المُحليات منخفضة السعرات الحرارية.. هل تسبب السرطان؟

تحل المُحلّيات منخفضة السعرات الحرارية (LCS) محل السكر المضاف في المشروبات والأطعمة، ما يساعد في تقليل السعرات الحرارية مع الحفاظ على الطعم.

وتشير آخر التقديرات إلى أن حوالي 42% من البالغين في الولايات المتحدة يستهلكون المُحليات، ولوحظ ارتفاع استهلاكها نسبيًا بين النساء والأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة.

ولا تزال علاقة المحليات بتخفيض الوزن ومرض السكري والسرطان محل جدل في الأوساط الطبية.

المحليات الصناعية آمنة؟

ورغم كون بدائل السكر منخفضة السعرات الحرارية، إلا أن تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022 أشار إلى أنه لا يمكن استخدام المُحليات غير السكرية للتحكم في الوزن أو تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض.

وكشف العديد من الدراسات الحديثة وجود علاقة بين استهلاك المُحليات والسمنة والسكري والمتلازمة الاستقلابية، دون معرفة الأسباب الدقيقة لذلك.

بينما أظهرت الأبحاث التي تناولت العلاقة بين استخدام المُحليات وخطر الإصابة بالسرطان نتائج مناقضة.

أما المُحليات منخفضة السعرات الحرارية المعتمدة حاليًا للاستخدام في الأطعمة في الولايات المتحدة وأوروبا هي (ستيفيا، أسيسولفام- K، الأسبارتام، النيوتام، السكرين والسكرالوز).

المُحليات والسرطان

اكتشفت دراسة حديثة، نُشرت مؤخرًا في مجلة ”Nutrients“، أن تناول المحليات منخفضة السعرات الحرارية لا يزيد من خطر الوفاة المرتبطة بالسرطان، ولكنها قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري.

وكشف تحليل مخاطر الوفيات الناجمة عن السرطان أن تناول المُحليات الصناعية مثل ”الأسبارتام“ أو ”السكرين“ لا يزيد من خطر الموت المرتبط بالسرطان لدى البالغين، بغض النظر عن العمر والجنس والعرق والتعليم ومستوى النشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم.

وبينت الدراسة أن تناول ”السكرين“ يقلل من خطر الوفيات بالسرطان لدى الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و50 عامًا.

ووجد الباحثون أنّ تناول كميات أكبر من المُحليات قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و50 عامًا.

وأظهرت الدراسة أن المُحليات قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري والمتلازمة الاستقلابية عن طريق زيادة الاستجابة للطعم الحلو، أو إضعاف شعور الشبع وعمليات الاستقلاب، أو تغيير البيئة الميكروبية في الأمعاء.

المُحليات الصناعية ومرضى السكري

وتعليقًا على تأثير بدائل السكر أو المُحليات الصنعية على مرضى السكري، قال الدكتور سونالي كاني، طبيب الغدد الصم في مستشفى ”سير إتش إن ريلاينس“ بمومباي: ”إذا استخدمها شخص مصاب بداء السكري لتحل محل السكر، فسيكون ذلك مفيدًا للغاية، حيث يمكن للمريض الاستمتاع بطعم السكر دون أي تغيير في مستوى سكر الدم“.

وحذّر كاني: ”ومع ذلك، لا ينصح باستهلاك بدائل السكر بشكل مفرط لأنها في النهاية تزيد من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة، ما قد يؤثر سلبًا على مستويات سكر الدم“.

أما بالنسبة للأشخاص غير المصابين بمرض السكري، قال كاني: ”يمكن استخدام بدائل السكر من قبل الأشخاص البدينين الذين يستهلكون الكثير من المنتجات الغنية بالسكر، كطريقة لتخفيض الوزن“.

وختم الدكتور كاني: ”لكن يجب تجنب الاستخدام الروتيني لبدائل السكر لأنه قد تحمل آثارًا صحية ضارة مثل انتفاخ البطن والإسهال وتغيير البيئة الميكروبية في الأمعاء“.

وينصح الأطباء باتباع الوسائل الآمنة لتجنب السمنة، مثل ممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن غني بالخضار والألياف، والتقليل من الكربوهيدرات والدهون المشبعة، عوضًا عن الاعتماد على المحليات الصناعية.