إعلام عبري: محتجون يحاولون إغلاق شوارع حول الكنيست في القدس
أصدرت الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية (EAU)، أخيرًا تحديثات لإرشاداتها في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، بهدف تعزيز معالجة مشكلة تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال، وفقًا لأحدث الأدلة العلمية المتاحة.
وتقدم هذه الإرشادات، التي تمت مراجعتها وتحديثها بشكل شامل عام 2024، توصيات عملية للأطباء لمواجهة هذه المشكلة الشائعة والمؤثرة في العلاقات الزوجية والصحة النفسية.
تدني الرغبة الجنسية
تشير البيانات إلى أن معدلات انتشار تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال تتراوح بين (3-28)% عالميًا. ويعود هذا التفاوت إلى عدة عوامل، أبرزها حساسية الموضوع وصعوبة الإفصاح عنه.
وأظهرت الدراسات انتشارًا لافتًا للحالة بين الشبان بعمر 18-29 عامًا، إذ تتراوح النسبة بينهم بين (6-19)%.
وتؤكد الجمعية أن تدني الرغبة يمكن أن يظهر كاضطراب جنسي مستقل أو نتيجة لمشكلات صحية أخرى مثل ضعف الانتصاب.
فهم الاضطراب وتحديده
ويعرف تدني الرغبة الجنسية بغياب أو نقص الأفكار والتخيلات المثيرة بشكل مستمر، وينبغي أن يكون هذا النقص هو المشكلة الأساسية وليست مشكلات صحية جنسية أخرى مصاحبة.
وتعد هذه الحالة أكثر شيوعًا لدى الرجال مقارنة باضطرابات الإثارة، مثل ضعف الانتصاب، الذي قد يصاحبه تراجع في الرغبة الجنسية نتيجة القلق من الأداء.
الأسباب النفسية والبيولوجية
وترى الجمعية أن أسباب تدني الرغبة الجنسية تتنوع بين بيولوجية ونفسية واجتماعية، فعلى الصعيد البيولوجي، يلعب هرمون التستوستيرون دورًا أساسيًا، إذ تؤدي المستويات المنخفضة منه إلى تراجع الدافع الجنسي.
أما من الجانب النفسي، فتسهم الأفكار السلبية، مثل القلق من الأداء والشعور بالخجل، في تقليل الرغبة الجنسية لدى الرجل. وتشير الإرشادات إلى أهمية التعامل مع مشكلات العلاقات الزوجية وأخذها في الاعتبار ضمن خطة العلاج.
يعتمد التشخيص على استبيانات لتقييم مستوى الرغبة الجنسية، بجانب الفحوص البدنية والمختبرية لقياس مستوى هرمونات التستوستيرون والبرولاكتين والغدة الدرقية.
وتتضمن خطة العلاج التدخل النفسي لمعالجة الأفكار السلبية وتعزيز التواصل بين الزوجين، مع التركيز على التناقضات الطبيعية في الرغبة بين الشريكين.
كما يعد العلاج الدوائي ضروريًا في حالات انخفاض هرمون التستوستيرون، إضافة إلى علاج الأمراض المزمنة التي قد تسهم في تفاقم المشكلة.
العلاج الدوائي والنفسي المتكامل
وتشير الجمعية إلى أن فعالية التدخلات النفسية، خاصة تلك التي تركز على استراتيجيات التحليل السلوكي والمعرفي، يمكن أن تكون مفيدة للرجال.
وتوصي الجمعية باليقظة الذهنية كعلاج نفسي محتمل لتعزيز الرغبة الجنسية، مؤكدةً أن التركيز على علاج التناقضات بين الزوجين بدلاً من إلقاء اللوم على الشريك ذي الرغبة المنخفضة يسهم في تحسين الحالة.
وعلى الجانب الدوائي، يُنصح بعلاج انخفاض هرمون التستوستيرون بواسطة تركيبات دوائية، ما يساعد في تحفيز الدافع الجنسي لدى الرجل.
وتوفر إرشادات الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية مرجعًا عمليًا وشاملاً لمواجهة تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال، مع التركيز على علاج الأسباب النفسية والبيولوجية بالتكامل بين العلاجات النفسية والدوائية، وبأسلوب يراعي ديناميكية العلاقات الزوجية.