"عنصر جديد يدخل المشهد".. إسرائيل تكشف عن تغيير خطتها في غزة

أعلن مسؤول إسرائيلي أن تغييرات كبيرة طرأت على خطة إسرائيل للسيطرة المدنيّة على قطاع غزة، وإيجاد بديل لحركة حماس، وملء الفراغ الذي تتركه تحت الضغوط الإسرائيلية، من خلال إدخال عنصر جديد يتولى توزيع المساعدات الإنسانية. 

ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" المقربة من رئيس الوزراء نتنياهو عن المسؤول الإسرائيلي قوله، إن الأمر لا يتعلق بشكل مباشر بالتخلص من رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، بل كان يتبلور بين واشنطن وتل أبيب على خلفية المساعدات الأمريكية المنوّعة العسكرية والاقتصادية مقابل التخفيف على الفلسطينيين في غزة، وتوزيع المساعدات الإنسانية وعدم استخدام سلاح التجويع ضدهم.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بلور فكرة جديدة حول كيفية إبعاد حركة حماس عن توزيع المساعدات الإنسانية، وعدم إدخال جنود الجيش الإسرائيلي في هذه المهمة بشكل مباشر مع الفلسطينيين، كما كان مخططاً.

شركات أمريكية خاصة

ويعترف المصدر لـ"يسرائيل هايوم" بأن المحاولات السابقة لتوزيع الإمدادات الإنسانية على غزة عبر العشائر ومنظمات الإغاثة الدولية قد واجهت صعوبات، بخلاف عدم واقعية خيار الجنود، وقال إن إسرائيل تدرس الآن فكرة إدخال عنصر جديد، عرفوه بالشركات الأمريكية الخاصة لتكون مسؤولة عن إدخال المساعدات من المعابر مع إسرائيل وتوزيعها في التجمعات المدنية في القطاع.

وبحسب هذا النموذج المقترح، الذي تم فحصه دون إشارة مباشرة إلى تنفيذه على أرض الواقع فعلياً، سيكون الجيش الإسرائيلي فيه مسؤولاً عن الجانب الأمني والسلامة وفق تعبير المصدر الإسرائيلي، حتى لا تقوم عناصر حركة حماس بإيذاء موظفي الشركات الخاصة الأمريكية، لكن الجنود لن يكونوا هم من ينفذون التوزيع الفعلي للأغذية، كما كان مقرراً سابقاً.

ولم يوضح المصدر الإسرائيلي ما إذا كانت الفكرة قد عُرضت على الجانب الأمريكي، ورد فعله. لكن فيما لو تم تنفيذها ميدانياً، يكون قد وافق الأمريكان بالفعل، رغم أنهم يتحدثون عن دخول السلطة الفلسطينية للقطاع، وهذه الفكرة الإسرائيلية تقطع الطريق على السلطة.

واشنطن تنتقد سلاح التجويع

وركزت إسرائيل خلال الأشهر الماضية على خفض بل منع الإمدادات التي تدخل إلى شمالي قطاع غزة عبر المعابر الإسرائيلية، الأمر الذي جعل من الصعب على حركة حماس الحفاظ على سيطرتها المدنيّة في المنطقة، لكن اضطرت الولايات المتحدة لانتقاد سلاح التجويع بعد رصده من قبل العديد من المنظمات الأممية والدولية.

وتدرك إسرائيل أن تفكيك سيطرة حركة حماس المدنيّة في قطاع غزة بشكل عام والإمدادات القادمة من العالم ككل هو مفتاح تحقيق أهداف الحرب، وتحييد الحركة وقطع أواصر العلاقة بينها وبين المجتمع الغزّاوي، وبداية انهيار اجتماعي بعد الانهيار العسكري الذي تحدّث عنه المصدر الإسرائيلي.

ويوضح المسؤول الإسرائيلي أن القضاء على السنوار لن ينهي الحرب، وأضاف أن "الأهداف لم تتحقق بعد، وأن حركة حماس لا تزال تتمتع بقوة عسكرية في القطاع، وسيطرة مدنية، و101 رهينة بحاجة للعودة إلى إسرائيل.