ترامب: المحادثات مع بوتين وزيلينسكي كانت جيدة للغاية
يعيش نحو ألفي مواطن سوري من الطائفة العلوية أوضاعاً إنسانية صعبة في مطار حميميم (قاعدة جوية روسية)، جنوب شرق مدينة اللاذقية، بعد أن فرّوا من أعنف الاشتباكات التي تدور رحاها في الساحل السوري بين "الأمن العام" السوري ومجموعات علوية مسلحة بقيادة ضباط من الفرقة الرابعة.
وبحسب رواية شاهدة عيان، تحدثت لـ"إرم نيوز" عبر الهاتف، فإن مئات العلويين، من كافة الأعمار والفئات، وصلوا إلى القاعدة الروسية منذ أربعة أيام، هرباً من القتل ورؤية الجثث في الشوارع، مؤكدة سوء أوضاعهم في مكانهم الجديد، الذي يفتقر لأدنى شروط الحياة الأساسية.
تصف السيدة علا إبراهيم، التي نزحت من طرطوس مع ابنها رحيم بعمر الست سنوات إلى مطار حميميم، والتقت بعائلتها هناك، الحالة القاسية التي وصلت إليها بعد كل ما عانته من خوف ورعب.
وتكشف علا أن المسؤول الأمني بمنطقة الساحل السوري ساجد لله الديك، زار مطار حميميم للاطمئنان على أوضاع النازحين العلويين.
وكان الديك أعلن اعتقال أشخاص مهمين من فلول النظام في جبلة، مؤكداً أن "مهمتنا حفظ النظام والحفاظ على العيش المشترك"، متوقعاً "انتهاء ملاحقة فلول النظام خلال أسبوع"، بحسب صحيفة "الوطن" السورية.
وتقول علا لـ"إرم نيوز": "نعيش في ظروف لا إنسانية، فلا ماء ولا طعام كاف للجميع، ولا حمامات أو استحمام يلبي الغرض في هذه النقطة العسكرية التي تفتقر لمتطلبات العيش الكريم".
وتضيف: "صحيح أننا هربنا من الموت والمجازر، ولكننا نعاني الأمرّين هنا، فابني رحيم لم ينم منذ ليلتين، لأنه أدمن سماع قصص القتل والجثث من المحيطين بنا في مكان سكننا ونومنا، الأمر الذي أجبرني على محاولة النوم في سيارة أهلي ليلة أمس الأحد".
وتابعت: "في كل لحظة أحتضن طفلي الصغير الذي يرتجف خوفاً مع كل صوت يدوي في البعيد، أمسح دموعه وأهمس في أذنه حكايات خيالية، محاولةً إبعاد شبح الموت الذي يحاصرنا".
وتؤكد علا، التي تعمل صيدلانية، أن "السلطات السورية قطعت اليوم صباحاً الماء عن القاعدة الروسية، في وسيلة لإجبارها على التخلي عن النازحين إليها"، مؤكدة "خلو هذه الحشود من أي مطلوبين للأمن العام".
كما شنت علا هجوماً لاذعاً على المتسببين بكمين لعناصر الأمن العام، موضحة أنه "غُرر بهم، وقد ورطوا الناس والأبرياء في معركة دموية لا أحد يعلم متى ستنتهي"، على حد تعبيرها.
وتابعت أن "القوات الروسية تمنع الناس من العودة إلى منازلهم، في الوقت الذي لا تستطيع تأمين متطلبات الحياة الأساسية لهم".
كما عبرت علا عن خوفها من أن تطول إقامتها في هذا المكان الموحش: "لا أملك خياراً للخروج من هذا الجحيم.. الشوارع مغلقة والطرق خطرة، كل ما أستطيع فعله هو الانتظار وحماية ابني".
ماذا بشأن الحماية الروسية؟
وكان مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لمظاهرة يطالب فيها علويون "الحماية الروسية" أثناء تجمعهم أمام مطار حميميم، إلا أن علا أكدت أنها تحدثت باسم النازحين لإدارة المطار وقالت لهم "لا نريد أي حماية من موسكو.. "نريد العودة إلى قرانا فقط".
وتختم علا حديثها لـ"إرم نيوز": في كل ليلة عندما ينام الجميع، أدعو بصمت لأن يأتي صباح لا تدوي فيه أصوات القتل، وآمل إعادة الحياة إلى عيون طفلي".
وتسعى موسكو للحفاظ على وجود عسكري في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية، في سوريا.
