عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
أخبار

"الاختفاء اليومي".. ظاهرة تؤرق سكان إدلب السورية

"الاختفاء اليومي".. ظاهرة تؤرق سكان إدلب السورية
18 يوليو 2022، 3:17 م

تزايدت حالات الاختفاء اليومية في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام شمال غرب سوريا، بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة.

وبات الاختفاء ظاهرة عصية على الضبط نتيجة الفلتان الأمني وظروف الحرب، التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.

وخلال عام 2021، وثقت جهات محلية اختفاء 731 شخصًا بينهم 91 طفلاً، عاد من مجمل المفقودين 588 شخصا.

وفي الشهر الأول من عام 2022، تم توثيق اختفاء 79 شخصا بينهم 9 أطفال وفي الشهر الثاني بلغ عدد المفقودين 59 ولا يزال مصيرهم مجهولا.

لا عداوات

ومنذ نحو 4 أشهر تحاول أميرة الشعراوي، البالغة من العمر 32عامًا، وهي نازحة مقيمة في مخيمات بلدة أطمة شمال إدلب، التوصل إلى معلومة عن زوجها، الذي اختفى أثناء ذهابه إلى عمله الكائن في مدينة إدلب.

وتقول أميرة لـ"إرم نيوز"، إن "زوجها البالغ 35 عاماً، الذي يعمل حارساً في أحد مشافي مدينة إدلب، لم يصل إلى مكان عمله".

وتضيف أن "آخر مشاهدة له كانت على الطريق الواصل بين مدينتي سرمدا وإدلب، ليختفي بعدها دون ترك أي معلومة أو رسالة توضح مكان تواجده".

وتشير إلى أن "جميع محاولاتها في التوصل إلى أثر زوجها باءت بالفشل، خاصة أنها لم تدخر جهدا بالبحث عنه في مخافر الشرطة والمحاكم القضائية والمشافي الخاصة والعامة، ولكن دون أي جدوى".

ولا تستبعد الشابة تعرض زوجها لعملية خطف مسلحة من قبل أشخاص يمتهنون الإبتزاز وطلب الفدية، إلا أن عدم تواصل الخاطفين مع عائلته يزيد من مخاوفها من تعرضه لأذى أو مكروه.

وتبين أن "زوجها لا يمتلك عداوات أو مشاكل مع أشخاص آخرين تدفعهم لخطفه لدواعي أخرى".

وتعيش أميرة مع أطفالها الأربعة أوضاعا اقتصادية ومعيشة غاية في الصعوبة بعد فقدانهم المعيل، ما دفعها للعمل في الأراضي الزراعية بأجر لا يتجاوز 35 ليرة تركية يومياً، وهو مبلغ تصفه بـ"الزهيد" ولكنه يبقى "أفضل من لا شيء" على حد تعبيرها.

لم تصل

وفي الـ15 من شهر أبريل/نيسان الماضي، فقد أثر رندا الشيخ، البالغة من العمر 22 عامًا، وهي نازحة في مخيمات دير حسان الحدودية شمال إدلب، أثناء توجهها إلى عملها في إحدى العيادات الطبية الخاصة في مدينة سرمدا.

خرجت الفتاة في الساعة الـ7 صباحا ذلك اليوم ولم تصل، لتبقى مجهولة المصير حتى اللحظة.

وتقول منى تناري والدة "رندا" إن "ابنتها راحت ضحية عملية اختطاف مدروسة بعد أن فشلوا في الوصول إلى أي معلومة تفيد بمكان تواجد أو احتجاز ابنتهم إثر عملية بحث واسعة شملت معظم مناطق المحافظة".

وتضيف الأم أنهم "تواصلوا مع العديد من القادة والعسكريين المتواجدين بهدف تكثيف عملية البحث في المنطقة دون أي فائدة تذكر".

ونفت "منى" أن تكون "ابنتها قد هربت بإرادتها إلى منطقة أخرى، في ظل المعاملة الجيدة التي كانت تتلقاها من والدها وعائلتها، علما أنها لا توجد هناك أي مشاكل عائلية معها، ما أثار الشكوك حول تعرضها لعملية اختطاف وابتزاز".

وقالت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في تقرير صدر عنها في الـ30 من شهر آذار/مارس الماضي، إن محافظتي إدلب وحلب شهدتا خلال السنوات الماضية عشرات حالات الفقد.

وأكدت المنظمة أن "هيئة تحرير الشام"، و"الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، العاملين في شمال غرب سوريا، "فشلا بتزويد السكان بالحد الأدنى من مستويات السلامة والأمن".

وأضافت أن "السلطات لم تعطِ الاهتمام الإنساني الكافي أو التغطية الإعلامية للمفقودين وعائلاتهم، إذ اقتصرت المساعدة التي تلقتها العائلات للبحث عن أحبائهم، على جهود من مبادرات فردية وبإمكانيات شبه معدومة".

نصف الدية

وعلى مقربة من مدينة بنش شرق إدلب، يحاول مصطفى الدودي، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، وهو نازح من مدينة سراقب، تأمين مبلغ 7000 دولار أمريكي لاسترداد طفله من أيدي "عصابة خطف".

ويقول مصطفى لـ"إرم نيوز"، إنه "فقد طفله منذ نحو شهرين أثناء لعبه أمام المنزل، ليتفاجأ باتصال الخاطفين الذين طالبوه بدفع فدية لابنه، علماً أنه لا يملك سوى نصف الدية المطلوبة، في حين يحاول استدانة باقي المبلغ المطلوب من معارفه وأصدقائه".

من جهته يقول خالد الرشاد، البالغ من العمر 34 عامًا، وهو عضو في "مكتب شؤون الجرحى والمفقودين" في إدلب، إن "حوادث الاختفاء اليومية باتت ظاهرة متنامية تهدد البنية السكانية في مناطق شمال غرب سوريا، وهو ما دفعهم لافتتاح المكتب في ظل عدم وجود خيارات متاحة أمام ذوي المفقودين للبحث عن أقربائهم".

ويضيف الرشاد أن "من أبرز أسباب تنامي الظاهرة في محافظة إدلب هي حالة الفلتان الأمني السائدة في المنطقة، والتي أدت إلى انتشار عصابات الخطف والابتزاز بدافع الحصول على الدية عبر شبكات خطف منظمة وممتدة في مناطق سيطرة المعارضة والدول المجاورة لها وأبرزها تركيا".

ويوضح أن "الخاطفين يقومون بطلب فدية مالية كبيرة على أن يتم تحويلها إلى مناطق محددة في تركيا أو لبنان مقابل الإفراج عن المختطفين لديها".

ويشير إلى أن "المشكلات العائلية والاجتماعية والاقتصادية تلعب دورا كبيرا في ازدياد هذه المشكلة من خلال لجوء الشخص أو الفتاة للهرب من واقعهم المعيشي والنفسي من خلال التواري عن الأنظار والاختفاء، وهو ما يفسر عودة هؤلاء الأشخاص بعد فترات قصيرة إلى منازلهم".

وحسب الرشاد فإن "فصائل المعارضة تعمد إلى اعتقال أشخاص وسكان، دون الإفصاح عن مصيرهم ومكان تواجدهم لدواعي يصفونها بالأمنية".

ويتابع أن "المكتب يحاول التنسيق مع هذه الفصائل للوصول إلى الأشخاص المختفين والمفقودين في سجونهم وإيصالهم لذويهم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC