حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث
كشف مصدر عراقي مطلع عن اتخاذ إجراءات مشددة في مطار بغداد الدولي لمنع وصول أي دعم لحزب الله اللبناني، وذلك ضمن توجيهات أمنية جديدة تهدف إلى ضبط عمليات الشحن والمسافرين في المطار.
وقال المصدر لـ"إرم نيوز"، طالبًا حجب اسمه، إن "توجيهات جديدة صدرت بتشديد الرقابة على الأمتعة والحقائب، مع فرض تفتيش يدوي إضافي على بعض الرحلات، إضافة إلى اعتماد أجهزة فحص متطورة لكشف أي مواد غير مصرح بها".
وأضاف المصدر أنه "تمت زيادة التدقيق في الطرود الدبلوماسية والبريدية القادمة والمغادرة، وتفعيل آلية تدقيق مشددة على شحنات البضائع عبر الشحن الجوي، خاصة تلك التي تمر عبر وسطاء أو شركات غير معروفة".
وأشار إلى "وجود متابعة إضافية لمسارات الحوالات المالية والمبالغ النقدية المحمولة من قبل المسافرين، التي يمكن حملها دون تصريح مسبق، مع تدقيق مصدر هذه الأموال إذا تجاوزت الحدود المسموح بها، إلى جانب تعزيز التنسيق مع الجهات المصرفية لرصد أي حوالات مالية مشبوهة مرتبطة بالمطار".
وتأتي هذه الإجراءات ضمن ترتيبات أمنية أوسع تهدف إلى تقليص نفوذ الميليشيات المسلحة في العراق، وقطع أي إمدادات مالية أو لوجستية قد تصل إلى حزب الله اللبناني، خاصة بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، وتغيير النظام في سوريا.
وبحسب تقارير، فإن مطار بغداد الدولي لطالما كان هدفًا للميليشيات العراقية التي سعت إلى فرض نفوذها على مرافقه الحساسة، بهدف تسهيل عمليات نقل الأفراد والمعدات، وضمان سيطرتها على حركة الطيران.
ومنذ الأزمة السورية العام 2011، تحول مطار بغداد إلى نقطة انطلاق بإشراف فيلق القدس والميليشيات المرتبطة به في العراق، حيث تستخدمه إيران، بالتنسيق مع هذه الجماعات، لنقل المسلحين الذين جندتهم من دول عربية وآسيوية، إضافة إلى عناصر قوات "الباسيج"، إلى سوريا واليمن ولبنان، للمشاركة في العمليات العسكرية التي تنفذها هذه الميليشيات في تلك الدول.
وبدوره، ذكر الخبير الأمني حميد العبيدي أن "مطار بغداد بحاجة إلى إصلاح شامل في بنيته الأمنية؛ نظرًا لوجود ثغرات تستغلها جهات غير رسمية لصالح أنشطة غير قانونية؛ ما يستدعي فرض تدابير قوية لضبط حركة الطيران والشحنات".
وأضاف العبيدي لـ"إرم نيوز" أن "من الضروري إنشاء وحدة استخباراتية متخصصة داخل المطار، تكون مهمتها مراقبة النشاطات غير المعتادة، ورصد أي عمليات نقل مشبوهة قد تتم تحت غطاء الرحلات المدنية أو الدبلوماسية، إلى جانب تفعيل نظام تتبع إلكتروني يربط بين عمليات الشحن والمنافذ الحدودية الأخرى لمنع التلاعب في تصاريح الدخول والخروج".
وأشار إلى أن "التوجه الدولي حاليًا يركز على معاقبة الميليشيات وقطع مصادر تمويلها، وأن على العراق أن يثبت التزامه بهذا النهج لحماية مصالحه وتجنب أي تبعات قد تؤثر على وضعه السياسي والاقتصادي".
وبالتزامن مع هذه الإجراءات في مطار بغداد أفادت وسائل إعلام لبنانية، الاثنين، بأن الأجهزة الأمنية اللبنانية بدأت بإخضاع الرحلات القادمة من العراق لتفتيش دقيق، للتحقق من عدم حملها أموالًا مرسلة إلى حزب الله.
وقالت صحيفة "ليبانون ديبايت"، إن "الإجراءات الجديدة تأتي على غرار عمليات تفتيش سابقة استهدفت الرحلات القادمة من إيران، حيث يتم إخضاع الرحلات الجوية القادمة من العراق لتدقيق أمني مشدد، بهدف التحقق من احتمال حملها أموالًا أو أرصدة قد تكون موجهة لدعم حزب الله".
وبنهاية العام الماضي، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرًا تحدث عن خطط إيرانية لنقل أسلحة وأموال إلى حزب لله عبر الجو أو البحر، بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، الذي كان يشكل في السابق حلقة وصل رئيسة لتسهيل هذا الدعم العسكري والمالي.