فوائد متبادلة.. هكذا يؤثر اللعب مع الأطفال على كبار السن

في الماضي، كانت العائلات تعيش بالقرب من أفراد الأسرة الممتدة، ما منح الأطفال الفرصة للتفاعل بانتظام مع أجدادهم وأقاربهم المسنين وجيرانهم في المجتمعات المحلية. 

لكن تقدم المجتمع ليصبح أكثر عالمية، وانتقلت العديد من العائلات إلى مدن مزدحمة بعيدة عن الأهل والأجداد، وهكذا تضاءلت فرص الأطفال في التفاعل مع كبار السن.

وفي دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016، وجد الباحثون أن كبار السن مؤهلون بشكل كبير لقضاء الوقت مع الأطفال الصغار، فهم في هذه المرحلة من حياتهم يمتلكون المزيد من الوقت والصبر لتقديم التفاعل والتحفيز الذي يحتاجه الأطفال لتحقيق النمو. 

وأظهرت الدراسة أن "كبار السن قادرون بشكل استثنائي على تلبية هذه الاحتياجات؛ لأنهم ببساطة "يسعون ويحتاجون إلى هدف في حياتهم".

ويعود هذا التفاعل بفوائد كبيرة على كبار السن والأطفال معاً، حيث تنتشر الابتسامات والأحضان، بينما يجري التعلم والتفاعل الاجتماعي.

أما في حالة كبار السن الذين تتراجع صحتهم، غالباً ما يحتاجون إلى الانتقال من منازلهم في الأحياء التي يعيش فيها أفراد من جميع الأعمار إلى مراكز الرعاية أو المجتمعات التقاعدية، حيث يكونون محاطين فقط بكبار السن الآخرين.

أما المسنون المصابون بالخرف، فيواجهون عزلة أعمق ونقصاً في التفاعل الهادف؛ بسبب تدهور قدراتهم الإدراكية واللفظية.

 لكن أظهرت الدراسات أن التفاعل المتعمد بين كبار السن والأطفال يعود بفوائد إيجابية على كلا الجانبين.

وأجرت منظمة Generations United بحثًا أظهر أن "المشاركة في البرامج بين الأجيال والعلاقات الهادفة بين الفئات العمرية المختلفة قد تقلل من العزلة الاجتماعية، وتزيد من شعور كبار السن بالانتماء، وتعزز احترامهم لذاتهم ورفاهيتهم، بينما تحسن أيضًا المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال والشباب المشاركين".

ولخّص الباحثون نتائج الدراسة بأن "الأطفال الصغار الذين شاركوا في الرعاية بين الأجيال أظهروا مهارات حركية وإدراكية متقدمة، وسجلوا درجات أعلى في التنمية، وكانت لديهم كفاءات اجتماعية وعاطفية أكثر تطورًا مقارنة بأقرانهم غير المشاركين في هذه البرامج".

وأضافت أن "كبار السن الذين شاركوا في هذه البرامج أبلغوا عن انخفاض مستويات الوحدة، وتخفيف القلق، وتحسن صحتهم بشكل عام". كما أظهرت أبحاث منفصلة أن الأطفال الذين يتفاعلون مع كبار السن يواجهون تحديات سلوكية أقل. 

وتشمل الأنشطة التي يمكن أن تجمع كبار السن مع الأطفال "الألعاب" في الدرجة الأولى، ويضاف إليها الحِرف اليدوية، والحدائق، والطبخ، والتمارين، والرقص. 

ويعود هذا البرنامج بفوائد كبيرة على الأعضاء والأطفال على حد سواء، حيث تنتشر الابتسامات والأحضان، بينما يتم التعلم والتفاعل الاجتماعي.