"فورين أفيرز": ضرب إيران يجب أن يكون الخيار الأخير لأمريكا

رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى لإقناع إيران بالوسائل الدبلوماسية حول فوائد التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وأن تحتفظ بالخيار العسكري لتدمير برنامجها النووي كملاذ أخير.

ولفتت المجلة إلى أنه ليس من السهل على إيران إنتاج قنبلة نووية، رغم التقدم الذي حققته في مجال تخصيب اليورانيوم في الفترة الأخيرة انتهاكا لاتفاق 2015.

وقالت المجلة في تقريرها إنه "بدلاً من الاستسلام لحتمية القنبلة الذرية الإيرانية، ينبغي على الولايات المتحدة التركيز على منع إيران من تجاوز العتبة النووية، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي التوصل إلى اتفاق مع إيران يوقف برنامجها النووي تحت رقابة دولية صارمة، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها".

وأضافت: "طبعا هذا أصعب اليوم بالنظر إلى انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من اتفاق 2015 والتقدم الكبير الذي حققته إيران في مجال التخصيب بعد قرار الانسحاب.. لكن التاريخ يشير إلى سببين للتفاؤل، وهما أن إيران ليست ملتزمة فعلا بالقنبلة النووية، ويمكن التأثير على قراراتها بشأن برنامجها النووي".

ورأت المجلة أن مهمة واشنطن هي إقناع إيران بأن مصالحها تخدم بشكل أفضل من خلال التوصل إلى اتفاق، وليس من خلال تصعيد برنامجها النووي.

ورأت المجلة أنه "للقيام بذلك، يجب على الولايات المتحدة الاحتفاظ بالخيار العسكري في جيبها الخلفي، والبقاء منفتحة على الحل الدبلوماسي، والتحلي بالمرونة بشأن بدائل الاتفاقية النووية المعرضة للخطر".

ولفتت المجلة إلى أن استطلاعات الرأي المتكررة التي أجريت في إيران تشير إلى أن معظم الإيرانيين يعارضون إنتاج طهران لسلاح نووي.

وأشارت إلى أنه من غير الواضح أيضًا سبب هذه المعارضة، مضيفة أنه من المحتمل أن يتغير هذا الموقف بعد قيام إيران بتجربة نووية، التي قد يعتبرها الكثير من الإيرانيين إنجازًا كبيرًا ومصدرًا للفخر الوطني.

وأعربت المجلة عن اعتقادها بأن التوقعات في حال سقوط النظام في طهران ومجيء قيادة تقوم بتفكيك الترسانة النووية ليس صحيحا تماما.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إنه "يمكن لمجموعة أكثر تشددًا أن تتولى زمام الأمور، أو ربما تجيء قيادة أكثر ودية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، وترى فائدة في التمسك بالأسلحة النووية لتلميع صورتها بالداخل أو لاستخدامها كورقة مساومة، الحقيقة أن محاولة واشنطن بناء سياسة كاملة حول التنبؤ بنتيجة الثورة في إيران هي محاولة مضللة".