logo
العالم العربي

خبراء: تشكيل قوة محايدة في دارفور طوق نجاة للمدنيين وسط الصراع

خبراء: تشكيل قوة محايدة في دارفور طوق نجاة للمدنيين وسط الصراع
نازحون في إقليم دارفورالمصدر: رويترز
04 أكتوبر 2024، 12:42 م

أعلنت اثنتان من الحركات المسلحة المؤثرة في إقليم دارفور، تشكيل قوة عسكرية محايدة تجاه الحرب التي تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع، في خطوة يراها محللون طوق نجاة للمدنيين العالقين وسط الصراع.

الحركتان اللتان أعلنتا تشكيل قوة محايدة هما "جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وقوى تجمع تحرير السودان، بقيادة الطاهر حجر، وهما تمثلان مكونات اجتماعية عريضة في دارفور، وتسيطران على مساحات كبيرة في شمال ووسط دارفور.

وقد التزمت الحركتان جانب الحياد تجاه الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، وظلت القيادة السياسية لهاتين الحركتين على تنسيق مع القوى المدنية المناهضة للحرب والساعية لوقف إطلاق النار.

أخبار ذات علاقة

السودان.. تشكيل قوة عسكرية "محايدة" لحماية المدنيين في دارفور

وقالت الحركتان في بيان التأسيس إن "القوة المحايدة، هدفها حماية المدنيين وتأمين القوافل الإنسانية والتجارية والعاملين بالمنظمات الإنسانية وتسهيل حركتهم لتقديم المساعدات للفارين من الحرب وإيقاف انزلاق البلاد نحو التفتت".

طوق نجاة

يرى المحلل السياسي، عمار الباقر، قرار تشكيل قوة عسكرية محايدة في دارفور، بأنه خطوة مهمة في هذا الوقت، وقد تمثل طوق نجاة للمدنيين العالقين وسط نيران الحرب.

وتوقع الباقر في حديث لـ"إرم نيوز" أن تؤدي القوة المحايدة الجديدة دورًا مهمًّا في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، من خلال تواصلها مع المنظمات الإنسانية الدولية.

وأشار الباقر إلى أن القوة المحايدة قد تشكل ضربة لمخططات الجيش السوداني الرامية لتحويل الحرب في إقليم دارفور إلى صراع عرقي، إذ إن الحركتين المسلحتين اللتين أعلنتا تشكيل القوة الجديدة يمثلان جزءًا من أكبر المكونات الاجتماعية في الإقليم، كان يراهن عليهما الجيش في نجاح مخططه، وفق قوله.

وأضاف أن "الجيش السوداني كان قد استمال جزءًا من أبناء قبيلتي الفور والزغاوة للقتال معه، ويسعى حاليًّا لاستخدامهم كوقود للفتنة العرقية في دارفور، حتى تنتقل الحرب برمتها لاحقًا إلى غرب السودان، بيد أن هذه القوة المحايدة ستفشل تلك الخطة".

وقال إن القوة المحايدة الجديدة تُحظى بتأييد ودعم واسع من القيادات الأهلية في دارفور؛ لأنها تعدُّها السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الآلاف من النازحين في المخيمات، الذين يواجهون المجاعة، ويعرقل الصراع وصول المساعدات إليهم.

تحالف كبير

من جهته يرجح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، أن تكون القوة المحايدة بداية لتشكيل تحالف سياسي عسكري كبير يشمل مكونات أخرى، لتنفيذ أجندة التحول المدني الديمقراطي في السودان.

أخبار ذات علاقة

"الدعم السريع" تسيطر على المناطق الشمالية لولاية شمال دارفور

وقال برغوث لـ"إرم نيوز" إن "قائد حركة تحرير السودان، عبد الواحد نور، سبق وطرح فكرة تشكيل تحالف مدني عسكري عريض لحل الأزمة السودانية المتطاولة، وأن هذه الخطوة قد تكون البداية لهذا التحالف".

وأضاف أن "القوة المحايدة جاءت تحت لافتة حماية المدنيين في دارفور وهي ضرورة، حتى تسهم مع الآخرين في تأمين القوافل التجارية والمساعدات الإنسانية، ولكن متوقع أنها سوف تتطور لاحقًا إلى تحالف سياسي وعسكري كبير".

وتوقع برغوث أن تنضم قوى عسكرية ومدنية بينها الحركة الشعبية برئاسة عبد العزيز الحلو في جبال النوبة والنيل الأزرق، إضافة إلى تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، برئاسة عبد الله حمدوك، وذلك لأجل بناء تحالف عريض قد يغير موازين المعادلة السياسية والعسكرية".

وأشار إلى وجود اتفاق سابق بين عبد الواحد نور وحمدوك، وقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، جرى توقيعه في نيروبي مايو/ أيار الماضي، ونص على إنهاء الحرب وتأسيس الدولة على أسس جديدة أهمها الفصل بين الدين والدولة وحق تقرير المصير، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعوة الجيش وقوات الدعم السريع بالعودة إلى منبر جدة.

ولا يستبعد برغوث أن يتعامل المجتمع الدولي مع القوة المحايدة، خاصة في مسألة حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة كانت تخطط لبناء مركز عمليات إنسانية في دارفور، وقد تكون القوة المحايدة أداة مناسبة لإكمال المشروع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC