رويترز: ترامب يقول إنه أجرى مكالمة مع السيسي وسارت بشكل جيد للغاية
يحاصر الجوع وندرة المواد الغذائية بما فيها الخبز أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، الذي يعاني من ويلات الحرب الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ أكثر من عام، حيث يفتك الوضع الإنساني الصعب بمئات الآلاف من العائلات.
ويعاني القطاع من شح شديد في البضائع والمواد الغذائية، لتصبح مهمة النازحين في الحصول على الطعام في مختلف المناطق، وتحديدًا وسط وجنوب غزة مستحيلة، بالرغم من تصنيف إسرائيل لتلك المناطق بالإنسانية والآمنة منذ بداية الحرب.
أرقام مفزعة
ووفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن ما تسمح إسرائيل بدخوله عبر المعابر من الدقيق والمواد الغذائية لا يلبي 6% من حاجات السكان، مؤكدًا أن ذلك تسبب في أزمة حادة، خاصة ما يتعلق بالحصول على الخبز.
وأوضحت الوكالة الأممية، أن "أكثر من مليوني نازح في القطاع يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، كما أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع"، مبينة أن المنظمات الدولية غير قادرة على تلبية حاجات النازحين.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (أوتشا) إن "التوقف شبه التام للشاحنات التجارية التي تدخل قطاع غزة لم يؤدِ فقط إلى ارتفاع أسعار السلع وتهديد استقرار السوق، بل أدى أيضًا إلى تدهور الحالة الغذائية للأطفال والنساء الضعفاء الذين واجهوا على مدى أشهر محدودية شديدة في الحصول على الغذاء الكافي".
وأشارت تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى وجود حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، مضيفة "من المحتمل أن يكون ما يقرب من 15 ألف منهن على حافة المجاعة".
مهمة شاقة
وقالت خولة أبو ظاهر، وهي أم لستة أطفال أحدهم مصاب بمرض السكري، إنها "مكلفة يوميًا بمهمة شاقة ومستحيلة تتمثل في البحث عن طعام لأطفالها الستة وابنتها المريضة"، لافتة إلى أن هذه المهمة صعبة للغاية وغالبًا ما تفشل.
وأوضحت أبو ظاهر، لـ"إرم نيوز"، أنه ومنذ مقتل زوجها في غارة إسرائيلية أصبحت المسؤولة عن جميع أطفالها، مشيرة إلى أنها تقف لساعات في طوابير المخابز والمياه والتكيات الخيرية من أجل توفير الاحتياجات الإنسانية لأطفالها.
وأضافت "في كثير من الأحيان لا أحصل لأطفالي إلا القليل ونكتفي عادة بوجبة واحدة فقط، كما أن طفلتي المصابة بالسكري أغشي عليها أكثر من مرة بسبب قلة الأكل، وعدم قدرتنا على توفير احتياجاتها كشخص لديه حالة خاصة".
ولفتت إلى أنها "لا تجد في الأسواق، في حال توفر الأموال، ما تسد به رمق أطفالها، فقلة المواد الغذائية والخبز من ناحية، وغلاء الأسعار بسبب جشع التجار وغياب أي دور رسمي على مراقبة الأسعار من ناحية أخرى"، مطالبة بتدخل دولي لإنقاذ مئات الآلاف من النازحين من المجاعة.
طوابير طويلة
ولساعات طويلة يقف خالد بريكة، النازح من شمال غزة لوسطها، أمام أحد مخابز مدينة دير البلح، والذي يكتظ أمامه النازحون أملًا في الحصول على ربطة الخبز لعائلاتهم، قائلًا "لا نجد في الأسواق الدقيق اللازم لإعداد الخبز، وإن توفر فهو بأسعار مرتفعة للغاية، الجوع يحاصر أطفالنا ويهددهم أكثر من الحرب نفسها".
وأوضح بريكة، لـ"إرم نيوز"، أنه "في كثير من الأيام اضطرت عائلته للعيش بدون أي لقمة خبز، خاصة مع إغلاق المخابز التي تعمل يومًا وتغلق أيامًا طويلة"، محملًا إسرائيل وحركة حماس المسؤولية الكاملة عن الأوضاع في غزة.
وتابع قوله: "نموت وأطفالنا ببطء بسبب نقص الطعام وندرة الخبز، وتوقف المخابز عن العمل، وإسرائيل وحماس والمؤسسات الدولية لا تلقي بالًا لمعاناتنا، التي تزداد يومًا بعد يوم"، مضيفا: "فقدنا حياتنا بالكامل وأصبحنا أمواتًا مع وقف التنفيذ بسبب الحرب المتواصلة في غزة".
وأشار إلى أن "أسعار المواد الغذائية وبسبب شحها مرتفعة للغاية، وهناك حالة استغلال كبيرة من قبل التجار والباعة للنازحين"، متابعًا "أوضاعنا صعبة للغاية وأوزاننا تتناقص كثيرًا بسبب الوضع الغذائي الأصعب منذ بداية الحرب".
أوضاع سيئة
ويقول فضل أبو مطير، نازح إلى جنوب القطاع، إن "النازحين لا يحصلون على الحد الأدنى من الطعام والمواد الغذائية"، لافتًا إلى أن الأشهر الماضية شهدت تدهورًا في الأوضاع الغذائية والأطعمة في مختلف مناطق القطاع.
وأوضح أبو مطير، لـ"إرم نيوز"، أن "الأوضاع زادت سوءًا منذ الشهر الماضي، خاصة أن إسرائيل تحرمنا من أدنى الاحتياجات، علاوة على بعض الأشخاص الذين يقومون بسرقة الدقيق وشاحنات المساعدات الإنسانية، وهو ما يزيد من الأوضاع كارثية".
وأشار إلى أنه "بدون وجود آلية دولية واضحة لإدخال المساعدات والمواد الغذائية، وضمان تأمينها وإيصالها للنازحين، فإن الأزمة ستمتد وتشتد خلال الفترة القادمة"، مطالبًا بتدخل دولي عاجل لإنقاذ مئات الآلاف من النازحين.
وختم بقوله: "نعاني الأمرين في الحصول على أدنى الاحتياجات اليومية من طعام وماء وحتى الملابس، ونواجه الأمرّين مع دخول فصل الشتاء، ومن الضروري وقف الحرب وإنقاذ أرواح النازحين خاصة أن معظمهم من النساء والأطفال".