديات المرتبطة بالمناخ.