صندوق الثروة السيادي الروسي: موسكو وواشنطن بدأتا محادثات بشأن المعادن الأرضية النادرة
أثارت مشاركة قيادات من ميليشيا الحوثي، بمراسم تشييع جثماني الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، وخلفه هاشم صفي الدين، في لبنان، تساؤلات عن سرّ الوفد الكبير، الذي غادر اليمن رغم العقوبات والتصنيف الأمريكي، ورسائله التي يبعث بها للداخل والخارج.
ومن مطار صنعاء الدولي، أرسل الحوثيون وفدًا مكونًا من مئات الشخصيات القيادية والعسكرية المقرّبة من دوائر صنع القرار، بينهم "قيادات رفيعة"، برئاسة مفتي الميليشيا ووزير الإعلام في حكومتها غير المعترف بها دوليًا.
ويرى الصحفي والمحلل السياسي، خالد سلمان، أن زيارة الحوثيين للبنان، تحاول كسر العزلة والضعف الذي أصاب محور إيران، من خلال "الخطاب السياسي التعبوي أو الحضور الميداني الملموس والمسلح، بعد أن تساقطت أحجاره تباعًا، لتبقى ميليشيا الحوثي وحدها إلى جانب حطام حزب الله، وبالتالي فإن هذا الحشد ليس أكثر من تسجيل حضور لمحور أصيب بالغياب والنكسات المتتالية".
وأضاف أن الحوثيين يحاولون إبراز تماسكهم مع بقية أطراف المحور الإيراني، رغم كل ما حدث.
ومنذ فترة التسعينيات، وطدت ميليشيا الحوثي علاقتها بحزب الله اللبناني، إذ كانت الضاحية الجنوبية ساحة ميدان تدريبية، لتأهيل عناصر الحوثيين في معسكرات حزب الله، بإشراف مباشر من "الحرس الثوري الإيراني"، لتتحول بمرور الأعوام إلى تحالف جيوسياسي استراتيجي، يتكئ على حالة التقارب الإيديولوجي وأجندة طهران.
وذكر مستشار رئيس الحكومة اليمنية السابق، سام الغباري، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الحوثي بات يترقب خطوة إيران المقبلة لملء الفراغ الذي تركه حسن نصر الله، آملًا في أن يصبح هو الامتداد الجديد والراية البديلة التي ستصلها خزائن الدعم الإيراني، وعصا طهران التي تضرب بالنيابة عنها".
وأشار إلى أن الحوثيين قدموا أنفسهم خلال لقاءات وفدهم بأسرة حسن نصر الله كمنتقم شرعي لدمه، ووريث طبيعي لسلاحه ومكانته، في ظل مخزونهم البشري الكبير من المقاتلين والتضاريس الوعرة والصعبة التي اشتهر بها اليمن، إضافة إلى موقعهم الاستراتيجي المطلّ على مياه البحر الأحمر.
وأثارت مغادرة مئات القادة والشخصيات الحوثية إلى لبنان، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب "أريحية" تنقلهم بين المطارات، رغم أسابيع من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصنيفهم "جماعة إرهابية أجنبية".
وتساءل الكاتب صلاح بن لغبر عن التنقل الحرّ لأعداد كبيرة من الحوثيين من صنعاء إلى بيروت، مستخدمين الخطوط الجوية اليمنية، عقب الانتكاسات التي منُي بها محور إيران في المنطقة.
وقال بن لغبر في تدوينة على منصة "إكس"، إن المشهد في اليمن "يبدو مختلفًا تمامًا، فيما كانت أذرع إيران تتهاوى، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على الموانئ والمطارات والطائرات اليمنية، ويفرضون أجنداتهم، ويديرون مؤسسات الدولية بتنازلات مريبة وغير مفهومة".
وبيّن أن ما يحدث اليوم "ليس مجرد تطور عابر، بل إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، يصبح الحوثيون فيها جزءًا رئيسًا من المشروع الإيراني في الشرق الأوسط".
وأكد بن لغبر أن "كل تأخير في التعامل مع هذا الواقع الجديد، سيجعل كلفة المواجهة المستقبلية مع الحوثيين باهظة، وربما مستحيلة"، على حدّ قوله.