logo
منوعات

في ذكرى رحيله.. هكذا تحول طاغور إلى "حكيم الإنسانية"

في ذكرى رحيله.. هكذا تحول طاغور إلى "حكيم الإنسانية"
رابندرانات طاغورالمصدر: Beshara Magazine
07 أغسطس 2024، 11:30 ص

رغم أنه كان شاعرًا عظيمًا وساردًا من طراز فريد، بيد أن رابندرانات طاغور، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله في 7 أغسطس 1941، تحول من مجرد موهبة إبداعية نادرة في فنون القصيدة والرواية والمسرح والتأليف الموسيقي إلى "حكيم الإنسانية" وأيقونة التسامح العالمي الأبرز في القرن العشرين. 

ولد في كالكوتا في الهند العام 1861، وفقد والدته في سن الرابعة عشر، وبين عامي 1902 و1918 فقد والده وزوجته وثلاثة من أبنائه..

لكن رحلة الألم صهرته مثل سبيكة من الذهب، فتعلم عدم التعلق بالأفراد لتصبح الإنسانية كلها أسرته التي يعشقها ويتحول الكون إلى قصيدة بحاجة إلى عين ذكية تلتقط إيقاعها الخفي. 

يقول في مذكراته: "كانت الشمس تشرق بتؤدة فوق أوراق الأشجار، وفجأة بدا وكأن نقاباً انزاح من أمام ناظري، لقد أبصرت العالم كله مغموراً بمجد يفوق الوصف؛ بأمواج من الفرح والجمال تومض وتتصادم من كل صوب".

ويضيف: "لم يكن ثمة شيء أو أحد لم أكن أحبه في تلك اللحظة، وفي كلية رؤياي لاح لي أنني كنت شاهدًا على حركات جسم الإنسانية بأسرها، وكنت شاعرًا بموسيقى وبإيقاع رقصة سرية".

ويذكر أن رابندرانات طاغور، ولد لأسرة ثرية، ولم يذهب إلى المدرسة، بل كان يأتيه المدرسون الخصوصيون إلى المنزل، لكنه كان شديد الإحساس بالفقراء ومعاناتهم، إذ تعرف عليهم عندما كانوا يخدمون أسرته وأثناء العمل في مشاريعها الزراعية والصناعية الكبرى.

أخبار ذات علاقة

في ذكرى وفاتها.. 10 حقائق "غريبة" عن مارلين مونرو

وتأثر بأبيه، الذي كان مصلحًا اجتماعيًا ودينيًا مؤثرًا، وعاش "طاغور" طوال حياته ينبذ التعصب الديني، ويمقت التوترات الطائفية وهو ما ظهر مبكرًا في روايته "جورا" التي جرّت عليه غضب عشيرته، فأرسله والده إلى بريطانيا ليستكمل تعليمه.

تأثر الزعيم الهندي المهاتما غاندي بطاغور، واستلهم منه أفكاره في "المقاومة السلمية" للاحتلال البريطاني لبلاده، لا سيما تلك القصيدة التي يقول فيها: "أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق / أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل".

حين ترجم ديوانه الأشهر "قربان الأغاني" إلى الإنجليزية العام 1912، انبهر الغرب بالطاقة الروحية شديدة الثراء التي تسكن قصائده، وأدهشتهم تلك المسحة الجمالية الصوفية التي تسكن كلماته، فضلًا عن طغيان الحس الإنساني، ليفوز في العام التالي بجائزة "نوبل" للآداب ليصبح أول فائز غير أوروبي بها. 

وحين رحل عن عالمنا، كانت قصائده قد تجاوزت الألف قصيدة، فضلًا عن 25 مسرحية، و8 روايات ومئات القصص، إلى جانب العديد من الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والروحانيات وقضايا التربية والمجتمع والسياسة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC