بدء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في مسقط
تتسارع الأحداث في سوريا، بينما تتجه الأنظار في لبنان نحو الحدود الشمالية، وسط مخاوف من تقدم "هيئة تحرير الشام" والفصائل الموالية لها، نحو الحدود؛ مما قد يشعل معركة جديدة مع عناصر "حزب الله" الموجودين في العديد من القرى الحدودية الشمالية.
أحمد العرب وهو موظف سابق في الأمن العام اللبناني، قال إن المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا لها خصوصية تميزها عن باقي حدود لبنان، فهذه الحدود متداخلة بطريقة غريبة، فالعديد من القرى اللبنانية تقع في الداخل السوري ويوجد قرى مشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى وعورة الممرات مما يسهل تحويلها إلى معابر غير شرعية بين البلدين، وهو ما دفع "حزب الله" إلى تعزيز حضوره في هذه المنطقة بشكل كبير.
ويضيف العرب لـ"إرم نيوز" أنه ومن خلال خدمته في تلك المنطقة ولفترة طويلة يستطيع التأكيد أنه إذا لم ينتشر الجيش اللبناني في هذه المنطقة خلال هذه الفترة، فإن مخاطر كثيرة قد يتعرض لها المئات من السوريين واللبنانيين، وخاصة إذا قررت هيئة تحرير الشام التقدم نحو المنطقة الحدودية؛ مما سيؤدي من دون شك إلى الاشتباك مع عناصر الحزب وأهالي المنطقة كونهم موالين تماما للحزب ويختلفون عقائديا بشكل مطلق مع عقيدة الهيئة.
ويشير العرب إلى أن التواجد الأمني اللبناني في تلك المنطقة يقتصر على موظفي الأمن العام المكلفين بإجراءات التأشيرات، بالإضافة إلى مجموعات من الجيش اللبناني المكلفين بتأمين المعابر الحدودية الشرعية، وعددهم لا يُمكّنهم من التدخل لمنع أي تعديات أو اشتباكات قد تحصل.
الخبير العسكري يحيى محمد علي، يقول إن الجيش اللبناني بدأ فعلا ومنذ اتساع رقعة المعارك في سوريا بمراقبة الأوضاع والتجهز للانتشار في مناطق توتر متوقعة عند الحدود الشمالية؛ خوفا من قيام هيئة تحرير الشام بالتقدم نحو الحدود، ومحاولة التقدم داخل الأراضي اللبنانية.
ويضيف الخبير العسكري لـ "إرم نيوز" أن التطورات الطارئة في الشمال اللبناني تأتي في وقت يحتاج فيه الجيش كل طاقته للانتشار جنوبا لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومن ثم فإنه إذا قرر تأمين الحدود الشمالية فسيحتاج على الأقل لخمسة آلاف جندي للتمركز في نقاط مراقبة للتدخل عند الحاجة.
وقال إنه حتى لو تم تأمين هذا العدد فإن الحاجة ستكون للدعم اللوجستي والتقني وهو ما يعاني منه الجيش في الوقت الحالي، ولفت إلى أن انتشار الجيش جنوبا، وشمالا سيزيد الضغط على باقي القوى الأمنية التي سيكون عليها تغطية الأمن الداخلي في قطاعات كانت بعهدة الجيش أمنيا.
ويشير محمد علي إلى أن اهتمام قيادة الجيش بهذه المنطقة يرجع إلى خلفية سياسية أيضا؛ فتقدم هيئة تحرير الشام قد يؤدي إلى صدامات مباشرة مع عناصر "حزب الله"؛ مما سيعيد مسألة سلاح الحزب إلى الواجهة مجددًا بعد انخفاض حدته بعد وقف إطلاق النار جنوبا، وهو أمر، لبنان بغنى عنه، في الوقت الحالي.
وأضاف أن الجيش اللبناني لديه بعض نقاط المراقبة على طول الحدود، لكنها لا تكفي بسبب طول الحدود الممتدة لمسافة 378 كيلومترا، منها 110 كيلومترات تعد تحت الخطر؛ بسبب الأوضاع السورية وتمتد من العريضة إلى وادي خالد، يضاف إليها منطقة القصير ومحيطها.