رسائل تستهدف المناوئين لـ"حزب الله".. تقرير يكشف خفايا الوحدة "504"

أرسلت الوحدة السرية الإسرائيلية التابعة لجهاز المخابرات "504"، حتى هذا الأسبوع، ما يزيد على مليوني رسالة صوتية، وما يزيد على مليون رسالة نصية، ومليون رسالة "واتساب"، إلى اللبنانيين، لمطالبتهم بإخلاء منازلهم، حفاظًا على سلامتهم، وللحصول على معلومات استخباراتية من الغاضبين على حزب الله.

وكشفت القناة "12" العبرية، عن خلية سرية من المتحدثين باللغة العربية في وحدة الاستخبارات، يتصلون بأصحاب "الأرقام الذهبية"، وهم القادة المحليون والشخصيات المؤثرة في المجتمع المستهدف.

والهدف من هذه المحادثات، نقل المعلومات جميعها إلى الأشخاص الذين يمكنهم نقل مجموعات بأكملها من مكان إلى آخر، وتحريك المعلومات بسرعة، وفق مصدر مطلع.

وقد أدت بعض هذه المحادثات، على الأقل في غزة، إلى الحصول على معلومات استخباراتية حول الأسلحة، فقد حدد جناح الاستخبارات سكانًا من غزة تجرؤوا على الوقوف ضد حركة حماس، وقدموا معلومات استخباراتية، وفق المصدر.

والآن، ومع التصعيد في لبنان، تقدر الوحدة "504"، أن هذا سيحدث أيضًا مع جيران الشمال، وسيستمر التعاون في التوسع.

ويلاحظ أعضاء الوحدة السرية، أن تحفيز هؤلاء القادة المحليين، آخذ في الارتفاع، سواء أفي أرض الأرز أم في غزة.

ويعترف أعضاء الوحدة أيضًا، أن الإجراءات التي تمت في الأسابيع الأخيرة، كانت على نطاق مختلف تمامًا عن الماضي، إذ اكتُشِفت معلومات حول منزل به "هدف مهم" للجيش، كانوا يقومون بإجراء اتصال مباشر مع الأشخاص الذين يعيشون في ذلك المبنى.

والآن تتم العملية على عدة "موجات"، ويمكن لأحد المستأجرين في الضاحية، على سبيل المثال، أن يتلقى في وقت قصير رسالة نصية ورسالة واتساب وأحيانًا مكالمة هاتفية باللغة العربية تشرح له التعليمات.

ومن مهمات الوحدة المخابراتية أيضًا، توزيع المنشورات التي تطبعها، وهي ممارسة تكررت في غزة مرات كثيرة، ولا يزال غير منتشر على نطاق واسع في لبنان.

وإذا كنا قد ذكرنا غزة، فمن المهم أن نفهم، أن شعبة المخابرات تدرك وجود اختلافات كبيرة بين سلوك هؤلاء السكان، ولكن عندما تبدأ المنازل في الاهتزاز، ينهض السكان ويغادرون.

 وتقول القناة 12 الإسرائيلية: "في غزة، استغرق الأمر بعض الوقت، حتى تكتسب قدرات الوحدة "504" المصداقية، ولكن اليوم، في نهاية عام تقريبًا، يمكن لمكالمة هاتفية واحدة إلى غزة أن تنقل عددًا كبيرًا من السكان".

وأفادت الوحدة "504"، أنه بعد مهاجمة الهدف الذي لم تحدده، وصلت كثير من سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث ، ولهذا السبب، توقفت الموجة الثانية من الهجمات مؤقتًا.

وبعد أن اتصلت الوحدة بالمسؤول عن الإطفاء والإنقاذ في الحي، أعلن للسكان إخلاء المكان، وتأكد أيضًا من مغادرة رجال الإطفاء هناك، وفقًا لتوجيهات الجيش الإسرائيلي.

وتؤكد الوحدة المخابراتية، أنه على الرغم من الإجراءات الكثيرة، لتقليل "الأضرار الجانبية"، فإن أمن القوات الإسرائيلية هو فوق كل الحسابات الأخرى في حالة حدوث مناورة أو القتال وجهًا لوجه.

وبحسب مصادر في الوحدة، فإن هناك حدًّا لعدد الإجراءات التي يمكن اتخاذها لإجلاء السكان، ففي الأسابيع الأخيرة، بات واضحًا فعلًا حدوث نزوح جماعي إلى بيروت من جنوب لبنان، على حين ينتظر كثير من السكان الهروب من مناطق القتال، ويقول الجيش الإسرائيلي إن بعضهم خائف من النهب أو من اللاجئين السوريين الغاضبين.

 

وتكشف الوحدة أن بين عناصرها جنود احتياط تجاوزوا سن الإعفاء منذ مدة طويلة، ويأتون كلما دعت الحاجة فقط، من دون شكوى، ويواصلون العمل للحصول على معلومات مخابراتية من الغاضبين في المناطق المستهدفة، وبالتالي الحصول على عمليات جديدة لصالح إسرائيل بمساعدة أهالي النقاط المستهدفة.