أحيت الاشتباكات في مدينة غريان غربي ليبيا مخاوف تجاه استمرار وجود الميليشيات المسلحة دون إيجاد حل دائم لها.
واستخدمت في هذه الاشتباكات، التي كانت بين جهاز دعم الاستقرار بقيادة غنيوة الككلي التابع للمجلس الرئاسي، واللواء 444 بقيادة محمود حمزة التابع لحكومة الوحدة الوطنية، أسلحة متوسطة، ولم تذكر السلطات الحصيلة النهائية لهذه الجولة من التصعيد بين الطرفين.
"صفيح ساخن"
وتأتي هذه التطورات وسط جمود في الملفين السياسي والعسكري في ليبيا، إذ يلف الغموض مصير العملية الانتخابية شأنها شأن توحيد الجيش والأمن.
وقال المحلل السياسي الليبي حمد الخراز، إن "الاختلافات وتقاطع المصالح بين الميليشيات المسلحة في ليبيا أمر معتاد، لكن في الوقت الحالي هناك دلالات كبيرة للانقسامات التي نراها تظهر على السطح بين هذه المجموعات المسلحة وتحديدا تحالف سوق الجمعة الذي يجمع ميليشيات الردع بميليشيا الـ 444".
وأضاف الخراز لـ"إرم نيوز"، أنه "في المقابل، نجد غنيوة الككلي يحاول الحفاظ على نفوذه في مناطق ومدن متعددة في غرب ليبيا، لذلك أعتقد أن هناك إيعازا دوليا لتقليص الميليشيات المسلحة في ليبيا حتى يعطي الشكل الجديد للجماعات المسلحة في غرب البلاد خدمة للخطة الأمريكية التي تحاول توحيد قوة من الشرق والغرب الليبي".
وتوقع أن "تكون طرابلس على صفيح ساخن في المرحلة القادمة، وقد تكون المواجهة بين ميليشيات الككلي والـ 444 إلا إذا تدخلت حكومة الوحدة الوطنية في تقديم دعم لإحدى هذه الميليشيات للحفاظ على هدوء العاصمة طرابلس، وهو أمر اعتدنا عليه في السنوات الماضية".
ومن جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية جلال الحرشاوي، إن "التوترات مستمرة في غريان منذ أشهر، فعلى سبيل المثال في أواخر أغسطس/آب، وقعت اشتباكات قصيرة بين مجموعات تابعة لككلي وأخرى تابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة".
وأضاف الحرشاوي لـ"إرم نيوز"، أن "الدبيبة عندما تحدّث عن الجنوب كان يقصد في الواقع أقصى الجنوب، وقال إنه يريد حرباً، بل وطلب علناً من محمود حمزة آمر اللواء 444 أن يطلق عملية باتجاه الجنوب".
ورأى أن "كامل هذه المنطقة، بما فيها الحمادة وبني وليد وغريان، وكل ذلك الشريط من الأراضي، هي مناطق ينبغي أن تمرّ منها قوات حكومة الوحدة الوطنية قبل الوصول إلى الجنوب. ولهذا، يجب أن تؤخذ التوترات هناك بجدية، لأننا نقترب من مرحلة يشعر فيها رئيس الوزراء الدبيبة أنه مضطر لإثبات قدرته في السيطرة على الأرض، إذ لم يعد بإمكانه القبول باستمرار الوضع الراهن، ويشعر أنه بحاجة للسيطرة على مناطق جديدة".
وحول قدرته على السيطرة، قال الحرشاوي إنه "إذا كان اللواء 111 واللواء 444 يعملان معًا ويتلقيان المساعدة من تركيا، فأعتقد أنه سيكون قادراً على ذلك".