وفاة سجين سياسي كردي تحت التعذيب داخل سجن أرومية في إيران

أفادت منظمة حقوقية إيرانية، اليوم الثلاثاء، بوفاة معتقل سياسي ينتمي للقومية الكردية خلال تعذيبه في سجن مدينة أرومية الواقعة شمال غرب إيران.

وقالت منظمة "هنجاو" المعنية برصد واقع حقوق الأكراد في إيران، إن "المعتقل السياسي ياسر منغوري من أهالي مدينة بیرانشهر التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية، فارق الحياة بسبب التعذيب الذي تعرض له من قبل مسؤولي السجن".

ونقلت المنظمة في موقعها الرسمي عن مصدر مقرب من عائلة الضحية أن "أجهزة المخابرات على اتصال بأسرة وأقارب ياسر منغوري، الذي جرى اعتقاله في الـ 17 من يوليو الماضي، بتهمة الانتماء إلى أحزاب كردية معارضة للجمهورية الإسلامية"، مضيفة: "كان تحت التعذيب من قبل عملاء الأجهزة الأمنية قرابة شهرين".

وقال المصدر إن "السلطات الأمنية لم تسلم بعد جثة السجين السياسي ياسر منغوري الذي توفي تحت التعذيب في سجن مدينة أرومية"، مضيفاً أنه "من المرجح أن تقام مراسم التشييع والدفن وسط حضور الأجهزة الأمنية".

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: "إنه في يوم الأربعاء الموافق الـ 8 من سبتمبر الجاري، اتصل مكتب استخبارات أرومية بأسرة ياسر منغوري وأخبرهم أن ابنهم فقد حياته"، مبيناً أن "القوات الأمنية أبلغت عائلة ياسر أنه قُتل في اشتباك مع قوات الأمن قبل شهرين".

وأفادت عدة مواقع ناشطة في مجال حقوق الإنسان في كردستان إيران، قبل شهرين، بأن "مخابرات بيرانشهر اعتقلت شاباً اسمه ياسر منغوري ونقلته إلى مكان مجهول".

كما أفادت بعض المصادر في الوقت نفسه بأن "ياسر منغوري، الأب لطفلين، اعتقل من قبل المخابرات في الـ 17 من يوليو الماضي، بعد خروجه من المنزل، وتم نقله إلى أحد معتقلات هذه المؤسسة الأمنية في أرومية".

وكانت زيارات عائلة منغوري المتكررة لأجهزة الأمن في بيرانشهر وأرومية خلال الشهرين الماضيين غير مثمرة، ورفضت القوات الأمنية تقديم إجابة واضحة حول مصيره وحالته.

كما أن المسؤولين الحكوميين ووزارة المخابرات والحرس الثوري والقضاء في إيران لم ينفوا أنباء اعتقال ياسر منغوري خلال الشهرين الماضيين ولم يعلقوا على حالته.

وكانت موجة من الاعتقالات بحق المواطنين الأكراد قد نفذتها الأجهزة الأمنية الإيرانية في يناير الماضي، وخلال أسابيع قليلة اعتقلت قوات الأمن أكثر من مئة من نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق العمال والمدافعين عن البيئة والكتاب والطلاب وسياسيين، بالإضافة إلى مواطنين عاديين في 19 مدينة على الأقل.

وأصدرت 37 منظمة حقوقية ومنظمات مجتمع مدني في وقت لاحق بيانا مشتركا أعلنت فيه اعتقال أكثر من 500 من الأقليات الكردية بسبب دوافع سياسية، وتم سجن 159 منهم وصدور أحكام بالإعدام على أربعة.

ويبلغ عدد الأكراد نحو 10% من مجموع سكان إيران البالغ قرابة 85 مليون نسمة، وتعاني مدنهم من الإهمال وينتشر فيها الفقر والبطالة.

ويتوزع الأكراد في إيران على محافظات مختلفة ويتركز وجودهم بشكل كبير في محافظات أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه وإيلام.

ولدى أبناء هذه القومية أحزاب كردية معارضة تنشط في المناطق الجبلية بين إيران وإقليم كردستان العراق وكذلك على الحدود بين إيران وتركيا، وبين الحين والآخر تحدث مواجهات عسكرية بين الجماعات الكردية والقوات الإيرانية.