على جنبات الطرق السريعة في الجزائر تُنصب منذ بداية شهر الصيام خيم كبرى لإفطار عابري السبيل الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى وجهتهم بحلول أذان المغرب، في تقليد سنوي أصبح راسخا خلال رمضان.
وتتسابق جمعيات خيرية وهيئات حكومية واقتصادية على تجسيد قيم التآزر بتقديم وجبات ساخنة يوميا للصائمين، مع تجنيد متطوعين لإنجاح العمليات التضامنية التي تؤطرها وتشرف عليها مختلف المنظمات عبر 58 ولاية.
وقبيل أذان المغرب بدقائق يتأهب عدة شبان عبر مداخل ولاية البويرة شرق العاصمة الجزائرية بنحو 70 كلم التي تعتبر معبرا رئيسا للمسافرين عبر الطريق السيار شرق - غرب والطرق الوطنية لحث سائقي المركبات على التوقف لتناول وجبة الإفطار في خيمة كبيرة تم نصبها لهذا الغرض، وتوعيتهم بتخفيف السرعة ما دام الوقت غير كاف لبلوغ منازلهم، ليتركوا لهم خيار أخذ وجبات جاهزة في حالة اعتذارهم.
وفي هذا الإطار، تبرز مبادرة "لا تستعجل" لإفطار الصائمين وعابري السبيل، التي تنظمها جمعيتا "البيت السعيد مخادمة" و"سنابل الخير بولاية ورقلة" جنوب البلاد، كنموذج حي للعطاء والتآخي.
ومن ضمن الجمعيات الحاضرة بقوة، الكشافة الإسلامية الجزائرية التي تقوم بتوزيع وجبات خفيفة بالقرب من الطرق السريعة لتمكين السائقين من الافطار وقت الأذان قبل الالتحاق بذويهم، معلنة توزيع 50 ألف وجبة ساخنة يوميا على مستوى 600 مطعم للإفطار مفتوحة بالتنسيق مع السلطات المحلية من أجل استقبال المحتاجين وعابري السبيل والمعوزين، فيما يتم إيصال بعض هذه الوجبات الى بيوت العائلات المعوزة التي يتعذر عليها التنقل الى هذه المطاعم.
كما وضعت وزارة الشباب الجزائرية، بالتزامن مع شهر رمضان، بيوتا ومخيمات الشباب تحت تصرف فعاليات المجتمع المدني، بهدف المساهمة في العملية التطوعية.
أما جمعية الهلال الأحمر الجزائري، فقد وضعت برنامجا خاصا يقضي بفتح 370 مطعما لإفطار الصائمين عبر الولايات، إلى جانب نصب عدد كبير من الخيام العملاقة على الطرقات لتزويد الصائمين في السيارات بالطعام. في وقت وزعت الجمعية أكثر من 150 ألف طرد من المواد الغذائية الأساسية في مختلف أنحاء الجزائر.
وفي السياق، أطلقت مؤسسة موبيليس وهي شركة اتصالات حكومية، بالشراكة مع الهلال الأحمر الجزائري، برنامجا تضامنيا في إطار الاتفاقية الرامية إلى توفير مختلف أشكال المساعدات، حيث تم تنصيب 5 خيمات عملاقة مخصصة للإفطار الجماعي.
وتشمل ولايات عين الدفلى، ميلة، البويرة، وهران، والجزائر العاصمة، وذلك بهدف تقديم وجبات ساخنة يوميا لأزيد من 1000 عابر سبيل.
كما تم "توسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل مطار هواري بومدين الدولي، والمحطة البرية للمسافرين بالخروبة بالجزائر العاصمة لضمان توفير وجبات الإفطار للمسافرين خلال الشهر الفضيل.
أما القائمون على تطبيق النقل الذكي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "إندرايف"، فقد أطلق بالتعاون مع جمعية "وين نلقى" لمساعدة المرضى حملة تضامنية ستدوم طيلة أيام الشهر الفضيل.
وتهدف إلى مساعدة مختلف فئات المجتمع بوجبة إفطار، ولا سيما في المستشفيات وعابري السبيل ورجال الأمن في الطرقات، وذلك من خلال مساهمة زبائن الشركة في توفير صندوق مالي لوجبات الإفطار مقابل كل 5 رحلات.