ترامب يقول إنه سيكون مستعدا لإبرام صفقات بشأن الرسوم الجمركية
واحدة من أقدم مدن العالم التي توالت عليها الحضارات، ورسم الزمن قسماتها البارزة من قصور ومعابد وكنائس وقلاع وجوامع وخانات وتكايا وأسواق مسقوفة.
تعاقب عليها الآراميون والبيزنطيون والعرب، لكن الرومان كانوا أكثر من تركوا بصمة لا تزال تتوهج بالجمال في جنباتها حتى اليوم عبر المسارح والقنوات المائية والحمامات العامة، وتحتل المدينة السورية المرتبة الرابعة من حيث السكان بعد دمشق وحلب وحمص.
تلك هي حماة، عروس نهر العاصي الذي لا يلعب فقط دور الشريان الرئيسي لري الأراضي الزراعية، بل تحول إلى مغناطيس ساحر نحتته يد الطبيعة لتصطف على ضفتيه المطاعم والمقاهي، كما تنعقد في رحابه جلسات عشاق الهدوء الذي يؤمنون أن الصمت في حرم الجمال جمال.
تزهو المدينة بحقول الحبوب والزيتون والفواكه عبر بساتين لا نهائية البهاء، محاطة بالتضاريس المتنوعة من جبال ووديان، فضلا عن الألوان الخلابة التي تتميز بغطاء أخضر كثيف صيفا، وأهازيج الورود في الربيع.
اختلفت المصادر التاريخية في سبب تسمية المدينة بهذا الاسم، فهناك من قال إنه يعني "القلعة أو الحصن" في اللغات الشرقية القديمة، وهو بذلك يشير إلى قلعتها الشهيرة التي تعد من أبرز وأهم معالمها. وقيل، بل إن الاسم جاء من جغرافيتها إذ إن الجبال تشكل لها قوسا من الحماية الطبيعية.
وهناك من ذهب إلى أن الاسم يشير إلى النبي "حام" الذي دفن على أرضها، بحسب روايات تاريخية، وإن كان لا يوجد دليل كاف على ذلك.
يعد "الجامع الكبير" في حماة أحد أقدم الجوامع في العالم، فقد بُني في البداية كمعبد روماني ثم تحول إلى كاتدرائية وأخيرا إلى مسجد، ليكون شاهد عيان على عصور من التحولات والتقلبات التي شهدتها المدينة.
ولا يمكن لأي حديث عن حماة أن يغفل نواعير نهر العاصي التي تعد أحد أبرز معالمها بسبب قيمتها التاريخية، فهي أحد أقدم وسائل الري الزراعي التي لا تزال تعمل بكفاءة، كما أنها أحد أقدم النظم الباقية في سياق هندسة الري، فضلا عن أنها قبلة للزوار من كل حدب وصوب.