ترامب يقول إنه سيكون مستعدا لإبرام صفقات بشأن الرسوم الجمركية

logo
العالم العربي

"منطقة منزوعة السلاح".. واشنطن وأنقرة تحددان مستقبل أكراد سوريا

"منطقة منزوعة السلاح".. واشنطن وأنقرة تحددان مستقبل أكراد سوريا
عناصر في "قسد"المصدر: رويترز
20 ديسمبر 2024، 5:31 ص

قال خبراء في العلاقات الدولية، إن التوصل إلى منطقة منزوعة السلاح في مدينة كوباني، (عين العرب) شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، يرتبط بمدى التفاهم بين واشنطن وأنقرة حول الملف الكردي.

أخبار ذات علاقة

أحداث سوريا أعادتها إلى الواجهة.. ماذا تعرف عن كوباني؟

وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إجراء تفاوض يصل إلى حل وإطار مرضٍ لتركيا، بشرط تحديد حركة الفصائل في الداخل السوري وفي صدارتها هيئة تحرير الشام، وفي الوقت نفسه، عدم إخلال واشنطن بدعم حليفتها قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن تنظر بنوع من الترتيب للصدام التركي الكردي، وهو ما سيكون حاضراً بشكل أعمق مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في ظل رغبة الولايات المتحدة في الوصول إلى حالة من الهدنة الحقيقية بين حلفائها المتحاربين.

وكان قائد "قسد" مظلوم عبدي، قد أعرب، في وقت سابق، عن استعداد قواته تقديم مقترح لإنشاء "منطقة منزوعة السلاح" في كوباني الحدودية مع تركيا، في وقت أعلنت فيه واشنطن عن تمديد الهدنة بين القوات الكردية وقوات موالية لتركيا في منطقة منبج.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مؤخراً، تصعيد المواجهة ضد تركيا والفصائل الموالية لها، داعية سكان مدينة عين العرب كوباني لحمل السلاح والدفاع عن المنطقة، متهمة أنقرة والفصائل المدعومة منها بعدم الالتزام بالهدنة في منبج واستمرار التصعيد.

 وتزامن ذلك مع ما خرج عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا ترفض تطبيق الاتفاق الذي وقعته مع "قسد" لوقف التصعيد في مدينة منبج والذي تم برعاية أمريكية.

ويستبعد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، تخلي واشنطن في الوقت الحالي عن قسد، لأن الموجود في السلطة بدمشق ليس بشار الأسد، ولكن من هم "فواعل" في يد تركيا، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن التوصل إلى منطقة منزوعة السلاح يرتبط بمدى التفاهم بين واشنطن وأنقرة حول الملف الكردي، الأمر المتعلق بضبط الإيقاع الداخلي السوري من جانب تركيا بأن تدفع الأخيرة أحمد الشرع "الجولاني" ومجموعته إلى المسار الديمقراطي التعددي الذي يحمي الأقليات على أقل تقدير، ومن ثم لا يعرض مصالح أمريكا والغرب للخطر.

 وأوضح الياسري أنه في حال استطاعت تركيا ضبط هذا الجانب، ستجري واشنطن تفاهمات معينة مع الأكراد للتوصل إلى إطار لا يهدد الداخل التركي ويحافظ على المكون الكردي، أما إذا اتجهت المجموعات التي تدعمها تركيا إلى الوحدانية السياسية ومضايقة الأقليات وإقامة إمارة واستقطاب المتشددين، وجعل سوريا مركزاً للحركات المتشددة، فسيكون للأمر جانب آخر، فيما يتعلق بدعم أمريكي أكبر للأكراد وتقوية قواتهم.

قدرات تركيا

وأشار الياسري إلى أن تركيا تمتلك القدرات القوية في الداخل السوري الآن في وقت تعتبر فيه "قسد" محاصرة، بينما تريد الولايات المتحدة تنظيم علاقاتها مع العراق لاستمرار دعم الأكراد، وفي الوقت نفسه تحاول إجراء تفاوض مستمر، بالوصول إلى حل وإطار يكون مرضيا لتركيا، بشرط تحديد حركة "فواعل" تركيا في الداخل السوري وفي صدارتهم "هيئة تحرير الشام"، وفي  الوقت نفسه، عدم إخلال واشنطن بدعم حليفتها قسد.

 ولفت الياسري إلى أن تركيا تتحرك ضمن إطار عام مع الأكراد بصرف النظر عن أن "قسد" أو حركات كردية أخرى مرتبطة بحزب العمال الكردستاني من عدمه، وهو قطع الطريق على أي كيان كردي في ظل توجس أنقرة من كافة التجارب الكردية المحيطة بها سواء السورية الأعمق أم العراقية المسيطر عليها.

وذكر أن هذا يجعل تركيا تقوم بأي إجراء تجاه هذه التجارب لدرجة أنه عندما دعا الزعيم الكردي مسعود بارزاني إلى استقلال إقليم كردستان، تعاونت تركيا مع العراق وإيران لمحاسبة الأكراد وأنشأت فرقاً مشتركة وسمحت بدخول القوات العراقية إلى حدودها للسيطرة على النقاط الحدودية الفيدرالية.

 وتابع أن تركيا تظهر أن الأمر يتعلق بالقضية التركية، ولكن لها مطامع تاريخية بخصوص جزء جغرافي ترى أنه مستقطع منها لاسيما مع وجود حزب الحرية والعدالة الحاكم الذي يرى أنه وريث لـ"الدولة العثمانية" ويعتبر أن الحضور التركي يجب أن يكون قائماً في هذا السياق.

ويرى الخبير الإستراتيجي راغب رمالي، أن هناك ضغطاً كبيراً من جانب تركيا على الولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف الكردي وقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما تنظر إليه الولايات المتحدة بنوع من الترتيب الذي سيكون حاضراً بشكل أعمق مع إدارة ترامب.

وأشار إلى رغبة واشنطن في الوصول إلى حالة من الهدنة الحقيقية بين حلفائها المتحاربين، تركيا والأكراد، حتى لو كانت مؤقتة، لكشف مسار المشهد المستقبلي في سوريا، والذي يتواجد فيه الطرفان بقوة.

 وبين رمالي أن مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح من الجانب الكردي ولكن بوجود وإشراف أمريكي، يأتي حتى يتم تجاوز التصعيد والاستهداف التركي وما يجهز من عمليات ترغب أنقرة من خلالها في إنهاء ما تراه تركيا من تهديد كردي قائم.

 وأشار رمالي إلى أن التحول التركي، الذي سيضع "قسد" في حصار ما بين القوات التركية والفصائل المسلحة التي باتت حاكمة في سوريا بشكل كبير وتسيطر عليها أنقرة بشكل قوي، جاء بمستجدات سيتم النظر إليها من الجانب الأمريكي فيما يتعلق بالمفاتيح التي باتت تمتلكها تركيا مؤخراً.

أخبار ذات علاقة

بعد انسحاب "قسد".. فصائل سورية تسيطر على قرى في الرقة

 وأضاف رمالي أن المؤسسات الأمريكية تعمل بشكل حثيث على عدم تسليم حليفها، (في إشارة إلى "قسد") كفريسة، لاسيما مع ما يظهر من طموح تركي في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى، مدى تشكيل فصائل المعارضة في سوريا التي تسيطر عليها أنقرة بشكل كبير، جانبا من خطورة حول إعادة إحياء تنظيم "داعش" أو تيارات متشددة على طريقته، تستخدمها تركيا بشكل غير مباشر، لفرض سياسات توسعية لها في المستقبل، ولا تكون هناك القوات أو المكون القادر على المواجهة، وهو الدور الذي نجح فيه الأكراد و"قسد" مع تنظيم "داعش" في وقت قريب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات