logo
العالم العربي

"الجغرافيا الأمنية".. سر استراتيجية إسرائيل الجديدة في الضفة الغربية

"الجغرافيا الأمنية".. سر استراتيجية إسرائيل الجديدة في الضفة الغربية
آليات إسرائيلية تحاصر جنين المصدر: رويترز
29 أغسطس 2024، 4:46 م

تأتي العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الضفة الغربية، في إطار استراتيجية الجغرافيا الأمنية، لمنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر \ تشرين الأول، وعدم تمدد أي مقاومة لإسرائيل في أنحاء الضفة، وتدمير البنى التحتية للمجتمع الفلسطيني، وجعل الضفة كما حصل في غزة، طاردة لأهلها وشعبها، وفق محللين صرّحوا لـ "إرم نيوز".

أخبار ذات علاقة

محللون: إسرائيل تسعى لإخلاء الضفة الغربية وتكرار "سيناريو غزة"

وتعقيبا على ذلك، قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، د. عامر سبايلة: إن "ما قامت به إسرائيل، يأتي في إطار ما بعد غزة، ووفق استراتيجية بدأت بفكرة عدم قدرة إسرائيل على التعايش مع الجبهات التي تتسبب بخطر وتهديد أمني".

وأضاف سبايلة لـ "إرم نيوز": "إذا كانت حرب غزة مفروضة على إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر \ تشرين الأول، فهي تختار اليوم تصعيداً كبيراً في الضفة الغربية، حتى لا يتكرر سيناريو مشابه لهجمات حماس".

ووفق السبايلة، فإن إسرائيل تتحرك اليوم، وفق استراتيجية الجغرافيا الأمنية، باعتبار أن هذه الخطوات مجبرة أن تقوم بها، "لكنها للأسف تتقاطع مع رؤية سياسية في موضوع تفريغ الضفة وتفكيك المخيمات".

بدوره، يرى المحلل المتخصص بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي، حمادة فراعنة، أن ما يجري في الضفة، يأتي امتدادا لما جرى ولا يزال في قطاع غزة، والهدف منه تدمير البنى التحتية للمجتمع الفلسطيني، وجعل الضفة "كقطاع غزة طاردة لأهلها وشعبها".

وأضاف الفراعنة لـ "إرم نيوز": إن" المخطط الإسرائيلي، ينفذ عبر قتل المدنيين وتدمير الأبنية، ومراكز الخدمات، لعزل المقاومة عن شعبها وتحميلهم مسؤولية وجود مقاومة، باعتبارهم الحاضنة الشعبية لولادة المقاومة واستمراريتها.

ووفق الفراعنة، فإن أولوية إسرائيل "اجتثاث المقاومة في الضفة"، قبل أن تستفحل وتتمدد، وأن لا تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه في غزة، مشيراً إلى أن" قوات الاحتلال فشلت في إنهاء المقاومة في قطاع غزة خاصة أنها ما زالت قادرة على توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال.

أخبار ذات علاقة

على "طريقة غزة".. إسرائيل تحاصر مستشفيات الضفة

من جهته، يقول المحلل السياسي نضال منصور: إن "عملية الضفة الغربية لم تكن مفاجئة، وكان من المفترض أن تقوم بها إسرائيل قبل 7 أكتوبر \ تشرين الأول، وفق تفاهمات بينها وبين السلطة الفلسطينية، بهدف جمع الأسلحة من مخيمات الضفة".

وأضاف منصور لـ "إرم نيوز": إن إسرائيل تريد من هذه العملية بالوقت الراهن، إيصال رسائل لكل من يهمه الأمر، الأولى لإيران من خلال القضاء على جيوب المقاومة في الضفة الغربية، والثانية للسلطة الفلسطينية والرأي العام الفلسطيني والعربي مفادها "بأن إسرائيل هي صاحبة القرار في كل ما يتعلق بمناطق السلطة الفلسطينية".

وأما الرسالة الثالثة، وفق منصور، فهي رسالة داخلية للمجتمع الإسرائيلي مفادها، "بأن الجيش الإسرائيلي هو الحامي والضامن لأمن إسرائيل والإسرائيليين".

وتأتي العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالتزامن مع الحرب المتواصلة منذ عدة أشهر في غزة، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي، عملية عسكرية شمالي الضفة، وصفت أنها الأعنف منذ الاجتياح الكبير لمدينة جنين عام 2002، فيما تتزايد المخاوف من توسيع تلك العملية.
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC