أحد الخيارات تشكيل "مجلس قيادة".. حماس تواجه تحديا كبيرا باختيار خليفة لهنية

يمثل اختيار خليفة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، الأربعاء الماضي، واحدًا من التحديات الكبيرة التي تواجه الحركة.

ويرى متخصصون أن "هنية" الشخصية السياسية الأبرز والأكثر تأثيرًا في تاريخ الحركة التي انطلقت العام 1987، وعمل خلال فترة عاصفة.

وقاد تجربة متعثرة ومليئة بالتحديات انتقلت خلالها الحركة للعمل السياسي، بعد أن خاضت تجربة الحكم في قطاع غزة.

 وبحسب المتخصصين، ثمة عوامل تجعل من اختيار خليفة هنية مهمة معقدة، أبرزها التجاذبات الإقليمية التي تؤثر على توجهات قادة الحركة.

إلى جانب ذلك، فإن صعوبة التواصل مع القواعد في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ بفعل الحرب المستمرة، ومع مراكز الثقل العسكري والاقتصادي للحركة التي تتوزع بشكل مركزي في يد عدد من قادة الحركة، يعقّد أيضًا المهمة.

 

 تجاذبات

ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، أن "حماس ستواجه أزمة كبيرة في اختيار خليفة لهنية، خاصة أنه من الشخصيات الاستثنائية التي نجحت في تحقيق التوازن بين جميع حلفاء الحركة، بالرغم من التباينات العميقة بينهم".

 وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "هنية وبسبب تدرجه في المناصب القيادية داخل حماس وقربه من مؤسسي الحركة، نجح بخلق خط سياسي خاص به، حظي على إثره بقبول شعبي ورسمي، وخفف من حدة الانتقادات الدولية والإقليمية للحركة".

 وأشار إلى أن "قيادات حماس الحاليين لا يمتلكون الكاريزما السياسية ذاتها التي كان يتمتع به هنية، ويتبع كل منهم أجندات سياسية مرتبطة بأحد حلفاء الحركة، وهو الأمر الذي سيزيد من وتيرة التدخلات بقرارات الحركة ومراكزها القيادية".

 وتابع: "بتقديري حماس ستعاني، خلال الفترة المقبلة، من محاولات حلفائها الإقليميين التدخل في اختيار خليفة هنية، خاصة إيران التي ترغب في شخصية موالية لها، في حين سيحاول حلفاء آخرون فرض رؤيتهم على الحركة".

ووفق المحلل السياسي، فإن "حماس ستواجه أزمة في سعي عدد من قيادات الحركة وأعضاء مكتبها السياسي الحاليين الحصول على منصب رئيس المكتب السياسي، وهو ما سيكون سببًا في انقسامات كبيرة داخل الحركة".

التوزيع الجغرافي

وبحسب مصدر من حركة حماس، شارك في الانتخابات التي أفرزت المكتب السياسي الحالي لحماس العام 2021، فإن التوزيع الجغرافي في تمثيل قواعد حركة حماس يمثل معوقًا رئيسًا لانتخاب خلف لهنية.

وتسعى الحركة إلى أن تكون مناطق القدس والضفة الغربية والخارج وقطاع غزة، ممثلة بشكل مماثل في المكتب السياسي والمناصب القيادية في الحركة، لكن هذا سيكون مهمة صعبة خلال الفترة الحالية.

 وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لحساسية الأمر لـ"إرم نيوز" إن "اختيار خليفة لهنية من قطاع غزة مهمة مستحيلة، خلال الفترة الحالية، بسبب ظروف الحرب"، مشيرًا إلى أن الفراغ القيادي الكبير الذي خلّفته عمليات الاغتيال الإسرائيلية سيحتاج لإعادة هيكلة المكتب السياسي للحركة بالكامل.

وأضاف: "الخيارات لخلافة هنية ستنحصر بين قادة الحركة الموجودين خارج قطاع غزة حاليًا؛ لأن لديهم هامشًا أكبر من القدرة على الحركة والتواصل".

وأوضح أن "اختيار مجلس يضم قادة من حماس لإدارة الحركة بشكل جماعي دون تسمية رئيس للمكتب السياسي هو أحد الخيارات المطروحة خلال الوقت الحالي"، لافتًا إلى أن ذلك منصوص عليه في حالات محدودة ضمن ميثاق الحركة.

وأقرَّ المصدر بصعوبة إيجاد بديل لهنية، لأنه القيادي الوحيد من أعضاء المكتب السياسي في حماس الذي جمع بين تجربتي العمل الحركي والعمل الحكومي، من خلال شغله منصب رئيس الحكومة الفلسطينية خلال فترة الانقسام الفلسطيني؛ مما أكسبه خبرة واسعة.