logo
العالم العربي

بوادر مصالحة مع تركيا.. أي مصير لحزب العمال الكردستاني في العراق؟

بوادر مصالحة مع تركيا.. أي مصير لحزب العمال الكردستاني في العراق؟
أفراد من حزب العمال الكردستانيالمصدر: رويترز
22 يناير 2025، 2:50 ص

تستعد الإدارة التركية لمصالحة وصفت بالتاريخية مع حزب العمال الكردستاني، بعيد دعوات المرشد الروحي للحزب ومؤسسة، عبد الله أوجلان، إلى ما وصفها "الأخوة الكردية التركية، وإنهاء الخلافات".

وتكشف مصادر، كردية، عن إدراج ترحيل عناصر حزب العمال الكردستاني PKK من العراق في بنود وشروط مباحثات التسوية التي يلعب فيها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، دور الوساطة بين أنقرة وحزب العمال.

وقال مصدر سياسي كردي، لـ"إرم نيوز"، إن "الزعيم الكردي، مسعود البارزاني، يقود وساطة واسعة النطاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، والبداية ستكون بانسحاب مقاتلي PKK من شمال شرقي سوريا، وانخراط قوات سوريا الديمقراطية، قسد، في صفوف الجيش السوري".

وأضاف، أن "القيادة الكردية في إقليم كردستان أجرت مباحثات مكثفة مع القيادة التركية ومنها، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وكان من بين الشروط التركية للتسوية ترحيل عناصر حزب العمال الكردستاني من الأراضي العراقية، خصوصًا بعد حظر القانون العراقي لـ (PKK) واعتباره منظمة إرهابية".

وتشير المعلومات التي حصلت عليها "إرم نيوز"، من مصادر استخبارية عراقية، بأن هناك أكثر من (11.000) عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني PKK غالبيتهم من المسلحين ينتشرون في العراق، ويمارسون نشاطات عسكرية ضد القوات التركية على الحدود العراقية-التركية.

وفي أكتوبر 2024، أعلن الائتلاف الحاكم في تركيا مبادرة جديدة للمصالحة مع الأكراد، تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر مع حزب العمال الكردستاني، والتي تضمنت دعوة عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح وحل الحزب.

ويقول رئيس برلمان كردستان السابق، محمد يوسف، لـ "إرم نيوز"، إن "وجود حزب العمال الكردستاني في العراق كان بموافقة الحكومة التركية، التي عقدت عام 2013 اتفاقية سلام مع زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، والتي سمحت بموجبها أنقرة بانسحاب مقاتلي حزب العمال من تركيا نحو جبال قنديل في العراق".

وأضاف، أن "الصراع مع حزب العمال لم يعد صراعاً خارجياً فقط بل امتد نحو الداخل ليشمل صراع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي مع حزب العمال والذي جاء امتداداً لصراعه مع وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

أخبار ذات علاقة

لماذا تستميت "قسد" في الدفاع عن "سد تشرين"؟ (تحليل عسكري)

 ويشغل حزب العمال الكردستاني على المستوى الأمني والسياسي أربع دول، وهي تركيا والعراق وسوريا وإيران، ويقاتل على كل الجبهات، لا سيما في سوريا حيث بات جزءاً من قوات سوريا الديمقراطية.

لكن يبدو أن التهديدات التركية باقتحام مناطق شمال شرق سوريا دفعت القوى الكردية التي تسيطر على تلك المناطق إلى عقد تفاهمات جديدة مع الجانب التركي، وتجسدت تلك التفاهمات بزيارة قائد "قسد" إلى أربيل ولقاء الزعيم الكردي مسعود بارزاني.

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، طارق ميركاني، يرى أن "عقد تفاهمات تسوية بين حزب العمال وأنقرة في هذا التوقيت فرصة كبيرة لصالح العراق للتخلص من حزب العمال الكردستاني في البلاد، وإنهاء الذريعة التركية باجتياح الأراضي العراقية".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "حكومة العراق المركزية وحكومة كردستان تؤيد عمليات التصالح بين تركيا وPKK، حيث إن تلك العملية إن تمت ستسهل ترحيل قيادات وعناصر حزب العمال من البلاد، وبالتالي الذهاب إلى المزيد من الاستقرار الأمني خصوصًا على الحدود العراقية".

وكان مجلس الأمن القومي العراقي قد أصدر توصية بتصنيف حزب العمال الكردستاني المعارض للحكومة التركية والذي ينشط في مناطق حدودية عراقية مع تركيا ضمن إقليم كردستان وسنجار غرب نينوى، باعتباره "منظمة محظورة". 

وفي أغسطس 2024 وقع العراق وأنقرة مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، تبدو جزءًا من استكمال التفاهمات العراقية التركية بشأن تثبيت الأمن على الحدود بين البلدين، وتحييد حزب العمال الكردستاني ومسلحيه، الذين تسبّبت نشاطاتهم العسكرية بتوغل القوات التركية في مناطق تابعة لإقليم كردستان شمالي العراق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات