الصحة اللبنانية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية
تتباين آراء الخبراء حول موقف الحكومة السورية الجديدة تجاه إيران، حيث يذهب البعض إلى أن دمشق ترى في استمرارية علاقاتها مع طهران عِبئًا إستراتيجيًّا في ظل التغيرات الكبيرة في موازين القوى الإقليمية.
ومع تصاعد الضغوط الغربية والعربية ضد الوجود الإيراني في سوريا، يعتقد خبراء أن الحكومة السورية قد تسعى لإعادة التوازن في علاقاتها الإقليمية والدولية، وتحسين الروابط مع الدول العربية والغرب، بما يعزز استقرارها الداخلي.
بينما يرى آخرون أن الرفض السوري لتوثيق العلاقات مع إيران قد يكون ناتجاً عن تزايد المشاعر الشعبية ضد التدخلات الخارجية، خاصة الإيرانية، في الشؤون السورية.
الضغوط الإقليمية والتوجه نحو التوازن
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي عبد الحميد مصطفى إن "الحكومة السورية الجديدة قد تجد أن استمرار علاقاتها مع إيران أصبح عِبئًا في ظل التغيرات الكبيرة في موازين القوى الإقليمية، كما قد تدرك دمشق أنها بحاجة إلى الانفتاح على مواقف أكثر توازنًا لاستعادة مكانتها الإقليمية"، وفق قوله.
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "سوريا ربما تواجه ضغوطًا من القوى الغربية وبعض الدول العربية التي تعتبر الوجود الإيراني تهديدًا للاستقرار الإقليمي، وفي هذا السياق، قد يكون رفض الحكومة السورية الجديدة للعلاقات الوثيقة مع طهران محاولة لإعادة التفاعل مع العالم العربي والغربي وفك الارتباط بالمحور الإيراني".
التحديات الإيرانية وأثرها على سوريا
وأوضح مصطفى أن "إيران كانت الحليف الرئيس لنظام الأسد منذ بداية النزاع السوري؛ ما جعل سوريا تعتمد بشكل كبير على النفوذ الإيراني، ولكن مع تطور الأحداث، بدأت دمشق تدرك أهمية تحسين العلاقات مع الدول العربية، خاصة في إطار المصالح الاقتصادية وإعادة بناء سوريا بعد الحرب".
التحولات الداخلية والمجتمعية في سوريا
من جهة أخرى، يرى الباحث السياسي محمد صالح أن الحكومة السورية الجديدة قد تكون مدفوعة بمشاعر شعبية قوية ضد التدخلات الخارجية، بما في ذلك التدخل الإيراني.
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هناك معارضة داخلية كبيرة لأي محاولة لفرض هيمنة إيرانية على الشؤون السورية، وهو ما قد يظهر في المجتمع السوري نفسه، حيث يرفض الكثيرون هذه الهيمنة على مختلف الأصعدة".
وتابع صالح قائلًا إن "سوريا ذات التركيبة المجتمعية المعقدة والمتنوعة قد ترى في سياسات إيران تهديدًا لتماسكها الداخلي؛ ما قد يثير توترات بين المكونات الدينية والعرقية في البلاد"، وفق قوله.
وأشار إلى أن التوجّه الجديد لسوريا يهدف إلى إعادة بناء العلاقات مع الدول العربية والغرب، والابتعاد عن الهيمنة الإيرانية التي قد تضر بمصالح سوريا الإستراتيجية في المستقبل.