4 غارات أمريكية على مواقع للحوثيين شمالي صنعاء
ذهب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن إيران، بعد النكسات، ترى في وقف إطلاق النار في لبنان فرصة لإعادة تجميع صفوفها، والحفاظ على ما تبقى من ميليشيا حزب الله.
وفي حين قالت إيران إن وقف القتال يُعد انتصاراً لميليشيا حزب الله، لكن وراء الكواليس، عمل المسؤولون بهدوء من أجل وقف إطلاق النار لوقف خسائر المجموعة، كما قال دبلوماسيون، وهو اعتراف ضمني بالضرر الذي ألحقته إسرائيل بمنظمة أساسية لاستراتيجية الردع التي تتبعها طهران.
تخفيف الضغوط
وبحسب الصحيفة، خفّف وقف إطلاق النار هذا الأسبوع بين إسرائيل وميليشيا حزب الله في لبنان بعض الضغوط، على الأقل مؤقتاً، التي كانت تتراكم على الراعي الرئيس للميليشيا المسلحة؛ إيران.
ولأكثر من عام، عانت إيران من التوترات المتصاعدة التي أطلقتها الحرب في غزة، حيث تقاتل إسرائيل حركة حماس، الحليفة الأخرى لطهران.
وقد تعاملت إيران في بعض الأحيان مع إسرائيل بشكل مباشر، بما في ذلك في ضربات متبادلة، على الرغم من أنها ظلت عموماً خارج المعركة؛ ما سمح للميليشيات المتحالفة معها بمواصلة الهجوم.
وتابعت الصحيفة، لكن بمجرد أن تفجر الصراع الهادئ بين إسرائيل وميليشيا حزب الله وتحوّل إلى حرب، ونجحت إسرائيل في القضاء على القيادة العليا للحزب، تصاعدت الضغوط على إيران بشكل كبير، وقد قُتل أحد قادتها في غارة سبتمبر/ أيلول التي استهدفت زعيم حزب الله، حسن نصر الله.
ثم في أكتوبر/ تشرين الأول، نفّذت إسرائيل عدة غارات جوية استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ومنشآت إنتاج الصواريخ، وهي العملية التي أجبرت القادة الإيرانيين على الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وفقاً لدبلوماسيين غربيين وإقليميين مطلعين على المحادثات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم؛ لأنهم غير مخولين بمناقشة الاتصالات الحساسة.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين اقترحوا منذ أشهر أن البلاد قد تعيد النظر في حظرها على الأسلحة النووية وتختار قنبلة لاستعادة الردع؛ ما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين، إلا أن ما سيفعله القادة الإيرانيون بعد ذلك يمكن أن يحدد المرحلة التالية من الصراع مع إسرائيل.
مع الأخذ يعين الاعتبار أن الخط الرسمي الإيراني يبرز وقف إطلاق النار كنصر واستعراض لقوة ميليشيا حزب الله العسكرية.
تقييم الخسائر
وأكدت الصحيفة أن الواقع على الأرض في لبنان أكثر قتامة بكثير. حيث لا تزال ميليشيا حزب الله تحصي قتلاها، وقد دمرت الحرب مدنهم وقراهم.
وبحسب البنك الدولي تُقدر الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان بسبب الحرب بنحو 8.5 مليار دولار.
ولهذا السبب، يُتيح وقف إطلاق النار لإيران بعض الراحة؛ حيث يمكنها تقييم خسائر ميليشيا حزب الله، والبدء في إعادة بناء الحركة وربما إعادة تقييم استراتيجيتها الإقليمية للردع، التي اعتمدت بشكل كبير على المجموعة اللبنانية، والتي كانت ذات يوم أقوى الميليشيات المتحالفة مع طهران.
وخلصت الصحيفة إلى أن ما فعلته إيران هو اغتنام الفرصة للحفاظ على ما تبقى من ميليشيا حزب الله.
ونبهت إلى أن إيران ليس من الواضح ما إذا كانت تمتلك الموارد اللازمة لإعادة تأهيل مساحات واسعة من لبنان؛ بسبب العقوبات الأمريكية والدولية.