logo
العالم العربي

في اليوم التالي للحرب.. ما مستقبل قطاع غزة تحت زعامة السنوار؟

في اليوم التالي للحرب.. ما مستقبل قطاع غزة تحت زعامة السنوار؟
يحيى السنوار خلال خطاب سابق في غزةالمصدر: (أ ف ب)
09 أغسطس 2024، 3:04 م

رغم أن الوقت ما زال مبكرًا للحديث عن اليوم التالي لإنهاء الحرب على غزة، توالت التساؤلات حول مستقبل القطاع الفلسطيني بعد اختيار يحيى السنوار لمنصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران.

وتساءلت الكثير من الأوساط عن مدى تأثير وجود هذا الرجل في منصبه الجديد رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، في حال وقف إطلاق النار وإتمام هدنة تتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، وانعكاس ذلك على مستقبل القطاع ومن فيه من مدنيين.

ذريعة للإسرائيليين 

وقال محللون سياسيون، إن اختيار السنوار لهذا المنصب يزيد من صعوبة التوصل لحلول سلمية، ويقدم الذريعة للإسرائيليين لمواصلة الحرب، لافتين إلى أنه إذا تم التوصل إلى اليوم التالي لإنهاء الحرب، فلن يكون مرحبًا بالسنوار وحركة حماس داخل القطاع.

ويستبعد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور رمضان أبو جزر، أن يكون هناك أي دور لحركة حماس أو السنوار في اليوم التالي للحرب، علمًا أن الواقع الحالي يقول إن غزة انتهت، ويصعب إعادة إعمارها، ولا يوجد أي أفق للحديث عن يومٍ تالٍ في ظل سعي إسرائيل لتوسيع دائرة الحرب التي تعدت محيط قطاع غزة.

ويؤكد أبو جزر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن اختيار السنوار يؤزّم الوصول إلى أي حلول سلمية، ويصعب الحياة على النازحين والمهجرين، وبالتالي لن يكون مرحبًا به هو أو حركة حماس في إدارة قطاع غزة، إذا جاء اليوم التالي للحرب.

وفسر أبو جزر هذا المشهد، بالقول إنه في حال كانت نهاية الحرب عبر انسحاب أحادي من جانب إسرائيل، مع وضع كارثي وصل إليه القطاع وسكانه، فإن حماس ستتحمل المسؤولية الكبيرة أمام الشعب الفلسطيني عما حدث، وإذا تم عبر الاتفاق، سيتضمن بنودًا أهمها أن السنوار شخصية موضوعة على قوائم الإرهاب الدولي في أمريكا وبلدان أوروبية عديدة، ومعظمها دول مانحة تساهم في إعادة إعمار غزة.

وتابع: "حماس والسنوار لن يكونوا مقبولين سواء إقليميًّا أو دوليًّا، إلى جانب الضغط الكبير من الشارع الفلسطيني، الذي يحمّل السنوار مسؤولية المصير الأسود الذي وصل إليه القطاع على أيدي الحركة، من خلال مغامرة 7 أكتوبر لعام 2023، ونتائجها الكارثية على الفلسطينيين". 

aaca3ca1-19eb-4a6e-b699-7bd42009a27d

إطالة أمد الحرب

من جانبها، ترى الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، أن الحالة باتت معقدة مع تشابك القضية بشكل أصعب، عقب اختيار السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، في ظل استغلال الإسرائيلين لذلك كـ"ذريعة" في استمرار الحرب على القطاع، واستكمال سياسة الاغتيالات والتمادي فيها، ولا سيما أن السنوار في صدارة تلك الأهداف.

 وقالت حداد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن المشهد القادم ما زال طويلًا للوصول إلى ما يسمى بـ"اليوم التالي" للحرب على غزة، في ظل تمسك "تل أبيب" بإطالة أمد الحرب، حتى يحقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأهداف التي يراهن عليها، ولا سيما أن استمرار الحرب يدعم وجوده في منصبه السياسي في ظل المأزق المتعلق بالجرائم التي مارسها في غزة.

 وأشارت حداد إلى أن اختيار السنوار لهذا المنصب يذهب إلى استمرار الحرب والأعمال القتالية من جانب إسرائيل، حتى يتم القضاء على حماس، ومع وجوده على رأس الحركة، لن تسمح إسرائيل بإتمام أي مفاوضات، وإذا تم تحريك التفاوض عبر مرحلة أولى، ستكون العرقلة من جانب نتنياهو في أي من المراحل المتقدمة للمفاوضات، مما يمنع الوصول لصفقة تسمح بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.

أخبار ذات علاقة

صحيفة: اختيار السنوار يعقد جهود الوساطة

غلق أبواب التفاوض

ويوضح المتخصص في الشأن الفلسطيني، مصطفى عامر، أن اختيار السنوار يزيد من غلق أبواب أي تفاوض حول وقف إطلاق النار.

وقال عامر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن اختيار السنوار يعتبر بمثابة تحقيق أكثر مما كان يتمناه نتنياهو لتكون ذريعة مكتملة الأركان لإطالة أمد الحرب على غزة، وفرض الواقع الذي تريد إسرائيل استمراره في القطاع.

وأكد أن تولي السنوار لهذا المنصب في حماس، يمنح نتنياهو الفرصة لتحويل ادعاءاته أمام الدول الغربية بشأن الحرب إلى حقيقة؛ مما يهيّئ له استمرار الحرب بحجة حماية أمن إسرائيل، بل ومن الممكن أن يقدم نفسه على أنه لا يسعى للحرب، وأنها مفروضة عليه في ظل شكل ومحتوى ملف السنوار، الموضوع على طاولة الدول الغربية والأوروبية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC