هيئة البث: جمعية الإنترنت تحذر من موجة واسعة من عمليات الاختراق ضد الإسرائيليين

logo
العالم العربي

"إدارة المخزون".. لماذا تراجع حزب الله عن إطلاق الصواريخ البالستية؟

"إدارة المخزون".. لماذا تراجع حزب الله عن إطلاق الصواريخ البالستية؟
عرض عسكري احزب الله يبدو فيه صاروخ "فجر" الإيرانيالمصدر: أ ف ب
29 أكتوبر 2024، 6:53 ص

 توقف حزب الله منذ أيام عن إطلاق الصواريخ البالستية (طويلة المدى) على إسرائيل، وتحديداً تل أبيب وما حولها؛ ما يدفع للشك، حسب مراقبين، بأن الحزب يحاول تقنين وإدارة مخزونه من هذه الصواريخ التي تمثل "اليد الطولى" للحزب، والتهديد الأكثر خطورة على المدن الإسرائيلية.

ثمة من يربط الأمر بانقطاع الإمدادات التي تصل إلى مخازين حزب الله، أو على الأقل شحها، بعد استهداف إسرائيل عدداً كبيراً من طرق الإمداد القادمة من سوريا، أو عبر تهريبها جواً وبحراً، بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على أجواء لبنان ومياهه.

لكنّ آخرين يرجعون الأمر إلى قلة مخزون الحزب من الصواريخ قياساً بالأرقام التي كان يتم تداولها لوقت طويل، كنوع من "البروباغندا".

فما هي الحقيقة؟ هل استطاعت إسرائيل قطع كل الشرايين التي تغذي مستودعات حزب الله بالسلاح، أم أن الحزب ما زال يحتفظ ببدائل لا ترصدها عين الإسرائيلي، وأيضاً؛ هل يمكن لحزب الله تعويض النقص بتصنيع بعض أنواع الصواريخ، كما تفيد بعض المصادر المقربة من الحزب؟

أزمة في الصواريخ طويلة المدى

يقول مصدر مطلع على القدرات التسليحية لحزب الله، إن الحزب يمتلك حالياً متطلبات القتال الرئيسية، أي الصواريخ والراجمات قصيرة المدى، والسلاح الخفيف للمقاتلين، وصواريخ مضادة للطيران والمدرعات والكثير من الذخائر. وكان ذلك واضحاً من خلال عثور القوات الإسرائيلية على هذه الأنواع "بوفرة" في كل نقطة كانت تدخلها من مخابئ الحزب.

ويوضح المصدر أن الأنواع الأكثر إثارة لمخاوف إسرائيل هي الصواريخ البالستية الدقيقة مثل قادر 1 وقادر 2، وهي من عائلة "فاتح 110". هذه الصواريخ كبيرة الحجم (طول الصاروخ 8 أمتار ويمكن تقسيمه إلى جزأين أو ثلاثة وإعادة تجميعه، ولكن المكونات تبقى كبيرة، فكل جزء منها بطول 3 أمتار مثلاً وقطر 60 سم)؛ ما يصعّب من إمكانية تهريبه أو نقله. 

وأضاف المصدر أن هذه الصواريخ لا يمكن لحزب الله تصنيعها في لبنان، فهي تُصنّع في إيران وفي منشأة مصياف التابعة لإيران في سوريا. وإسرائيل قصفت هذه المنشآت وهي تقصف  كل ما تحاول إيران نقله.

ضغط كبير ومتعدد الجوانب

الخبير السياسي والعسكري اللبناني علي حمادة، يرى أن حزب الله يتعرض حالياً لضغط عسكري كبير ومتعدد الجوانب، فأولاً هناك الضغط الميداني (القتال على الأرض في جنوب لبنان)، ثم هناك الاستهدافات الجوية الإسرائيلية التي تطال كل مكان من لبنان، وصولاً إلى سوريا وضرب المعابر الشرعية وغير الشرعية؛ بما يزيد من صعوبة الإمدادات عبر سوريا.

أكثر من ذلك - يقول حمادة - تستهدف إسرائيل نقاط الانطلاق والعبور في سوريا نفسها، قبل العبور إلى لبنان ، وهذا لم يحصل في حرب 2006.

ويشير الخبير اللبناني إلى أن حزب الله يعمل على قاعدة أن الحرب طويلة ومن ثم عليه أن يدير مخزونه بطريقة صحيحة بما لايفقده المخزون الاستراتيجي بسرعة.

أخبار ذات علاقة

"تابع.. راقب.. دمّر".. هكذا توظف إسرائيل قدراتها لضرب "حزب الله" (فيديو إرم)

 

المخزون "قد ينضب"

وفقاً للمعلومات التي يقدمها حمادة، ثمة مخازن استراتيجية لحزب الله موجودة في سلسلة جبال لبنان الغربية، ولكن الوصول إليها صعب حالياً، لأن طيران الاستطلاع الإسرائيلي يراقب المنطقة كلها، ومن ثم يسهل استهداف هذه الصواريخ.

ويضيف: هذا الضغط الذي يتعرض له الحزب يضعف من قدرته على تنفيذ تهديداته السابقة بإطلاق 5 آلاف صاروخ على إسرائيل يومياً، حيث لم تتعدى أكبر نسبة إطلاق للصواريخ 200 صاروخ قبل عدة أيام.

أما الصواريخ البالستية، فيبدو أن المتوفر منها، وفقاً للمحلل اللبناني، غير كاف، والمخزون الكبير هو للصواريخ قصيرة المدى، وعددها بالآلاف ( تتوزع بين نقطة الحدود وعلى عمق 40 كيلومتراً داخل الأراضي اللبنانية).

ويقدر حمادة عدد الصواريخ الكلي لدى الحزب بـ 40 ألف صاروخ من جميع الفئات، ومعظمها من الفئات القصيرة، وقد جرى إطلاق نحو 10 آلاف منها منذ بداية الحرب في غزة قبل عام.

ولايرجح الخبير حمادة أن يكون مخزون السلاح لدى حزب الله قد شارف على النفاد، لكن في الوقت نفسه يعتقد بأن هذا المخزون قد يتعرض للنضوب إذا استمرت الحرب فترة أطول من المتوقع، خاصة أن التقديرات عن 150 ألف صاروخ لا تبدو واقعية، وفقاً لحمادة "هذا الرقم موجه في إطار الحرب النفسية والدعائية بين حزب الله وإسرائيل".

ويرى حمادة أن تخزين 150 ألف صاروخ في لبنان بمساحته المحدودة هو أمر في غاية الصعوبة والتعقيد؛ لأن تخزين هذا الكم الكبير يحتاج إلى أماكن نائية وأخرى داخل المدن، ويشير إلى أن التخزين داخل المدن مستحيل بهذه الكميات دون أن يلفت النظر، كما أنه لا توجد هناك مساحات كافية ولا مخازن تحت الأرض محصنة في المدن اللبنانية قادرة على استيعاب هذا العدد من الصواريخ.

وفي المناطق المفتوحة - كمايقول حمادة - من الصعب تخزين كل هذه الصواريخ عبر سنوات من دون أن تكون قد كشفت للاستطلاع الإسرائيلي وجواسيس إسرائيل وعملائها، وثالثا للأهالي الذين لا يتعاطون الأمور الأمنية ويلاحظون كل شيء حولهم.

أما بالنسبة لإمكانية تصنيع الصواريخ، فيرى الخبير حمادة، أنه غير ممكن، وقد يكون مستحيلاً، أما تركيب مكونات الصواريخ فهذا ممكن، لأن نسبة كبيرة من هذه الصواريخ تأتي مفككة أصلاً ويجري تركيبها في ورشات ومراكز تابعة لحزب الله في لبنان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات