عاجل

ترمب: إسرائيل في ورطة كبيرة وما فعلته من أجلها أكثر مما يمكن أن يفعله أي رئيس آخر

logo
أخبار

توتر أمني في "ميسان" العراقية.. ضرب تحت الحزام بين "الصدريين" و"العصائب"

توتر أمني في "ميسان" العراقية.. ضرب تحت الحزام بين "الصدريين" و"العصائب"
06 فبراير 2022، 6:44 ص

تشهد الساحة العراقية ،منذ أيام، اغتيالات متكررة في صفوف عناصر ميليشيات "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، وأخرى مماثلة في التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر.

وكان الخزعلي، ضمن التيار الصدري، وأحد المساعدين، لمقتدى الصدر، منذ 2004، لكنه انشق عنه، وشكل فصيل العصائب، بدعم من إيران، حيث يصفه الصدر، بشكل متكرر بأنهم "ميليشيات مارقة".

ومنذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق في 2019، بدأت تصفيات تنطلق ضد الأعضاء في هاتين المجموعتين، حيث قتل محتجون غاضبون، يتهمون بالانتماء للتيار الصدري، القائد في فصيل عصائب أهل الحق وسام العلياوي، وأخاه، في محافظة ميسان، جنوبي البلاد.

معقل "الصدريين" 

ومحافظة ميسان، تمثل معقلا مهما لأتباع الصدر، ويديرها منذ عدة أعوام، علي دواي، وهو أحد أعضاء التيار الصدري.

وطرد الصدر، الأشخاص المتهمين بمقتل وسام العلياوي، وشقيقه، من مفاصيل التيار الصدري، العام الماضي، في مسعى للتخلص من الانتقادات التي وجهت إليه وأيضا الفصائل المسلحة التابعة له.

وعقب الانتخابات النيابية، التي أجراها العراق، في الـ10 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تعمقت الخلافات بين الطرفين، حيث أحرز، الصدر، 72 مقعدًا في المجلس النيابي، فيما حققت عصائب أهل الحق نحو 10 مقاعد، وانضوت ضمن تكتل يجمع كل الفصائل المسلحة، والأحزاب المعترضة على نتائج الانتخابات وسمي "الإطار التنسيقي"، كما أن تحالف الصدر مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، برئاسة مسعود بارزاني، وتحالف تقدم، برئاسة محمد الحلبوسي، أغضب تلك المجموعات.

خصوم الصدر، الشيعة نظروا لفوزه السياسي على أنه تهديد وجودي، وينطبق هذا الأمر أيضا على الفصائل والجماعات المدعومة من إيران القريبة من السلطة الدينية العليا، نظرًا للصراعات الطويلة الأمد التي طبعت العلاقة بين الأطراف الثلاثة.

وفي آخر تطورات تلك العلاقة المتشنجة، بين الصدر، والخزعلي، والتي تنذر بتداعيات كبيرة، أقدم مسلحون مجهولون، الخميس الماضي، على اغتيال الرائد حسام العلياوي، وهو شقيق القيادي في العصائب وسام، الذي قتل إبان الاحتجاجات الشعبية عام 2019.

وجاءت تلك الحادثة، بعد أيام على اغتيال القيادي في التيار الصدري مسلم عيدان، من قبل مجهولين، في المدينة ذاتها.

وعثرت السلطات الأمنية على عيدان، مقتولا في منطقة الشيشان وسط ميسان، فيما رأى مراقبون، أن تلك الحادثة تأتي في سياق الحرب غير المعلنة بين الطرفين.

اتهام "سرايا السلام"

وعقب ذلك، تطور الخطاب والتراشق بين المجموعتين، إلى تبادل الاتهامات علنا، إذ دعا الخزعلي، نظيره الصدر، إلى البراءة من قتلة الرائد العلياوي، محذرا من إثارة "الفتنة".

وقال الخزعلي في تغريدة على "تويتر": "اليد التي اغتالت حسام العلياوي، هي اليد ذاتها التي اغتالت أخاه القائد وسام العلياوي، وأخاه عصام، من قبل، وهذه اليد لا تريد إلا إثارة الفتنة وخصوصا في هذا التوقيت".

وأضاف "كلنا حسن ظن بأخينا العزيز السيد مقتدى الصدر، بإعلان البراءة من هؤلاء القتلة الذين صدرت بحقهم أوامر إلقاء قبض من قضائنا العادل، ولكن الأجهزة الأمنية تعجز عن تنفيذ هذه الأوامر، وهؤلاء المجرمون يدعون الانتساب إلى سرايا السلام المجاهدة، وأنا أعتقد أن السرايا منهم براء، ولكن من الضروري تعريتهم ووأد الفتنة في مهدها، حتى لا يستمروا في التغطية على جرائمهم باستغلال العناوين الجهادية".

وتعود أصول معظم الجماعات المسلحة الشيعية ،باستثناء كتائب حزب الله العراقي، ومنظمة بدر، إلى جيش المهدي التابع للصدر، إذ كانت القوة الشيعية متورطة في قتال القوات الأمريكية بعد غزو العراق.

وكان الخزعلي، ذات يوم، عضوا في جيش المهدي، لكنه غادر وأنشأ ما سيصبح لاحقًا "عصائب أهل الحق".

وتمتع هؤلاء الخصوم المسلحون بعلاقات جيدة في ما بينهم عندما قاتلوا ضد تنظيم "داعش"، بسبب اجتماعهم على قضية مشتركة، لكن خلافاتهم السابقة عادت إلى الواجهة بل تفاقمت بعد انهيار "حكم داعش" في 2017؛ ما أثر أيضًا على المشهد السياسي.

وامتدت تلك الخصومات بين الطرفين إلى مساحات أوسع، إذ اغتال مسلحون مجهولون، أمس السبت، القاضي أحمد فيصل، وهو مختص بقضايا المخدرات؛ ما أثار تساؤلات عن طبيعة الوضع الأمني في المدينة الجنوبية، وفيما إذا كان التوتر الحاصل فيها، شمل أطرافاً أخرى.

في غمرة تلك المناكفات المسلحة، أعلنت السلطات الأمنية في ميسان، اليوم الأحد، حالة الإنذار القصوى لكل القطعات في المدينة، وذلك تحسبا من تصاعد الهجمات.

كما وصل وزير الداخلية، عثمان الغانمي، في زيارة "عاجلة" إلى المدينة، في مسعى لضبط الأوضاع فيها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC