logo
العالم العربي

قُتلوا وجُرحوا في هجوم "البيجر".. ما الذي يفعله الحوثيون بلبنان؟

قُتلوا وجُرحوا في هجوم "البيجر".. ما الذي يفعله الحوثيون بلبنان؟
مسلحون حوثيونالمصدر: أ ف ب
20 سبتمبر 2024، 7:12 ص

أسفرت تفجيرات استهدفت أجهزة اتصالات ميليشيا "حزب الله"، عن مقتل عناصر من الحوثيين، ما يؤكد طبيعة التعاون بين الميليشيا اللبنانية وحليفتها اليمنية.

وظهر أحد عناصر ميليشيا الحوثي، الموجودين في بيروت، مصابا في مقطع فيديو، وهو ينقل خبر مقتل شقيقه الأصغر إلى والدته، ويطمئن أهله على سلامته من انفجارات أجهزة "البيجر" التي حدثت الثلاثاء الماضي.

وذكر أن نحو 40 يمنيًا من عناصر ميليشيا الحوثي، الذين وصلوا إلى لبنان، أصيبوا بالانفجارات، فيما قتل 5 من زملائه، إضافة إلى شقيقه البالغ من العمر 20 عامًا.

وتربط الميليشيا اليمنية بنظيرتها اللبنانية، علاقات وطيدة منذ التسعينيات، حين كانت الضاحية الجنوبية في لبنان، ميدان تدريب وتأهيل لعناصر الحوثيين في معسكرات ميليشيا "حزب الله" بإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.

وأشار مركز "مكافحة الإرهاب" التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، في دراسة سابقة إلى أن ميليشيا الحوثي "أصبحت أكثر مركزية وتماسكا من أي وقت مضى، في ظل التوجيه الوثيق من حزب الله والحرس الثوري الإيراني".

أخبار ذات علاقة

بعد تفجيرات البيجر.. ميليشيا الحوثي تحذر قياداتها من أجهزة "آيفون" و"سامسونغ"

 واتهمت الحكومة اليمنية في العام 2016، ميليشيا حزب الله اللبناني بالمشاركة في القتال المحلي إلى جانب الحوثيين، عبر إرسال خبراء ومقاتلين إلى اليمن.

تأهب لهجوم

وقال رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث" عبدالسلام محمد، إن "سقوط قتلى وجرحى من الحوثي في واقعة البيجر بلبنان، تأكيد لما هو مؤكد، بأن وجود عناصر وخبراء الطرفين في اليمن ولبنان، يأتي لتبادل الخبرات ونقل التجارب، فضلا عن التدريبات المستمرة التي لا يزال يتلقاها عناصر الحوثيين على أيدي خبراء حزب الله والحرس الثوري الإيراني في لبنان".

وأشار في حديث لـ"إرم نيوز" إلى "وجود مشاركات سابقة لعناصر الحوثي في الأعمال القتالية الدائرة في سوريا، مرجحا "أن ما يجري هو استثمار لوجودهم، في الأحداث الحالية التي تشهدها المنطقة".

ولا يستبعد عبدالسلام، دفع عناصر الحوثي الموجودين في سوريا ولبنان لمشاركة "حزب الله" في حال شنت إسرائيل هجوما واسعا في جنوب لبنان، "وهذا ما يفسر حملهم لأجهزة النداء الخاصة بحزب الله التي انفجر الآلاف منها"، وفق حديثه.

وذكر أن في ذلك تأكيد أن الحوثيين حركة "عابرة للحدود غير وطنية، وذات أيديولوجية مرتبطة بالإستراتيجية الإيرانية في المنطقة".

بيع مقاتلين

وكانت منظمة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن، قد كشفت مطلع أغسطس/ آب الماضي، تهريب الحوثيين للعشرات من قياداتهم العسكرية والأمنية والاستخباراتية إلى دول عربية أخرى، عبر مطار صنعاء وبوساطة طيران الخطوط الجوية اليمنية.

وفي مداخلة تلفزيونية، كشف القيادي الحوثي، نصر الدين عامر، عن استعداد الحوثيين لإرسال مئات الآلاف من المقاتلين، دعما لميليشيا حزب الله، إذا ما اتسعت مواجهته مع إسرائيل.

وقال وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أسامة الشرمي، "من الوارد قيام الحوثيين بأي مغامرة من هذا النوع أو غيره.. وهي تسعى من خلال الأزمات للتهرب من مسؤوليتها الداخلية، ومواجهة متطلبات الشارع الذي بات يُقمع اليوم بحجة مؤازرة غزة ومواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي".

وأكد الشرمي لـ"إرم نيوز" أن "الحوثيين يتربحون من انخراطهم في الأزمات الإقليمية كونهم جماعة تعتمد على الدعم الإيراني المباشر، إضافة إلى اعتمادها بشكل آخر على التجارة الإقليمية، عبر بيع المقاتلين كمرتزقة مقابل أجر معين".

أخبار ذات علاقة

"تفجيرات لبنان" تثير قلقاً دولياً.. وسلاسل التوريد "في خطر"

 وأضاف المسؤول الحكومي، أن هناك معلومات خلال الفترة القريبة الماضية، تشير إلى أن الحوثيين أرسلوا بعض المقاتلين إلى روسيا.

تضامن رمزي

وكانت تقارير دولية، قد تحدثت خلال الأيام الماضية، عن  تهديد بري محدود للحوثيين على إسرائيل، عقب وصول دفعات من مقاتليهم إلى العراق، ومنها إلى سوريا تحت إشراف إيراني.

ويرى رئيس مركز "صنعاء للدراسات" ماجد المذحجي، أن "الوجود الحوثي المحدود في هذه الدول، هو شكل من أشكال التضامن الرمزي، أكثر من كونه قوة يمكنها أن تكون رأس حربة لأي عملية، وعلى نحو يمكنها من تغيير المعادلة".

ولفت المذحجي في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى "صعوبة نقل أعداد كبيرة من المقاتلين الحوثيين إلى دولة أخرى، وإن كان هناك وجود لهم، فإنه يكون لعناصر ذات مستوى تؤدي أدوارا تنسيقية أمنية، لنقل الخبرات والتجارب، في نطاق مستوى محدود".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC