إعلام عبري: إصابة 3 جنود بجروح بهجوم في بيت حانون شمالي قطاع غزة
عدّ خبراء ومحللون سياسيون، افتتاح الحركة الإسلامية الكردية العراقية، ممثلية لها، في العاصمة السورية "دمشق" بوابة أخرى لعودة "طهران" إلى الساحة السورية، عازين ذلك لعلاقات الحركة "الإخوانية" الجيدة مع إيران.
وأعلنت الحركة الإسلامية في إقليم كردستان على لسان مرشدها، عرفان علي عبد العزيز، عن افتتاحها ممثلية لها في دمشق، في خطوة هي الأولى من نوعها في العراق، حيث لم تبادر أي جهة رسمية، باستثناء السفارة العراقية، افتتاح ممثلية لها في سوريا بعيد سقوط نظام الأسد.
وقال عرفان، خلال كلمة له في محافظة "السليمانية" التابعة لإقليم كردستان شمالي العراق، إن "سقوط الأسد شكل أجواء أفضل في سوريا"، داعياً في الوقت ذاته، إلى "أهمية ضمان الحريات وتعدد الثقافات".
وتعد "الحركة الإسلامية" واحدة من التنظيمات التي ترتبط بعلاقات واسعة مع طهران؛ إذ آوتها بعيد فرار عناصر الحركة وقياداتها نحو إيران، إثر النزاع المسلح الذي دار بينها وبين الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على مدينة السليمانية.
ويرى خبراء أن افتتاح الحركة الإسلامية ممثلية لها في سوريا له أبعاد خطيرة على المستويين المحلي والإقليمي.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الإستراتيجي الكردي، كاوه هورامي، لـ"إرم نيوز"، إن "الحركة الإسلامية جزء من المشهد السياسي في إقليم كردستان، وحتى الآن رغم ترحيب رئيس الإقليم الزعيم مسعود بارزاني بخطوات الإدارة السورية الجديدة إلا أن الإقليم لم يفتتح له أي ممثلية رسمية في سوريا، وحتى الاتصالات اقتصرت وانحسرت على تماهي الإقليم مع مواقف الحكومة المركزية في بغداد".
وأضاف، أن "إقدام الحركة على افتتاح مثل تلك الممثليات هو خروج عن إجماع الداخل الكردي بالخطوات الدبلوماسية المقبلة مع سوريا، وتغريد خارج سرب إرادة حكومة الإقليم التي تنتظر اتخاذ خطوات منسقة رسمية لا أن تذهب حركة بالانفراد بقراراتها وتحرج الإقليم".
وأشار إلى أن "الحركة الإسلامية دائماً ما تربطها علاقات مع الخارج، وتتبع أجندات خارجية، حتى في حل خلافاتها المحلية مع بقية الأحزاب والفعاليات السياسية في الإقليم، التي للحركة مواقف سلبية تجاهها".
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أشار إلى أن التصريحات التي أدلى بها أحمد الشرع، والتي وصف فيها الأكراد بأنهم "جزءٌ من الوطن وشريكٌ في سوريا المستقبل"، تحمل رؤية إيجابية.
وقال بارزاني، في تصريحات صحفية، إن "هذه الرؤية تجاه الكرد ومستقبل سوريا موضع سرور وترحيب من قِبلنا، ونأمل أن تكون بداية لتصحيح مسار التاريخ وإنهاء الممارسات الخاطئة والمجحفة التي ارتُكبت بحق الشعب الكردي في سوريا".
وتأسست الحركة الإسلامية في كردستان العراق عام 1987، على يد مجموعة من علماء الأكراد وظهرت بشكل أكثر بعد ما سمي بـالانتفاضة الكردية عام 1991.
وتحمل الحركة، بحسب الخبير في الشأن الإيراني، سلار خوشناون أن ، فكر الإخوان المسلمين من الناحية التنظيمية والعقائدية والعملية، وهي لديها ارتباطات موثقة مع "طهران" كما نظيراتها من الحركات الإسلامية مثل "إخوان" مصر ، و"حماس" الفلسطينية.
وأضاف خوشناو لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة لديها خطوط تواصل مباشرة مع الحكومة الإيرانية ومرشدها الأعلى، علي خامنئي، فقد آوت إيران، من قبل، عناصر الحركة عام 1993، وهي من ضغطت على الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني للصلح مع الحركة والسماح لها بالعودة إلى الإقليم".
ويقول خوشناو: "ورغم تقارب الحركة الإسلامية فكرياً مع فكر هيئة تحرير الشام وتوجهاتها، "إلا أننا لم نفهم بعد كيف سمحت طهران وهي قادرة على تحديد مسار الحركة بأن تقدم على مثل تلك الخطوة".
وأضاف: "يبدو أن طهران ستتبع تكتيكات عديدة لفتح بوابات داخل المشهد السوري، وستستغل علاقاتها مع كل المنظمات ذات التوجه الإخواني لإيجاد موطئ قدم لها داخل دمشق، فضلاً عن علاقاتها مع بعض الجماعات السورية التي كانت تقاتل إلى جانبها منذ عام 2011".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد توعد في خطاب له، الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، بـ"سحق" القواعد الأمريكية في سوريا"، في تهديد جديد للولايات المتحدة.
وقال خامنئي، إن الولايات المتحدة تقوم الآن ببناء المزيد من القواعد العسكرية لها في سوريا، وإن "هذه القواعد ستسحق تحت أقدام الشباب السوري".
وذكر خامنئي أن "سوريا ملك للشعب السوري، والذين اعتدوا عليها سيتراجعون يومًا ما، أمام الشباب السوري الغيور"، مضيفًا: "لا تنظروا إلى صولة الباطل فالانتصار حتمي، وأولئك الذين يصولون ويجولون اليوم سيُداسون تحت أقدام المؤمنين"، بحسب وصفه.