روبيو: نأمل بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في السودان
سارة عيسى
تباينت الآراء بشأن التدخل التركي العسكري في سوريا، خاصة فيما يتعلق بتأثيره على الأكراد والمشهد السياسي الإقليمي، حيث يرى البعض أن تركيا تستخدم فصائل المعارضة المسلحة لتحقيق أهداف أمنية وسياسية تهدف إلى القضاء على التهديد الكردي، وضمان استقرار أمنها القومي.
في المقابل، تشير تحليلات أخرى إلى أن الأكراد كانوا يؤدون دورًا وظيفيًا مرتبطًا بمصالح دولية انتهت، ما يفسّر الدعم غير المباشر لتركيا في عملياتها العسكرية ضدهم.
ورغم الاتفاق على أن هذا التدخل سيزيد من تعقيد الأزمة السورية، تختلف الآراء حول تداعياته على استقرار المنطقة، ومستقبل الأكراد كجزء من التركيبة السياسية السورية.
وقال الباحث في شؤون الحركات "الجهادية والإرهاب الدولي"، منير أديب، إن ما تقوم به فصائل المعارضة المسلحة داخل الخلفية الإسلاموية يأتي بإرادة تركية، خاصة أن لديها مشكلة مع الأكراد.
بحسب أديب، فإن تركيا تدعم هذه الفصائل بهدف القضاء على الأكراد الذين يمثلون خطرًا على الأمن القومي التركي، وفق قوله.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن تركيا تشن حملة على الأكراد وستدفع بثقلها، بما في ذلك الفصائل السورية، للتعامل مع المكون الكردي، على الأقل برفض تشكيله في الحكومات السورية المقبلة وإرغامه على تنفيذ المطالب التركية التي وصفها بأنها غير منطقية.
وأوضح أديب أن هذا العمل العسكري التركي يأتي في سياق تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية تصب في ضمان أمنها القومي من خلال القضاء على الأكراد، مؤكدًا أن تداعيات هذه المعركة ستؤثر على الاستقرار الداخلي في سوريا، وستؤخر إمكانية الوصول إلى حكومة مركزية مستقرة.
كما أشار إلى أن ذلك سيؤدي إلى اتساع المرحلة الانتقالية، مما قد يُغرق سوريا في الفوضى لسنوات، مشبهًا الوضع بما حدث في ليبيا والعراق. مبينًا أن أي تصعيد عسكري في هذا الاتجاه سيؤدي إلى تعقيد المشهد السوري وقد يُحدث تغييرات إقليمية.
وقال إن أي تغيّر إقليمي يؤثر على الوضع السوري ككل، مشددًا على ضرورة التعامل بوضوح مع النظام السياسي المقبل في سوريا. وذكر أن من حق السوريين أن يختاروا نظامهم السياسي ويحكموا أنفسهم، داعيًا إلى وجود حكومة مدنية تعبّر عن جميع السوريين.
وتابع أن تركيا لها تجارب في التعامل مع التنظيمات الإسلامية بهدف القضاء على الأكراد.
وأشار إلى أن المرشح الرئاسي والرئيس الأمريكي المرتقب دونالد ترامب، لأسباب سياسية خاصة به، يدعم تركيا في هذا السياق، ويمنحها الضوء الأخضر للتعامل مع الأكراد. وأضاف أن لعبة المصالح السياسية تحكم المشهد، وأن هذا في النهاية سيؤدي إلى انهيار سوريا بشكل كبير.
ودعا إلى تقديم المصالح العليا والاستقرار الحقيقي على أية مصلحة تريدها أي دولة، محذرًا من أن الوضع سيظل معقدًا وصعبًا إذا لم يتم ذلك.
من جهة أخرى، يرى المحلل السياسي هيثم بكار أن ورقة الأكراد قد احترقت أمريكيًا، مؤكدًا أن الأكراد تاريخيًا يؤدون دورًا وظيفيًا ينتهي بانتهاء المصلحة، وهو ما يفسّر الحملة العسكرية التركية ضدهم في عين العرب (كوباني) أولًا، ومن ثم في مناطق سيطرتهم في الشرق السوري. مضيفًا أن المستفيد الأكبر من ذلك هو تركيا، بحسب قوله.
وأشار بكار في تصريح لـ "إرم نيوز" إلى أن هذه المعركة على المسار السياسي تشير إلى اتجاه عام لحل أي دور عسكري للأكراد والإبقاء عليهم كمكون كردي ضمن سوريا، لكنه أوضح أنه لن يكون من السهل أن تتخلّى الفصائل الكردية عن مكتسباتها أو تحل سلاحها بسهولة بعد كل هذه السنوات.
وأكد أن الفترة المقبلة قد تشهد المزيد من المواجهات العسكرية، مشيرًا إلى أن الغلبة ستكون لصالح الطرف التركي.