الرئاسة الفرنسية: قرار الجزائر بطرد دبلوماسيين غير مبرر

logo
العالم العربي

على وقع التحشيد الأمريكي.. قلق عراقي من "فوضى الميليشيات"

على وقع التحشيد الأمريكي.. قلق عراقي من "فوضى الميليشيات"
مقاتلون عراقيونالمصدر: (أ ف ب)
04 أبريل 2025، 8:14 ص

رأى خبراء في الشأن العراقي ومسؤولون حكوميون، أن تصاعد الحضور العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، ينذر بتداعيات مباشرة على العراق الذي يتقاطع فيه النفوذ الأمريكي والإيراني معاً.

وأعلن "البنتاغون"، أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" ستنضم إلى "هاري إس ترومان" المنتشرة في مياه الخليج، في خطوة تهدف إلى "ردع أي عدوان"، بحسب بيان وزارة الدفاع الأمريكية.

كما تحدثت تقارير عن وصول مدمرات أمريكية إلى المياه الإقليمية، مع نقل قاذفات "بي-2" القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة من قاعدة دييغو غارسيا.

أخبار ذات علاقة

خبراء: مفاوضات تشكيل حكومة إقليم كردستان العراق "على المحك"

 

تحركات حكومية

وتزايدت المخاوف الإقليمية من تصعيد عسكري، بعد أن أعلنت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران مسؤوليتها عن استهداف حاملة أمريكية في البحر الأحمر، بالتوازي مع تهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران ما لم تستجب للضغوط بشأن برنامجها النووي.

وأكد مستشار لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن "الحكومة تتابع عن كثب التطورات الإقليمية الجارية، وقد عقدت اجتماعات عدة مع الجهات الأمنية المعنية لبحث السيناريوهات المحتملة وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في العراق".

وأضاف المستشار العراقي، الذي تحدث لـ"إرم نيوز" شريطة حجب اسمه، أن "اللقاءات شملت قيادات أمنية وسياسية لبلورة رؤية موحدة، وجرى التركيز على تحصين الداخل العراقي من أي تداعيات محتملة، وتكثيف التنسيق مع الحلفاء والشركاء الدوليين لتفادي الانزلاق إلى صراع لا يخدم مصالح البلاد".

قلق في العراق

وأثارت هذه التحركات قلقاً واسعاً، خاصة مع ارتباط ميليشيات مسلحة محلية بالحرس الثوري الإيراني، ما قد يُعرض البلاد لخطر التورط في أية مواجهة قادمة بين واشنطن وطهران، سواء بشكل مباشر أو من خلال هجمات بالوكالة.

بدوره، قال الباحث في الشأن الإستراتيجي علي السامرائي، إن "العراق قد يواجه تحديات معقدة وسيناريوهات غير مضمونة، ما يستدعي إدارة الموقف بحذر شديد لتفادي الانجرار إلى صراعات إقليمية، وعلى قادته إشراك قيادات الدول المجاورة ذات الخبرة والرؤية في رسم مسار آمن يجنبه المخاطر، إذ أن اتخاذ القرار بشكل أحادي قد يحمل عواقب غير محسوبة تهدد استقراره الاقتصادي والأمني ومستقبله".

 

وأضاف السامرائي لـ"إرم نيوز"، أنه "من الضروري التحرك نحو إجراءات اقتصادية سريعة، مثل الصندوق السيادي، لحماية المصالح الإستراتيجية المرتبطة بالثروات الوطنية، مع التركيز على دراسة ملفات الائتمان، وعدم الارتهان للقرار الخارجي، واعتماد سياسة النأي بالنفس".  

وتُتهم بعض الميليشيات، التي تملك ترسانة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، بالوقوف خلف هجمات استهدفت قواعد أمريكية في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية، وتلوّح باستمرارها في حال تطورت الأزمة، ما قد يُفجر الوضع الأمني الداخلي، ويؤثر على الاستقرار السياسي.

ويشير مراقبون إلى أن تحركات "البنتاغون" ونشر حاملات طائرات، يكشف رغبة أمريكية بفرض توازن ردع في المنطقة، وفتح هامش أكبر للتصعيد، مع بقاء العراق نقطة تماس مركزية في أي حسابات عسكرية مستقبلية.

القواعد الأمريكية

بدوره، قال المحلل السياسي عماد محمد، إن "العراق سيتأثر بشكل مباشر إذا ما اندلعت مواجهة واسعة في المنطقة، ليس فقط بسبب وجود قواعد أمريكية على أراضيه، بل أيضًا بسبب انخراط ميليشيات مسلحة عراقية في محاور مرتبطة بإيران".

أخبار ذات علاقة

حل الميليشيات مقابل الانسحاب الأمريكي.. هل يدخل العراق مرحلة "كسر العظم"؟

 

وأضاف محمد لـ"إرم نيوز"، أن "الحكومة العراقية تجد نفسها أمام معادلة شائكة، فهي مطالبة بمنع استغلال أراضيها من قبل أي طرف، لكنها في ذات الوقت لا تستطيع ضبط سلوك الميليشيات المسلحة بشكل كامل، وهو ما يجعل من العراق ساحة مفتوحة لأي رد فعل انتقامي أو عمليات استباقية".

وتواجه بغداد تحدياً إضافياً يتمثل في حماية الملاحة في الجنوب، خصوصاً إذا ما اتسع نطاق الصراع ليشمل الممرات البحرية مثل مضيق هرمز أو خليج عدن، ما قد يُربك صادرات العراق النفطية، ويؤثر على إيرادات الخزينة العامة، في ظل اعتماد شبه كلي على بيع الخام.

ويخشى عراقيون من أن يتحول بلدهم مجدداً إلى ساحة صراع دولي، كما حدث بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد مطلع العام 2020، حيث أعقب ذلك هجمات متبادلة وضغوط سياسية وأمنية أربكت المشهد العراقي برمّته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC