عاجل

وزير الصحة اللبناني: ارتفاع حصيلة قتلى الموجة الثانية من الانفجارات إلى 25 

logo
العالم العربي

بوادر صراع وشيك بين الإسلاميين وعبد الفتاح البرهان

بوادر صراع وشيك بين الإسلاميين وعبد الفتاح البرهان
29 مايو 2023، 1:16 م

بدأت بوادر صراع وشيك بين الإسلاميين السودانيين وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان إذ يسعى هؤلاء اليوم للتخلص منه ويعتبرونه متساهلًا أكثر من اللازم، بينما يخوض الرجل منذ ستة أسابيع حربًا على جبهة أخرى ضد نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

في ظل حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثة عقود، هيمن الإسلاميون على السلطة في البلاد وأسسوا شبكة واسعة من المصالح المالية والتجارية والسياسية.

البرهان يجد نفسه وحيدًا في مواجهة الإسلاميين الذين يتهمونه بالتساهل مع قوات الدعم السريع التي كان على علاقة جيدة معها.

وحكم عسكريون السودان مدة 55 عامًا منذ حقق استقلاله قبل 67 عامًا، بحسب ريفت فالي إنستيتوت. ويؤكد هذا المركز البحثي أن "السياسة السودانية مرتبطة ارتباطًا عضويًّا بالعسكريين، والجيش هناك مؤسسة مسيسة".

في العام 2019، عندما اضطر الجيش إلى الإطاحة بالبشير تحت ضغط الشارع، ابتعد الإسلاميون عن الواجهة. وتم حظر حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير ووضع الكثير من المسؤولين في السجن.

واختار الجيش، لتهدئة خواطر الشارع والمجتمع الدولي، "ضابطًا مجهولًا" هو عبد الفتاح البرهان، لوضعه على رأس البلاد، على ما يقول الباحث أليكس دي فول.

"ضمان مكانهم"

وراح البرهان يكثر من التصريحات المناوئة للإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني.

لكن منذ أدى اشتعال الحرب في الـ15 من نيسان/أبريل إلى الفوضى في السودان وإلى هرب قادة من النظام السابق من السجون، ظهر المؤتمر الوطني مجددًا ليعلن دعمه للجيش في مواجهة قوات الدعم السريع التي يتزعمها دقلو.

ويقول عثمان ميرغني رئيس تحرير يومية التيار المستقلة "الإسلاميون يستثمرون في الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد ليضمنوا وضعًا ما، في التسوية السياسية المقبلة".

وتجلَّت عودتهم بقوة عندما وجَّه البرهان الجمعة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطلب فيها تغيير موفده إلى السودان فولكر بيرثيس.

وقال البرهان إن الموفد الأممي صار "طرفًا وليس وسيطًا" في السودان واتهمه بارتكاب "تدليس وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية؛ ما "شجَّع"، وفقًا له، دقلو على "شنّ العمليات العسكرية".

وكان الإسلاميون يعترضون على المبعوث الأممي ويتظاهرون منذ أشهر للمطالبة باستبداله.

لكن ميرغني يؤكد أن البرهان ليس سوى "قطعة شطرنج في السياسة السودانية، فهو لا يمثل تيارًا سياسيًّا لكن دوره يرتبط بوظيفته كضابط بالقوات المسلحة".

ويشير أليكس دي فال إلى أن البرهان "يواجه عوائق عدة".

"المهمة انتهت"

ويرى أمير بابكر رئيس تحرير موقع مواطنون المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، أن البرهان "خلق علاقة مع الإسلاميين لتحقيق طموحه في الحكم".

وعلى الرغم من محاولته "إظهار الابتعاد عنهم إلا أنه استجاب لضغوطهم بسبب وجودهم في الأجهزة الأمنية ونفذ انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر" 2021، وفقًا له.

قام البرهان بالانقلاب قبل بضعة أسابيع من الموعد المحدد لتسليم السلطة إلى المدنيين. وسمح ذلك أيضًا بتجميد أنشطة لجنة تفكيك شبكات نظام البشير وإمبراطوريته الاقتصادية.

واضطر أخيرًا إلى طلب تغيير موفد الأمم المتحدة.

وقال محلل عسكري طلب عدم كشف هويته، "الإسلاميون لديهم وجود في المؤسسة العسكرية عملوا عليه منذ وصولهم إلى السلطة في انقلاب البشير العام 1989" .

وتابع "حاول البرهان إبعاد بعضهم ولكنه في الوقت ذاته أبقى على البعض الآخر".

اليوم يجد البرهان نفسه وحيدًا في مواجهة الإسلاميين الذين يتهمونه بالتساهل مع قوات الدعم السريع التي كان على علاقة جيدة معها عندما عمل ضابطًا في منطقة وسط دارفور العسكرية خلال سنوات الصراع الذي اندلع في الإقليم الواقع غرب البلاد عام 2003.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC