رويترز: طائرات تحلق على ارتفاع منخفض فوق بيروت وسماع دوي انفجارات ضخمة
يثير الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة منذ أكثر من عام، في ظل استمرار الحرب، شبح المجاعة في شمال ووسط وجنوب القطاع، ويخلق ظروفًا معيشية مروعة، تتزامن مع دخول فصل الشتاء للمرة الثانية خلال الحرب.
ويعيش سكان القطاع، وخاصة النازحين منهم ظروفًا قاسيًة للغاية، لا تتوافر فيها أدنى احتياجات الحياة الكريمة، بما في ذلك الطعام أو الملابس أو الأماكن الملائمة للعيش، حيث يعيش نحو مليوني نازح في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي يعيش سكان القطاع أوضاعًا مأساوية بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، فيما تمنع إسرائيل دخول الاحتياجات الأساسية للسكان منذ ذلك الحين بما في ذلك الطعام والملابس والأغطية.
ويعيش جميع السكان على المساعدات الدولية، التي تسمح إسرائيل بدخولها بشكل مقنن للغاية، فيما سجلت عدد من حالات الوفاة وارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض بسبب السياسة الإسرائيلية المتبعة ضد سكان القطاع.
سياسة ممنهجة
وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، حامد جاد، إن "إسرائيل تعتمد سياسة تجويع ممنهجة لسكان القطاع التي امتدت لمختلف نواحي الحياة"، مبينًا أن ذلك لجعل القطاع غير صالح للحياة وإجبار سكانه على الهجرة الطوعية.
وأوضح جاد، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تتعمّد ضرب مختلف مناحي الحياة في غزة، بما في ذلك الاقتصادية والإنسانية، وتتبع سياسة تجويع خطيرة للغاية بحق النازحين"، مؤكدًا أن ذلك سيكون سببًا لكوارث كبيرة بالقطاع.
وأشار إلى أن "ما تسمح إسرائيل بإدخاله لقطاع غزة منذ أكثر من عام لا يلبي الحد الأدنى للسكان، وتسبب بفقدانهم احتياجات ومواد أساسية"، مشددًا على أن السياسة الإسرائيلية تجاه غزة ضيقت الخناق وزادت من معاناة النازحين.
وبين جاد أن "القطاع الصحي تعرض لخسائر فادحة للغاية، وأن استمرار الحال على ما هو عليه سيزيد من معاناة السكان وسيكون سببًا في تفشي أمراض سوء التغذية والمرتبطة بفصل الشتاء، خاصة المزمنة منها"، لافتًا إلى أن السكان يعيشون معاناة لا توصف.
وتابع "بتقديري يأتي ذلك ضمن خطة إسرائيلية للقضاء على مختلف مناحي الحياة، وهذا الأمر سيتواصل حتى في حال التوصل لاتفاق للتهدئة، خاصة وأن القطاع بحاجة لإجراءات غير مسبوقة واستثنائية لتعافيه من كوارث الحرب".
ارتفاع بأعداد المرضى
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، إنه "وبسبب استمرار السياسات الإسرائيلية ضد المدنيين والنازحين في القطاع، سجلت المراكز الطبية ارتفاعًا بأعداد المصابين بالأمراض المعدية ونزلات البرد".
وأوضح الدقران، لـ"إرم نيوز"، أن "المراكز الطبية بوسط وجنوب القطاع استقبلت آلاف الحالات من المصابين بنزلات البرد والأمراض المعوية والمعدية، والمصابين أيضًا بسوء التغذية، علاوة على وفاة طفلتين جراء البرد الشديد".
وأضاف الدقران أن "المراكز الطبية عاجزة عن تقديم الخدمات، وهي تقوم بواجبها الطبي بالحد الأدنى بسبب نقص الإمكانيات وعدم سماح إسرائيل بتزويد القطاع الطبي بما يحتاجه"، مبينًا أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية ونقص الفيتامينات.
وأشار إلى أن "الجهات الطبية بحاجة لمعدات طبية عاجلة ومطاعيم وأدوية خاصة بفصل الشتاء، وتزويد كميات الأطعمة التي تدخل القطاع"، مؤكدًا أن الأوضاع في غزة وشمالها أسوأ من وسط وجنوب القطاع، بالرغم من أن المجاعة تضرب مختلف الأنحاء.
وأوضح الدقران أن "إسرائيل تسمح بإدخال الأطعمة والمعدات الطبية التي تُبقي السكان على قيد الحياة، ولكنها لا تشبعهم أو توفر لهم حياة كريمة"، مشددًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي من أجل الحيلولة دون وقوع كارثة بالقطاع.