ترامب: اليابان ستأتي اليوم للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية وتكلفة الدعم العسكري
يرى خبراء سياسيون أن المقترح الإسرائيلي بالسماح لروسيا الاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في سوريا لا يقتصر على كونه خطوة تكتيكية، بل يعكس رؤية تل أبيب لمعادلات التوازن الإقليمي، خصوصًا في ظل تصاعد النفوذ التركي.
وأضاف الخبراء أن إسرائيل، التي تعتبر التوسع التركي تهديدًا مباشرًا، تسعى إلى ضمان عدم وقوع القاعدتين في أيدي أنقرة، التي تدعمها قوى إسلامية تُثير قلقها، وتدرك تل أبيب أن انسحاب روسيا قد يخلق فراغًا استراتيجيًا تستغله تركيا، وهو سيناريو لا يتوافق مع مصالحها الأمنية والسياسية.
من هذا المنطلق، تمارس إسرائيل ضغوطًا على واشنطن لضمان بقاء النفوذ الروسي كقوة موازنة في سوريا، ما يحد من تحركات كل من تركيا والنظام السوري.
فرغم تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، تدرك إسرائيل أن إدارة واشنطن قد تسعى لاستخدام النفوذ التركي لمواجهة روسيا والصين، وهو ما قد يخلّ بالتوازن الإقليمي.
في هذا السياق، يثار تساؤل حول مدى تقبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا الطرح، خاصة في ظل سياسات واشنطن الخارجية، التي تتأثر بحسابات الدولة العميقة ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
في هذا السياق، أكد المحلل السياسي في الشؤون الدولية، تيمور دويدار، أن إسرائيل تعتبر منع تركيا من السيطرة على القاعدتين العسكريتين الروسيتين في الساحل السوري أولوية، خشية أن يؤدي ذلك إلى تعزيز النفوذ التركي في سوريا، خاصة في ظل دعم أنقرة للفصائل الإسلامية.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن تركيا، في حال تمكنت من فرض سيطرتها الكاملة، قد تُغيّر المنظومة السياسية في سوريا، خصوصًا إذا توصلت إلى توافق مع الولايات المتحدة، التي ترفض حاليًا أي وجود عسكري لها في الخارج.
وأشار إلى أنه في حال انسحاب روسيا من القاعدتين، فإن المستفيد الأكبر سيكون تركيا، بينما لا تستطيع إسرائيل التواجد هناك لأسباب أمنية وسياسية. لذا، تفضل تل أبيب بقاء روسيا كقوة مهيمنة، حفاظًا على توازن استراتيجي يخدم مصالحها.
بدوره، يرى مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن إسرائيل لا تثق بتعهدات النظام السوري بعدم خوض صراعات مع دول الجوار، ما يجعل بقاء القواعد الروسية ضرورة للحفاظ على التوازن الإقليمي ومنع دمشق من التحرك بحرية.
وأضاف ملحم، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تنظر بعين القلق إلى النفوذ التركي المتزايد في سوريا، فقد باتت أنقرة منافسًا إقليميًا قويًا يعتمد، مثلها، على الولايات المتحدة في السلاح والدعم السياسي، مما يزيد حدة التوتر بين الطرفين داخل الساحة السورية.
وأشار ملحم إلى أن واشنطن تسعى إلى توظيف تركيا كأداة لمواجهة روسيا والصين، ما يجعل استمرار الوجود العسكري الروسي في سوريا عاملًا لتحقيق التوازن الإقليمي، ويمنح إسرائيل هامشًا أكبر للمناورة. كما أن موسكو قد تستفيد من نفوذ شخصيات يهودية بارزة في إسرائيل والولايات المتحدة لدعم مصالحها.
وأشار ملحم إلى أن تسريب هذا المقترح قد تكون له نتائج عكسية، وربما يكون قد تم بتخطيط من الإدارة الأمريكية نفسها كوسيلة لابتزاز أوروبا، التي ترفض بشدة استمرار القواعد الروسية في سوريا، معتبرة أن النفوذ الروسي المتزايد في البحر المتوسط، خاصة في سوريا وليبيا، يشكل تهديدًا مباشرًا لها.
أما عن موقف واشنطن من المقترح الإسرائيلي، فيرى ملحم أن السياسة الخارجية الأمريكية تخضع لحسابات الدولة العميقة، التي توازن بين الفوائد والمخاطر قبل اتخاذ أي قرار. لذا، يبقى رد الفعل الأمريكي غير محسوم حتى الآن.