الجيش الإسرائيلي: مسلحان عبرا من الأردن نفذا هجوما على نقطة حدودية قرب البحر الميت

logo
العالم العربي

بعد استخدام قاذفة الشبح في اليمن.. المنطقة تقترب من "لحظة الحقيقة"

بعد استخدام قاذفة الشبح في اليمن.. المنطقة تقترب من "لحظة الحقيقة"
طائرات الشبح الأمريكيةالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 4:11 م

بعد أن استخدمت الولايات المتحدة القاذفات الإستراتيجية الشبحية من طراز "B-2 Spirit"، في ضرب مواقع لميليشيا الحوثي اليمنية، تبدو المنطقة وقد اقتربت من لحظة الحقيقة أكثر من أي وقت مضى.

وجاء استخدام تلك القاذفات وسط تزايد المخاوف الأمريكية والإسرائيلية حول مدى اقتراب إيران من بناء  القنبلة النووية الأولى، وبالتالي إما أن تمضي إيران نحو بناء سلاحها النووي، متحملةً ما سيرافق ذلك من مخاطر، أو أن ينتصر الجناح الإيراني المعتدل المتمثل بالرئيس مسعود بزشكيان، ومستشاره للشؤون الإستراتيجية جواد ظريف، وتعقد إيران صفقة مع الولايات المتحدة.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام برنز، خلال منتدى "Cipher Brief" الأمني الأمريكي، إن إيران تحتاج إلى حوالي أسبوع واحد فقط لبناء القنبلة النووية.

 وفجر اليوم الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "CENTCOM"، في بيان، تنفيذ ضربات جوية ضد ما وصفته بمواقع محصنة تحت الأرض تضم أسلحة تقليدية متقدمة استخدمت في استهداف السفن التجارية والحربية الأمريكية والدولية المبحرة في البحر الأحمر، وباب المندب. 

واللافت في البيان الأمريكي هو الإشارة إلى استخدام القاذفات الإستراتيجية الشبحية من طراز "B-2 Spirit". 

واختتم البيان بالإشارة إلى قدرة هذه القاذفات الشبحية على الضرب حول العالم "عند الضرورة، وفي أي وقت، وأي مكان". 

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان، إن الضربة هي "عرض لقدرات الولايات المتحدة الهجومية العالمية التي يمكن أن تعمل في أي وقت، وفي أي مكان". 

وأضاف: "لن تتردد الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات لحماية الأصول الأمريكية، ومنع الهجمات على المدنيين وشركائنا في المنطقة". 

البيانات الأمريكية تشير إلى أن الضربة الأمريكية لليمن، تتضمن رسائل مهمة أكثر من كونها ناجمة عن اعتبارات عسكرية تقنية.

القاذفة "B-2"

ودخلت القاذفة الإستراتيجية الشبحية "B-2" إلى الخدمة في تسعينيات القرن الماضي، وصنع منها 21 طائرة فقط، بمتوسط تكلفة تبلغ ملياري دولار للطائرة الواحدة. 

ورغم الحجم الكبير للقاذفة التي تستطيع حمل 31 طنًا من القنابل، فإنها أكثر شبحية من أي طائرة شبحية أخرى، بمعنى أن بصمتها الرادارية هي أصغر حتى من البصمة الرادارية لمقاتلات "F-22" و"F-35". 

ويتطلب الحفاظ على القدرات الشبحية لهذه الطائرة مواقع خاصة تحفظ مستويات الحرارة والرطوبة، لهذا لا تنطلق هذه القاذفات إلا من قاعدة "ويتمان" الأمريكية في ولاية ميزوري، ولا تستخدمها الولايات المتحدة إلا فيما ندر.

ويمكن اعتبار الاستخدام الأخير لهذه القاذفات في اليمن، السادس من نوعه بعد استخدامها في الحملة الجوية لحلف الناتو العام 1999، وفي غزو أفغانستان العام 2001، وفي غزو العراق العام 2003، وفي عملية تطبيق الحظر الجوي في ليبيا العام 2011، وضد تنظيم داعش في ليبيا العام 2017. 

الاستخدامات الأربعة الأولى كانت ضمن عمليات عسكرية مكثفة نفذتها الولايات المتحدة، وانتهى كل منها بتغييرات سياسية كبرى، أما الضربة في العام 2017 ضد تنظيم داعش، فقد أعلن وقتها أنها كانت ضرورية لإحباط هجمات مسلحة للتنظيم المتشدد في أوروبا. 

لكن الوضع في اليمن لا يبدو أنه يستدعي مثل هذا الاستخدام لهذه القاذفة، خاصة أن ميليشيا الحوثي في اليمن لم تقم في الأيام أو الأسابيع الأخيرة بأي تغيير استثنائي في وتيرة أو طبيعة عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، أو حتى ضد إسرائيل.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك، حاليًا، 19 طائرة فقط من هذا النوع في الخدمة، إلا أن هذه الطائرة تستطيع لعب دور محوري في العمليات الجوية، والمثال الأشهر في العملية الجوية لحلف الناتو في صربيا العام 1999، والتي استمرت 78 يومًا. 

ففي تلك العملية نفذت قاذفات "B-2" حوالي 50 طلعة جوية فقط، من أصل 34,000 طلعة جوية لحلف الناتو، إلا أنها ألقت 20% من كل القنابل الجوية، وكانت مسؤولة عن ضرب ثلث أهداف القصف الجوي الإستراتيجي في المواقع الصربية.

إن هذه التفاصيل تؤكد الأهمية الاستثنائية لاستخدام هذه القاذفات في اليمن فجر اليوم الخميس. 

كما أن توقيت الضربة في اليمن لافت، إذ يأتي بعد أن نقلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وعبر 12 طائرة شحن جوي ثقيلة، واحدة من 7 بطاريات تمتلكها من طراز "THAAD" للدفاع الجوي البعيد المدى، والتي انتشرت قتاليًا، يوم أمس الأربعاء، في إسرائيل. 

كما تأتي الضربة أيضًا بعد إرسال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رسالة إلى الكونغرس، في 15 أكتوبر/تشرين الأول، حول التطورات في الشرق الأوسط، متعهدًا بأن تبقى القوات الأمريكية منتشرة في المنطقة لحماية مواطني ومصالح الولايات المتحدة من هجمات إيران والميليشيات التابعة لها، ولمتابعة دعم إسرائيل. 

وفي ضوء هذه التطورات، يصبح من الأدق اعتبار استخدام القاذفة "B-2" رسالة إضافية من الولايات المتحدة، أكثر من كونه تعبيرًا عن متطلبات عملياتية.

أخبار ذات علاقة

"يسرائيل هيوم": استخدام أمريكا لأقوى قاذفة باليمن "رسالة مباشرة" لإيران

 

الرسائل لإيران

إن استخدام هذه القاذفة هو رسالة واضحة لإيران، وذلك نتيجة عاملين اثنين على الأقل، الأول أن هذه القاذفة هي القاذفة الإستراتيجية الشبحية الوحيدة في الخدمة، حاليًا، لدى الولايات المتحدة، والتي يمكن استخدامها لضرب المواقع النووية الإيرانية الأكثر تحصينًا. 

ففي ولاية الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ومع رصد الولايات المتحدة إنشاء إيران مواقع محصنة بشكل غير مسبوق تحت الأرض، وتحت الخرسانة المسلحة، لعل أشهرها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، تم تطوير قنبلة خاصة للتعامل مع هذه المنشآت.

وحملت القنبلة الجديدة الخارقة للتحصينات اسم "GBU-57A/B MOP"، وتزن حوالي 13.6 طن، علمًا بأن أثقل قنبلة خارقة للتحصينات استخدمتها الولايات المتحدة كانت بزنة 2.3 طن فقط، وهي القنبلة "GBU-28" التي طورت لضرب المواقع العراقية المحصنة في "عاصفة الصحراء".

وتستطيع القنبلة "GBU-28" اختراق 6 أمتار من الخرسانة المسلحة، بينما تستطيع "GBU-57" اختراق أكثر من 60 مترًا من الخرسانة المسلحة.

أما العامل الثاني، فهو أن قاذفات "B-2" انطلقت في كل عملياتها القتالية من الأراضي الأمريكية في رحلات جوية استغرق أطولها 43 ساعة طيران متصلة. 

كما انطلق الهجوم الأخير على اليمن، بحسب الإعلام الأمريكي، من الأراضي الأمريكية، في رسالة مفادها أن هذه القاذفات انطلقت من الولايات المتحدة إلى اليمن، وعادت دون أن يتوافر أي مؤشر على استخدامها، و دون أن تضطر الولايات المتحدة لطلب الاستعانة بالقواعد الجوية للحلفاء في الشرق الأوسط، والأهم، دون الاضطرار إلى المرور بالمجال الجوي لأي منهم. 

هذه التفاصيل تأتي بعد أن دأبت إيران، خلال الأسبوعين الأخيرين، على تحذير دول المنطقة من عواقب السماح باستخدام مجالها الجوي لتنفيذ عمليات هجومية ضد المواقع الإيرانية.

وتأتي تلك الرسائل لإيران بعد أن أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 14 أكتوبر/تشرين الأول، تعليق المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان، وذلك إلى حين تجاوز ما وصفه بالأزمة الحالية، في إشارة إلى ترقب إيران للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير على تل أبيب.

وتشير التسريبات الأمريكية والإسرائيلية إلى أن إسرائيل قررت تجنب ضرب المنشآت النووية الإيرانية هذه المرة، مع احتمال ضربها في المرة المقبلة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC