بايدن وماكرون وشولتس وستارمر يدعون إلى إنهاء "فوري" للحرب في غزة
بعد مقتل السنوار.. لماذا تلتزم حماس الصمت حتى الآن؟
بعد يوم من إعلان إسرائيل القضاء على زعيم حماس، يحيى السنوار، ما تزال الحركة تلتزم الصمت التام، بعد أن تلقت ضربة قاصمة وفق محللين وتقارير غربية.
ولم تنف الحركة أو تؤكد، مقتل الرجل الذي طاردته إسرائيل لمدة عام بعد أن اتهمته بأنه "مهندس" هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي، واقتياد 250 آخرين إلى غزة، وأشعل فتيل حرب مدمرة خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ويشكل موقف حماس مفارقة في تعاملها مع حوادث مشابهة سابقة بعد مقتل زعيمها السابق إسماعيل هنية بهجوم في طهران في أيلول/ تموز، ونائبه صالح العاروري بضربة في بيروت في يناير/ كانون الأول، إضافة إلى إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد الضيف في يوليو/ تموز الماضي.
وفي الحوادث السابقة سارعت حركة حماس إلى إعلان وفاة هنية والعاروري، لكنها نفت مقتل محمد الضيف.
ويقول المحلل السياسي حسن الخالدي لـ"إرم نيوز" إن موقف هنية والعاروري مختلف كونهما من الجناح السياسي وقتلا بعيداً عن غزة، بينما ظروف محمد الضيف مشابهة إلى حد كبير لظروف السنوار.
ويرى الخالدي أن صمت الحركة يشير إلى عدة احتمالات من بينها محاولة الحركة التقليل من الأثر النفسي والإعلامي للحدث، حيث تأمل الحركة في عدم إظهار ضعفها والتأثير في الروح المعنوية لعناصرها ومؤيديها، مما يجعلها تتريث في الإعلان.
ولا يستبعد الخالدي أن تفضل حماس عدم إصدار أي بيانات، وتترك الأمر مثلما تعاملت مع وفاة الضيف ونائبه مروان عيسى في وقت سابق.
كما يمكن أن يكون الصمت، بحسب المحلل السياسي، ناجماً عن خلافات داخلية حول كيفية التعامل مع هذا الموقف.
من جهتها، نقلت شبكة (CNN) الأميركية عن المحلل السياسي الإسرائيلي، جدعون ليفي، قوله إن حماس "تنزف" بعد مقتل السنوار.
وأضاف ليفي: "لا أعلم ما إذا كانت حماس قادرة على التعافي أم لا. فهي تنزف عسكرياً. لكن السؤال ليس ما إذا كانت حماس قادرة على التعافي أم لا. السؤال هو من سيحل محل السنوار؟"، في إشارة إلى الوضع الصعب داخل الحركة الفلسطينية.
وأكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مقتل السنوار يضع الحركة في موقف صعب ويدخلها في حالة فوضى كبيرة.
بدورهم، قال مسؤولون إسرائيليون إن قادة حماس المتبقين، أصبحوا في حالة من الفوضى بعد انتشار الأخبار عن السنوار، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية.
وذكرت مصادر في القطاع أن حماس كانت على علم بمقتل زعيمها منذ يوم الأربعاء.
ويوفر مقتل السنوار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "صورة النصر" التي كان يبحث عنها منذ هجوم السابع من أكتوبر، ويمنحه مساحة سياسية، سواء مع الجمهور الإسرائيلي أو داخل حكومته، بعد الاتهامات المتواصلة بالإخفاق، بحسب تقارير غربية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن زعيم حماس قُتل خلال تبادل لإطلاق النار في جنوب غزة يوم الأربعاء، على أيدي جنود إسرائيليين لم يكونوا على علم في البداية بأنهم أوقعوا بالعدو الأول لإسرائيل.
ونشر الجيش مقطع فيديو التقطته طائرة مسيرة لمن قال إنه السنوار وهو جالس على كرسي بذراعين ومغطى بالغبار داخل مبنى مدمر.
ولم تعلق حماس حتى الآن، لكن مصادر في الحركة قالت لوكالة "رويترز" إن المؤشرات من غزة تشير إلى مقتل السنوار.
