استبعد الخبير الأمني والعسكري، خالد المطلق، الصدام العسكري المباشر بين تركيا وإسرائيل في سوريا، رغم احتمالية حدوث مناوشات محدودة بين الطرفين.
وعزا ذلك إلى تداخل المصالح الإقليمية والدولية، ووجود قوى كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، قد تسعى لتقريب وجهات النظر ومنع التصعيد، لافتاً إلى إمكانية تدخل دول عربية مثل مصر والأردن أو الأمم المتحدة للعب دور الوساطة في حال تصاعد التوتر بشكل أكبر.
وقال العقيد في الجيش السوري السابق، في حوار مع "إرم نيوز"، إن التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا يعود إلى تعارض المصالح بين الجانبين، وسط تصعيد إسرائيلي وصف بأنه "ناري" ضد الوجود العسكري التركي شمال سوريا.
وأوضح أن تركيا تنظر بقلق إلى التحركات الإسرائيلية، لا سيما الغارات الجوية التي ترى أنها قد تؤدي إلى تصعيد إضافي في المشهد السوري، بينما تعتبر إسرائيل أن دعم تركيا لبعض الفصائل المسلحة في سوريا يشكل تهديداً لأمنها.
وأضاف الخبير العسكري أن تركيا تنظر إلى الدور الإسرائيلي في سوريا بعين القلق والحذر، وتعتبره عاملاً مزعزعاً للاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن هناك 3 أمور تلخص الموقف التركي، أولها أن أنقرة تؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وترفض أي تدخلات خارجية، بما في ذلك التدخلات الإسرائيلية التي تعتبرها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأضاف أن الأمر الثاني هو قلق تركيا من التصعيد العسكري الناتج عن الغارات الإسرائيلية في سوريا، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع وزيادة التوترات في المنطقة.
وتابع بالقول إن المر الثالث هو تشديد تركيا على أهمية مكافحة الإرهاب في سوريا، وأنها ترى أن الغارات الإسرائيلية يجب ألا تصرف الانتباه عن هذا الهدف المشترك للبلدين.
وأشار المطلق إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي في سوريا قد يؤثر على العلاقات التركية الإسرائيلية، خاصة إذا اعتبرت تركيا أن العمليات الإسرائيلية تهدد أمنها القومي أو تتعارض مع مصالحها في المنطقة.
وأكد أن تركيا، بشكل عام، تشدد على أهمية احترام القانون الدولي وسيادة الدولة السورية.
وأوضح المطلق أن الوضع في سوريا معقد ومتداخل نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية، مما يزيد من احتمالية التصعيد.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن تركيا تمتلك وجوداً عسكرياً في شمال شرق سوريا، وهو أمر تعتبره ضرورياً لأمنها القومي ولمنع قيام دولة كردية مستقلة على حدودها الجنوبية.
وذكر أن إسرائيل تنظر إلى حكام سوريا الجدد، وخاصة هيئة تحرير الشام وحلفاءها من تنظيمات الإسلام السياسي، كتهديد وجودي لها، ما يدفعها إلى تنفيذ غارات جوية متكررة لمنع هذه التنظيمات من تعزيز نفوذها وترسيخ وجودها في الحكم.
وبيّن المطلق أن هذا التباين في المصالح يولد احتكاكاً محتملاً بين الطرفين، حيث تُظهر التصريحات المتبادلة بين تركيا وإسرائيل قلق كل طرف من تحركات الطرف الآخر.
ورغم أن هذه التصريحات تزيد التوتر، وفق المطلق، فإنها لا تعني بالضرورة أن صداماً عسكرياً مباشراً أصبح وشيكاً، خصوصاً أن للطرفين مصالح مشتركة قد تدفعهما لتجنب تصعيد كبير.
وأضاف أن وجود قوى دولية أخرى في سوريا، مثل روسيا والولايات المتحدة، قد يلعب دوراً في منع التصعيد، إلى جانب أن البعد الجغرافي بين تركيا وإسرائيل يقلل من احتمالية حدوث صدام مباشر.
واستدرك بالقول إنه في ظل المعطيات، يصعب التنبؤ بمسار الأحداث في سوريا، إلا أن احتمالية حدوث تصعيد بين تركيا وإسرائيل تبقى قائمة. ورغم أن الصدام العسكري المباشر ليس مرجحاً، فإن المناوشات والاشتباكات المحدودة تظل احتمالاً وارداً نتيجة الوضع المتقلب.
