كشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون في معهد أبحاث الطب الحيوي في فرنسا، تأثيرات الكافيين على الأفراد الذين يستهلكون القهوة أو الشاي أو مشروبات الطاقة بانتظام، خاصة عندما يواجهون الحرمان من النوم.
وسعى الباحثون إلى تقييم تأثير استهلاك الكافيين المعتاد على الأداء الحركي النفسي أثناء الحرمان التام من النوم، إذ شملت الدراسة 37 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا، مع عادات استهلاك يومية مختلفة للكافيين، بحسب موقع "psypost".
وجرى، باستخدام تصميم الأبحاث ذي التجزئة التبادلية، تبديل المشاركين بين مجموعتين ليتلقى كل مشارك منهم كل الظروف أو العلاجات المختلفة المدروسة، ولكن في أوقات مختلفة، وفقًا لما نقل الموقع.
وخضع المشاركون للحرمان التام من النوم إما باستخدام دواء وهمي أو علاج بالكافيين، وتم تقييم أدائهم باستخدام مهمة اليقظة الحركية النفسية، وراقب الباحثون نشاط الدماغ من خلال تسجيلات مخطط كهربية الدماغ، مع التركيز على تردد ألفا، وهو مؤشر رئيسي فردي للمعالجة المعرفية التنبيهية.
وأظهرت النتائج أنه أثناء الحرمان التام من النوم، أدت جرعة حادة من الكافيين إلى تحسين الانتباه لدى جميع المشاركين، وأن الأفراد الذين يتناولون كميات عالية من الكافيين بشكل معتاد (يتجاوز 300 ملغ في اليوم) أظهروا أوقات رد فعل أبطأ مقارنة بأولئك الذين لديهم استهلاك يومي أقل.
وتُشير تلك النتائج إلى أنه رغم أن الكافيين يمكن أن يوفر دفعة مؤقتة في الانتباه، إلا أن تناوله لفترات طويلة بشكل متكرر قد يعيق الحدة الإدراكية أثناء الحرمان من النوم، كما كشفت الدراسة العلاقة بين استهلاك الكافيين المعتاد ووقت رد الفعل خلال اليقظة الحركية النفسية.
وأدى تناول الكافيين الحاد إلى تحسين رد الفعل لجميع المشاركين، ولكن المستهلكين العاديين ذوي المستويات المرتفعة تعرضوا لردود فعل أطول مقارنة بنظرائهم الأقل استهلاكًا مع مرور الوقت، وفقًا للموقع.
وكشفت نتائج مخطط كهربية الدماغ أن مستهلكي الكافيين الذين يستهلكون نسبة عالية منه أظهروا انخفاضًا في تردد ألفا، ما يشير إلى نشاط الدماغ المتغير المرتبط بالانتباه والمعالجة المعرفية، وهو ما يتماشى مع أوقات رد الفعل الأطول الملحوظة لدى مستهلكي الكافيين المرتفعين، ما يؤكد الضعف المحتمل في الوظيفة الإدراكية أثناء الحرمان من النوم مع الإفراط في تناول الكافيين.
وانتقد الموقع الدراسة من حيث مدتها القصيرة نسبيا، والإشراف المحتمل على آثار انسحاب الكافيين لدى المستهلكين المرتفعين المعتادين، والتصنيف المبسط للمشاركين على أساس استهلاك الكافيين.
وأكد الموقع أن نتائج الدراسة تدفع إلى إعادة تقييم عادات استهلاك الكافيين، خاصة بالنسبة للمهنيين الذين يواجهون تحديات تتعلق بالنوم، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الوظيفة الإدراكية على المدى الطويل خلال فترات الحرمان من النوم.
