القناة 12 العبرية: وزير الدفاع ورئيس الأركان أكدا مواصلة الجيش القتال بقوة لتحقيق أهداف حرب غزة
أفرجت السلطات الليبية عن نحو 49 تونسياً وقع اعتقالهم في معبر رأس اجدير، في خطوة تثير تساؤلات حول ما إذا كانت ستقود إلى احتواء التوتر الأخير الذي استجدّ بين البلدين؛ بسبب إيقافات متبادلة وتصعيد إعلامي بينهما.
وكانت تونس أفرجت عن 3 ليبيين وأبقت على آخر لاستكمال التحقيقات معه، فيما احتفظت طرابلس بتونسيين اثنين لمواصلة التحقيقات معهم وجميعهم يشتبه في قيامهم بعمليات تهريب لبضائع وبنزين.
مشكلة عابرة
وهذه أحدث أزمة بين ليبيا وتونس على الحدود، حيث تتكرر باستمرار أزمات على مستوى منفذ رأس اجدير البري الذي يشهد تنقلاً كثيفاً من قبل مواطني الدولتين.
وعلق الدبلوماسي السابق، عثمان البدري، بالقول: "لا شك أن أوضاع معبر رأس اجدير بين ليبيا وتونس هي دائما غير مستقرة، ويعود ذلك لعدة أسباب منها أمنية وأخرى تتعلق بحالة عدم الاستقرار في الدولة الليبية الموجودة الآن وكذلك؛ بسبب اعتبار بعض الميليشيات الموجودة في غرب البلاد أن هذا المعبر هو مكان لتمويلها؛ وبالتالي تحاول قدر الإمكان الاستفادة مما يأتي به من رسوم وضرائب وغير ذلك".
وأضاف البدري، لـ"إرم نيوز": "بالإضافة إلى أن المهربين على الطرفين هم أيضا يحاولون قدر الإمكان الاستفادة من هذا الوضع والاستمرار في عمليات التهريب غير القانونية، ولا شك أن الشعبين الليبي والتونسي وخاصة الذين يعيشون على الحدود لهم امتداد واحد بالتالي مصالحهم مشتركة وعدم استقرار المعبر يلقي بظلاله عليهم".
وشدد على أنه "في تقديري هذه مشكلة عابرة ولن تكون هناك أزمة، فلطالما حدثت مثل هذه المشاكل وهناك قدرة من الطرفين على تجاوزها، فهي لا ترتقي إلى أن تكون أزمة؛ لأن هذه المسألة يتم التنديد بها من قبل الطرفين ما يعني أنها في طريقها للحل، لكن مخاوف تكرُّر مثلها تبقى قائمة إلى أن تستقر الأوضاع في كلا الدولتين وخاصة ليبيا".
وأنهى البدري حديثه بالقول، إن "ليبيا عندما كانت في استقرار كانت الأمور تسير بشكل سلس، ولا يمكن منع عمليات التهريب التي تحصل بين الدول المجاورة وهناك خروقات وهي أمور طبيعية".
معضلة تتفاقم
وتجدر الإشارة إلى أن منفذ رأس اجدير ظل مغلقاً بقرار من السلطات الليبية بين مارس / آذار ويوليو / تموز من العام الماضي؛ ما تسبب في أزمة أثارت بشكل كبير حفيظة السكان في المناطق الحدودية.
وقال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن: "معضلة المعابر الحدودية بين تونس وليبيا في تفاقم مستمر، أعتقد أن أزمة الإيقافات الأخيرة في طريقها إلى الحل، لكن ينبغي إيجاد آليات وتفاهمات جديدة تمكن من عدم تكرار مثل هذه الأزمات التي تعطل التجارة البينية بين البلدين ومصالح الشعبين".
وأضاف العبيدي، لـ"إرم نيوز": "في اعتقادي في ظل عدم سيطرة السلطات الليبية بشكل رسمي على المنفذ شأنه شأن بقية المنافذ الحدودية، فإنه من الصعب إيجاد حل دائم لمعضلة الحدود".