أوكرانيا: روسيا أطلقت 131 مسيرة وصاروخين بالستيين في هجوم أثناء الليل 

logo
منوعات

"التقاعد الجزئي".. تعزيز للصحة النفسية أم قاتل للمسيرة المهنية؟

"التقاعد الجزئي".. تعزيز للصحة النفسية أم قاتل للمسيرة المهنية؟
تعبيرية المصدر: Eli Fransen
03 فبراير 2025، 5:10 م

في السنوات الأخيرة، بدأ الاتجاه الجديد المعروف بـ"التقاعد الجزئي" يكتسب شعبية بين الأجيال الشابة، وخاصة الجيل ”زد“.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة ”The Independent Singapore“، يتضمن هذا الاتجاه أخذ فترات راحة ممتدة من العمل، غالبًا ما تستمر لعدة أشهر، للتركيز على التنمية الشخصية وإعادة شحن الطاقة.

وعلى عكس الإجازات التقليدية التي غالبًا ما تكون قصيرة، يمتاز التقاعد الجزئي بكونه توقفًا مقصودًا وطويلًا عن متطلبات الحياة العملية اليومية.

"تحرر"

وأحد أبرز المدافعين عن هذه الممارسة هي آداما لورنا، صانعة المحتوى المشهورة على يوتيوب بمتابعين يبلغ عددهم 140,000 وعلى تيك توك 36,000. 

وتصف لورنا نفسها بأنها تتبنى "نهج عصر النهضة في التنمية الشخصية"، وترى أن التقاعد الجزئي يمثل فرصة للتحرر من ضغوط العمل. 

وبدلاً من الانتظار حتى سن التقاعد للسفر وتجربة الحياة، تشجع لورنا متابعيها على أخذ هذه الاستراحات وهم لا يزالون شبابًا أصحاء ومفعمين بالطاقة.

أخبار ذات علاقة

بسبب تيك توك.. هواتف قديمة تُباع بأسعار فلكية‎

 

هل يعتبر هذا الاتجاه مفيدًا للصحة النفسية؟

وفقًا للدكتور كريستوفر فيشر، اختصاصي نفسي ومدير قسم الطب النفسي للبالغين في نظام الرعاية الصحية ”نورثويل"، فإن الإجابة هي نعم. إن أخذ فترات راحة مقصودة من العمل يمكن أن يعيد للأفراد السيطرة على حياتهم ويساعدهم على التخفيف من الإرهاق. 

ويوضح فيشر قائلاً "عندما تتمكن من أخذ فترات راحة ضرورية والعودة إلى التزاماتك الأخرى والتجدد، يمكنك العودة بتركيز وطاقة متجددة وإحساس أفضل بالإنتاجية“.

وتتجاوز الفوائد النفسية للتقاعد الجزئي مجرد الاسترخاء. فمن خلال إعادة تصور هذه الفترات الطويلة على أنها "تقاعد جزئي"، قد يبدأ الأفراد في إعطاء الأولوية لرفاههم طوال حياتهم بدلاً من تأجيل ذلك حتى تقاعدهم البعيد. 

وقد يكون لهذا التحول في اللغة والمنظور تأثير إيجابي طويل المدى على الصحة النفسية من خلال التأكيد على الإشباع الشخصي واكتشاف الذات وتوازن الحياة العملية.


المخاطر المحتملة 

على الرغم من الفوائد النفسية الواضحة، هناك بعض العيوب التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

ويشير الدكتور فيشر إلى أن أخذ فترات راحة طويلة على حساب الاستمرارية والتنظيم قد يعيق النمو المهني والشخصي. وقد تؤدي فترات الابتعاد الطويلة عن العمل إلى فقدان الدافع أو تفويت الفرص التي يمكن أن تسهم في تطوير المسيرة المهنية. 

علاوة على ذلك، بينما تبدو فكرة أخذ استراحة جذابة، من المهم التأكد من أن الوقت يتم قضاؤه بشكل مثمر. إن الانغماس في أنشطة غير منتجة مثل الحفلات أو الاسترخاء المفرط قد لا يسهم في الفوائد النفسية طويلة المدى التي يسعى إليها الكثيرون من خلال الإجازات الطويلة.

كما يثير المستشار المالي بول مكارثي مخاوف بشأن التأثيرات المالية لأخذ فترات راحة طويلة من العمل. رغم أن العمال الأصغر سنًا قد لا يواجهون عواقب فورية على مدخراتهم للتقاعد، فإن أخذ إجازات طويلة قد يعرقل التقدم المهني، مما يترك الأفراد خلف زملائهم الذين يواصلون بناء خبراتهم والتطور في مجالاتهم المهنية.

ويقول مكارثي "في العشرينات من عمرك، أنت تحاول تثبيت مكانك في سوق العمل. إن أخذ استراحة قد يضعك في موقف غير مواتٍ مقارنة بالآخرين". قد يؤدي فقدان التقدم المهني أو وجود فترات متكررة من الفراغ في السيرة الذاتية إلى عواقب طويلة المدى تؤثر على الفرص المستقبلية.

أخبار ذات علاقة

ترند "تيك توك".. هل تكشف مشاكل البشرة عن العلاقات السامة؟

 
التوازن

يقدم التقاعد الجزئي نهجًا جديدًا لإدارة العمل والصحة النفسية، خاصة للأجيال الشابة التي تتطلع إلى إعطاء الأولوية للنمو الشخصي. وبينما الفوائد النفسية، مثل زيادة التركيز وتقليل الإرهاق، واضحة، من الضروري مراعاة المخاطر المحتملة مثل تعطيل المسيرة المهنية والاستقرار المالي.

ولإيجاد التوازن، على الأفراد التخطيط لاستراحاتهم بعناية، فالسعي وراء التنمية الشخصية، واكتساب مهارات جديدة، أو الانخراط في أنشطة ذات قيمة يمكن أن يجعل هذه الفترات أكثر فائدة، مما يعود بالفائدة على الصحة النفسية والأهداف المهنية على المدى الطويل. 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC