أزمة خصوبة تهدد البشرية.. ما آخر الدراسات حول الحيوانات المنوية؟

يوجد العديد من الأسباب المحتملة للعقم أو نقص الخصوبة عند الرجال، بما في ذلك ضعف جودة الحيوانات المنوية أو انخفاض عددها أو شذوذ في شكلها أو ضعف حركتها أو عدم قدرتها على الحركة.

وقد تتدخل في سوء وظيفة الحيوانات المنوية مجموعة كبيرة من العوامل، من أهمها السمنة ونقص الفيتامينات والمعادن، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، وارتداء سراويل داخلية ضيقة، وانخفاض هرمون التستوستيرون، والأمراض الطبية، وبعض الأدوية، وغيرها.

وأظهرت البيانات الإحصائية من عام 1973 إلى عام 2018، أن عدد الحيوانات المنوية عند الرجال انخفض في المتوسط بنسبة 1.2% سنويًّا، بينما أظهرت البيانات بعد عام 2000 انخفاضًا بأكثر من 2.6% سنويًّا.

وانخفض متوسط عدد الحيوانات المنوية من 104 ملايين إلى 49 مليونا لكل مليلتر من عام 1973 حتى عام 2019، مع العلم أنّ عدد الحيوانات المنوية الطبيعي يزيد عن 40 مليونا لكل مليلتر.

أزمة خصوبة تهدد البشرية

وأظهر بحث جديد أن تعداد الحيوانات المنوية عند الرجال في جميع أنحاء العالم انخفض إلى النصف خلال العقود الخمسة الماضية، وتزايدت وتيرة الانخفاض بأكثر من الضعف منذ بداية الألفية الجديدة.

وأشار المشرفون على الدراسة إلى أن النتائج مقلقة، ما قد يعني أزمة خصوبة تهدد بقاء البشرية.

وقال البروفيسور هاجاي ليفين، المؤلف الرئيس للدراسة التي نُشرت أخيرًا في مجلة ”Human Reproduction Update“: ”لدينا مشكلة خطيرة قد تهدد بقاء البشرية إذا لم تتم مواجهتها“.

ونظر التحليل التلوي في 223 دراسة تستند إلى عينات الحيوانات المنوية من أكثر من 57 ألف رجل من 53 دولة.

وأظهر التحليل للمرة الأولى أن الرجال في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا لديهم انخفاض متقارب في تعداد الحيوانات المنوية وتركيزها، كما لوحظ سابقًا في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

وقالت المختصة في الطب التناسلي بجامعة ”دندي“، الدكتورة سارة مارتينز دا سيلفا، إن "الجنس البشري ليس في خطر الانقراض المباشر، لكننا نحتاج لفهم سبب انخفاض تعداد الحيوانات المنوية عند الذكور“.

وأكدت أنّ ”التعرض للملوثات، والبلاستيك، والتدخين، والعقاقير، والأدوية، بالإضافة إلى نمط الحياة، مثل: السمنة، وسوء التغذية، كلها عوامل مساهمة، على الرغم من أن الآلية غير مفهومة جيدًا وغير محددة بدقة“.

كل خلية منوية مختلفة

وجدت دراسة قادها باحثون في قسم علم الأحياء بجامعة نيويورك، أنّ "سلوك خلايا الحيوانات المنوية، يعود جزئيًّا إلى التكوين الفردي للحمض النووي لكل خلية منوية على حدة".

وتوفر الدراسة فهمًا جديدًا للمنافسة بين الخلايا المنوية لتخصيب البويضة.

وأوضح ريتشارد بوروفسكي، الأستاذ الفخري في قسم الأحياء بجامعة نيويورك، وكبير مؤلفي الدراسة التي نُشرت أخيرًا في مجلة "Scientific Reports"، أن "هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت التأثير المباشر للاختلافات الجينية على حركة خلايا الحيوانات المنوية".

وأضاف بوروفسكي "يوفر هذا الإدراك الكامل معرفة إضافية حول تأثير خلايا الحيوانات المنوية غير الطبيعية على النسل، ولا سيما العيوب الخلقية“.

وثبت منذ فترة طويلة أن الحيوانات المنوية تختلف في خصائصها بسبب الاختلافات الجينية بين الذكور، في حين أثبتت هذه الدراسة أنّ الحيوانات المنوية التابعة للذكر نفسه تتباين في خصائصها، لأنها تختلف في حمولتها الوراثية.

الواقع الافتراضي والخصوبة

وبحثت دراسة نُشرت نتائجها أخيرًا وقادها باحثون في بنك الحيوانات المنوية الدنماركي ”Cryos International Sperm and Egg Bank“، وجامعة ”شيفيلد“ وجامعة ”كوينز“، في تأثير الواقع الافتراضي (المتضمن مواد إباحية) على إنتاج الحيوانات المنوية، وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها.

وشملت الدراسة 63 متطوعًا، وتم فحص نحو 504 عيّنات من السائل المنوي.

وكانت النتائج مفاجِئة، فقد زاد عدد الحيوانات المنوية للأشخاص الخاضعين للاختبار بنسبة تصل إلى 50%، ولكن بعد 58 ساعة من أخذ العينة الأولى، لم يعد هناك أي اختلاف في جودة الحيوانات المنوية.

ومن المعروف أنّ تقنية الواقع الافتراضي بشكل عام تساعد في مكافحة الخرف، لكنّ تأثيرها الإيجابي على الحيوانات المنوية والقدرة الإنجابية للبشر هو أمر جديد.

وينصح أطباء الاختصاص الرجال بضرورة ممارسة الرياضة بانتظام، وارتداء الملابس الداخلية القطنية الواسعة، وسكب مياه باردة قليلًا على المنطقة التناسلية في نهاية الاستحمام، وتناول غذاء متوازن غني بالخضار والفواكه، والابتعاد عن المشروبات الكحولية والإقلاع عن التدخين.