شهدت سوريا موجة نزوح كبيرة، مع بداية عملية الفصائل ضد نظام بشار الأسد المسماة "ردع العدوان"، تركزت في إدلب وحلب وحماة وحمص، حيث فرّ الناس من مناطقهم خوفاً من الاشتباكات أو بسبب تضرر منازلهم بشكل كبير.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن هناك نحو 664 ألف شخص ما زالوا نازحين حديثاً في أنحاء سوريا، منذ بدء هجوم "ردع العدوان" معظمهم في إدلب وحلب.
وأرسلت الأمم المتحدة 9 شاحنات مساعدات إلى إدلب عبر معبر باب الهوى مع تركيا، حملت 200 طن من المساعدات الغذائية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، وتكفي لـ80 ألف شخص.
وتزامنت موجات النزوح الأخيرة مع بدء فصل الشتاء وموسم الأمطار والبرد الشديد، إذ يعاني النازحون ظروفاً صعبة، نتيجة قلة المحروقات وسوء الخدمات، واضطرار معظمهم للإقامة في المباني العامة، أو استضافتهم في منازل الأقرباء والمتبرعين.
وتتنوع أسباب النزوح بين المناطق السورية، فالبعض اضطر للمغادرة بسبب الخوف من تطورات الأحداث، وآخرون تعرضت مناطقهم لمعارك تسببت بتهدم المنازل، وتعرض جزء منهم للقصف الجوي ففقدوا ببيوتهم كما حصل في إدلب.
ويعتبر سكان قرى ريف حماة الشمالي، من أكثر النازحين المتضررين، إذ شهدت تلك المنطقة معارك شرسة دفعت أعداداً كبيرة منهم للنزوح باتجاه الريف الشرقي، وتولت رعايتهم منظمات أهلية تعتمد على التبرعات في تأمين متطلبات النازحين.
ويقول مهند شاويش، المسؤول في فريق "ألوان" التطوعي، لـ"إرم نيوز": "عاد معظم من وفد إلينا من ريف حماة الشمالي، رغم تضرر منازلهم، أما القسم الباقي فما زالوا في الريف الشرقي، بانتظار انجلاء الأوضاع أو وصول المساعدات التي تمكنهم من العودة".
وتعد مشكلة النزوح واللجوء من أبرز المشكلات التي واجهت المجتمع السوري منذ بداية الحرب، إذ تجاوز عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار 5 ملايين شخص، أما النزوح الداخلي فكان يتجدد تبعاً لتطور الأحداث والمعارك في كل مرحلة.
وتقدر مصادر محلية عدد النازحين خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي، بأكثر من مليون شخص، نظراً لعدم إدراج النازحين من حمص باتجاه الساحل في قوائم الأمم المتحدة، خلال عملية "ردع العدوان".
وينتظر النازحون وعموم الناس في سوريا أن تثمر اتصالات الحكومة المؤقتة مع الدول العربية والمنظمات الدولية عن وصول المساعدات الغذائية والخدمية التي تعينهم في التغلب على الظروف الصعبة المتفاقمة مع البرد وهطول الثلوج فوق المرتفعات.
ويقول مشرفو الفرق التطوعية المساعدة لموجات النزوح الداخلية الأخيرة، بسبب عملية "ردع العدوان"، إن تطور هذا الملف مرهون باستقرار الأوضاع على الأرض، فعقب المعارك، تسببت عمليات السلب والنهب والقتل بفرار الكثيرين من مناطقهم، وهم فئة لم تشر إليها التقارير الأممية.
ويتوقع شاويش، مسؤول فريق "ألوان" التطوعي، أن يبقى ملف النزوح مفتوحاً ولو بأعداد قليلة، بانتظار استقرار الأوضاع الأمنية ووصول المساعدات الإنسانية التي تشجع عودة الناس إلى منازلهم بعد ترميمها.