logo
العالم العربي

اقتحام قاعدة بيت ليد.. هل إسرائيل على أبواب فوضى أمنية؟

اقتحام قاعدة بيت ليد.. هل إسرائيل على أبواب فوضى أمنية؟
اشتباكات بعد اقتحام قاعدة بيت ليد العسكريةالمصدر: (أ ف ب)
30 يوليو 2024، 3:49 م

أثار اقتحام العشرات لقاعدة بيت ليد العسكرية بسبب اعتقال عدد من الجنود المسؤولين عن التحقيق مع أسرى فلسطينيين في سجن "سدي تيمان"، التساؤلات عن إمكانية أن تكون إسرائيل على أبواب الفوضى الأمنية.

وسادت حالة من الفوضى في القاعدة العسكرية، إذ أقدم إسرائيليون ووزراء وأعضاء كنيست على اقتحامها والمطالبة بإطلاق سراح الجنود، وسبق ذلك دعوات من الجنود العاملين في سجن سدي تيمان للإسرائيليين بالخروج بمظاهرات في الشوارع لمنع عملية اعتقالهم.

أخبار ذات علاقة

غالانت متهما بن غفير: منع الشرطة من مواجهة مقتحمي معتقل "سدي تيمان"

 جاء ذلك بعد أن اعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية جنودًا من معتقل سدي تيمان متهمين بارتكاب اعتداء جنسي ضد أسير فلسطيني من غزة، وخضع الجنود للاستجواب لدى المحكمة العسكرية في قاعدة بيت ليد على خلفية تلك الاتهامات. 

وأظهرت مقاطع فيديو عشرات الإسرائيليين يحاولون اقتحام مبنى المحكمة العسكرية لفك احتجاز الجنود، كما اندلعت صدامات بين عناصر الشرطة العسكرية وقوات من وحدة جنود الاحتياط المشتبه في تعذيبهم الأسرى بعد أن حاولوا منع توقيف الجنود للتحقيق معهم.

وأثار الحادث غضب قادة المعارضة الإسرائيلية الذين طالبوا باستبدال حكومة بنيامين نتنياهو. وقال زعيم المعارضة، يائير لابيد، إن اقتحام "سدي تيمان" هو "إجرام حقير وخطير" لأعضاء الكنيست الذين يضعفون الجيش الإسرائيلي ويفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتنا من الداخل.

وأضاف عبر منصة "إكس": "السياسيون الذين تخلوا عن الرهائن والمحتجزين في غزة، وتركوا الأمن، ودمروا المجتمع الإسرائيلي، يدمرون الآن التسلسل القيادي ويقدسون الإجرام والجريمة". وتابع: "البلاد في خطر وجودي إذا لم يخرج هؤلاء من السلطة".

وفي السياق، قال زعيم معسكر الدولة بيني غانتس عبر منصة "إكس": "علينا إزالة المتطرفين من عجلة قيادة السلطة، واستبدال هذه الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا يستطيع توجيهنا بأمان". وتابع: "أعمال العنف التي شهدناها تقودنا للهاوية وتعرض أمننا ووحدة مجتمعنا للخطر".

دعوات للتهدئة والتحقيق

وقال مكتب نتنياهو في بيان: "رئيس الوزراء يدعو إلى تهدئة فورية في سدي تيمان، ويدين بشدة اقتحام قاعدة للجيش الإسرائيلي". طالب وزير الدفاع يوآف غالانت نتنياهو بفتح تحقيق لفحص إمكانية تدخل الوزير إيتمار بن غفير لمنع الشرطة من تفريق مقتحمي مقر الشرطة العسكرية.

ردًّا على ذلك، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس الوزراء بفتح تحقيق مع غالانت لكشف ما إذا ما كانت لديه معلومات عن الهجوم الذي نفذته حركة حماس في أكتوبر/تشرين أول الماضي، ولم يرسل تعزيزات لمنعه.

يرى المختص بالشأن الإسرائيلي أليف صباغ، أن "اقتحام القاعدة العسكرية يمثل إشارة قوية لإمكانية جر الأحزاب اليمينية وجمهورها إسرائيل نحو الفوضى الأمنية". لافتًا إلى أن الحادث غير مسبوق وله العديد من الأبعاد والدلالات.

وقال صباغ، لـ"إرم نيوز": "إن القواعد العسكرية مناطق في غاية الحساسية في إسرائيل، ولها أهمية كبيرة فيما يتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي، واقتحامها بهذا الشكل يؤكد أنه تم بتجاوزات سمح بها الوزير إيتمار بن غفير".

وأضاف: "اليمين الإسرائيلي يعمل منذ تسلمه الحكم لجر إسرائيل نحو الفوضى الأمنية، وذلك في إطار سعيه للسيطرة على الحكم لأطول وقت ممكن، بدعم من الوزراء المتطرفين".

توجهات يمينية

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن "توجهات اليمين الإسرائيلي تنذر بأحداث أمنية خطيرة للغاية خلال الفترة المقبلة"، مرجحًا أن يقدم متطرفون على اقتحام مراكز إسرائيلية حساسة وتنفيذ عمليات إطلاق نار.

قال شلحت، لـ"إرم نيوز": "اقتحام قاعدة بيت ليد رسالة من اليمينيين للقادة العسكريين بالجيش الإسرائيلي بضرورة الالتزام ببرامج الأحزاب اليمينية بائتلاف نتنياهو، وأن لدى هذه الأحزاب قدرة على إثارة الفوضى".

وأشار إلى أن "مشاركة وزراء وأعضاء كنيست ستكون لها أبعاد خطيرة، وستشجع الجمهور اليميني على تنفيذ اقتحامات فردية وجماعية للمؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية"، مبينًا أن الحادثة ستجبر إسرائيل على اتخاذ قرارات صعبة بشأن التوتر الأمني على مختلف الجبهات.

وأضاف شلحت: "بتقديري، ستضطر إسرائيل لتقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاق سياسي مع حزب الله على الجبهة الشمالية. كما أن تكرار مثل هذه الحوادث سيدفع نتنياهو لإبداء مرونة كبيرة تمكن من التوصل لاتفاق مرحلي للتعامل مع الأزمات الداخلية لحكومته".

واختتم: "انتشار الفوضى الأمنية في إسرائيل بالتزامن مع موجة التسليح المنتشرة منذ تسلم بن غفير منصبه الوزاري، قد تكون وصفة للحرب الأهلية بين مختلف الأطراف الإسرائيلية"، مؤكدًا أن ذلك سيؤثر على المنطقة بأسرها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC