logo
العالم العربي

لماذا استثنى بلينكن إسرائيل من جولته في المنطقة؟

لماذا استثنى بلينكن إسرائيل من جولته في المنطقة؟
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المصدر: رويترز
18 سبتمبر 2024، 1:43 م

تثار تساؤلات حول السبب الذي دفع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لاستثناء إسرائيل من جولته العاشرة في المنطقة، التي بدأها من مصر، خاصة أنها تأتي في ظل تصاعد وتيرة تهديدات تل أبيب بشن هجوم ضد لبنان.

وبدأ بلينكن، جولة في الشرق الأوسط، يسعى من خلالها لتحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وذلك بعد تبادل طرفي القتال في القطاع المسؤولية عن إفشال محادثات التهدئة.

وهذه المرة الأولى منذ بداية الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التي يجري فيها بلينكن زيارة للمنطقة لا تشمل إسرائيل، بالرغم من أنها تأتي لبحث ملف الحرب في قطاع غزة، وسبل التوصل لاتفاق تبادل أسرى.

أخبار ذات علاقة

الزيارة "العاشرة" للمنطقة.. هل ينجح بلينكن في إنهاء حرب غزة؟

أهداف الزيارة

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، أن "الأهداف المرتبطة بزيارة بلينكن للشرق الأوسط هي التي تدفعه لعدم زيارة إسرائيل"، مبينًا أن أهدافها تتعلق بجهود الوسطاء للتوصل لتهدئة، وليس الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.

وقال زيداني، لـ"إرم نيوز"، إن "الوزير الأمريكي يسعى للتوصل لتفاهمات مع مصر بشأن محور فيلادلفيا، وإقناع القاهرة بحل وسط يُمهّد لتقديم الولايات المتحدة مقترحها الجديد للتهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، والمتوقع تقديمه خلال الأيام المقبلة.

وأوضح أن "الهدف الثاني من الزيارة هو زيادة الضغط على حركة حماس، من أجل تقديم مزيد من التنازلات، التي قد تؤدي للتوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل"، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط بشكل وثيق بالوسطاء المصريين والقطريين.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "يبدو أن الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو توصلا إلى خطوط عريضة من أجل التوصل لاتفاق تهدئة في غزة، وهو الأمر الذي يدفع بلينكن لتأجيل أي زيارة إلى إسرائيل في الوقت الحالي"، مشددًا على أن أي مقترح جديد سيكون وفق الرؤية الإسرائيلية.

وتابع زيداني، أن "الولايات المتحدة تحاول تشكيل جبهة ضغط على حركة حماس باعتبارها الطرف الأضعف في مفاوضات التهدئة، بما يمكنها من إقناع الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بالتوصل لاتفاق يحول دون اندلاع حرب جديدة مع لبنان".

أخبار ذات علاقة

لابيد لبلينكن: إسرائيل لن تتعافى إلا إذا أعدنا الرهائن

عقاب أمريكي

ورجّح الخبير في العلاقات الدولية، ثابت العمور، أن "يكون قرار بلينكن بمثابة عقاب لإسرائيل ورئيس وزرائها، على عدم تجاوبه مع المبادرات الأمريكية للتهدئة في غزة"، لافتًا إلى أن ذلك يمكن أن يثير استفزاز المسؤولين الإسرائيليين.

وقال العمور، لـ"إرم نيوز"، إن "عدم زيارة الوزير الأمريكي لإسرائيل يمكن أن تعتبر بمثابة رسالة شديدة اللهجة من إدارة جو بايدن، وقد تدفع واشنطن لاتخاذ إجراءات عقابية؛ بسبب تعطيل نتنياهو جهود التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس".

وأشار إلى أن "هناك احتمالا آخر يتمثل في إمكانية إضافة زيارة تل أبيب في نهاية الجولة، وبعد التوصل لتفاهمات مع مصر خاصة فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا"، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن معنيّة بالتوصل لاتفاق تهدئة في المنطقة بأي ثمن كان.

وأضاف أن "هذه الزيارة تمهّد لطرح الولايات المتحدة المقترح الجديد للتهدئة، وهو ما يدفعها لكسب تأييد إقليمي للمقترح، علاوة على أنها ستعمل على تقديم كل الضمانات اللازمة من أجل نجاحه"، مبينًا أن واشنطن تدرك أن نتنياهو هو الطرف المعطل للتهدئة بغزة.

وخلص العمور إلى أن "زيارة بلينكن للمنطقة لا يمكن أن تحقق أهدافها في حال لم يختمها بزيارة لإسرائيل يلتقي خلالها كبار المسؤولين بحكومة نتنياهو"، مؤكدًا أنه سيتم تعديل جدول الزيارة لتشمل تل أبيب في وقت لاحق، حسب تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC