بين الموت والتشوهات الخلقية.. الحرب تهدد الأجنة في غزة

تمثل مخلفات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خطراً يهدد حياة الأجنة في بطون أمهاتهم، خاصة أنها يمكن أن تؤدي لتشوهات خلقية، ما ينذر بكارثة كبيرة قد يستمر أثرها سنوات أو عقودًا.

وبحسب التقارير الفلسطينية، فإن نحو 60 ألف جنين في غزة معرضون لخطر الموت في بطون أمهاتهم أو لتشوهات خلقية، نظراً لأن معظم المواد المستخدمة في الأسلحة والذخائر محرم دوليًا وله تأثيرات صحية خطيرة.

مستقبل القطاع

وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الصحة، محمد الحاج، إن "أوضاعًا صعبة تواجهها الحوامل والأجنة في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية في القطاع"، مؤكدًا أن مخلفات الحرب تتسبب بكوارث، خاصة لهذه الفئة الأكثر حساسية.

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "الجهات المختصة رصدت ارتفاع معدلات الإجهاض في صفوف الحوامل خلال الأشهر القليلة الماضية"، مبينًا أن غبار ركام المنازل، والمواد المتفجرة المستخدمة في الصواريخ هي السبب الرئيس لذلك.

وقال الحاج إن "التقديرات الأولية تشير إلى استخدام الاحتلال الإسرائيلي لمواد محرمة دوليًا تسبب لتشوهات خلقية، وتجبر الحوامل على إجهاض الأجنة بالأشهر الأولى من الحمل"، مؤكدًا أن ذلك يمثل "جريمة حرب بحق الإنسانية".

           

وأشار إلى أن "الوزارة تتواصل مع الجهات الطبية الدولية من أجل وضعها في صورة الأوضاع الصحية الصعبة لسكان القطاع وخاصة الأمهات والحوامل والأجنة"، مشددًا على ضرورة وجود لجنة تحقيق دولية لفحص حالات الإجهاض والحوامل وما تعرضن له جراء الحرب.

وأكد الحاج أهمية "إجراء فحوصات عاجلة للمواد المستخدمة وتأثيرها على الأمهات والأجنة، خاصة مادة الفوسفور الأبيض التي كثف الجيش الإسرائيلي استخدامها في الحرب الدائرة حالياً"، محذراً من خطورة تجاهل تأثيرات مخلفات الحرب على مستقبل القطاع.

ارتفاع ملحوظ

ورجّح المختص في طب النساء والولادة عيادة أبو حصيرة، أن يشهد قطاع غزة بعد الحرب الدائرة حاليًا "ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الأجنة المشوهة"، مؤكدًا أن مخلفات الحرب الإسرائيلية أثرت سلبًا على النساء الحوامل.

وتوقع في حديث لـ"إرم نيوز"، "أن تكون إسرائيل قد استخدمت الفوسفور الأبيض واليورانيوم والقنابل العنقودية في حربها على غزة"، مشددًا على أن تلك المواد يمكن أن تكون سببًا مباشرًا في تشوهات الأجنة والإجهاض.

وأضاف أبو حصيرة أن "النساء، وخاصة الحوامل منهن، أكثر الفئات تضررًا بفعل الحرب على غزة، وهناك تأثيرات سلبية غير مسبوقة عليهن، الأمر الذي يحتاج لتدخل دولي عاجل قبل أن نشهد كوارث غير مسبوقة في القطاع".

ونوه إلى أن "التأثيرات السلبية لمخلفات الحرب والمواد الانفجارية المستخدمة في المتفجرات يحتاج إلى تشكيل لجان طبية متخصصة من أجل فحصها، ووضع الخطط العاجلة لتفادي أضرارها"، محذرًا من تعرض النساء الحوامل لمخلفات الحرب.

           

ودعا أبو حصيرة "النساء الحوامل إلى الابتعاد عن مناطق الخطر قدر الإمكان، ومراجعة الجهات الطبية في حال تعرضهن لأي من مخلفات الحرب"، مؤكدًا ضرورة المتابعة الطبية الدائمة من أجل ضمان صحة الأجنة.

وأكد أن "اتباع تلك الإجراءات الطبية يمكن أن يخفف من إمكانية تعرض الحوامل والأجنة لأي أضرار؛ إلا أنه لا يمكن أن يمنع تشوهات الأجنة في حال تعرض الأم لأي مواد تفجيرية خطيرة".